الأمم المتحدة تحذر من العواقب الوخيمة الناجمة عن تفجير سد كاخوفكا في جنوب أوكرانيا

حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك من العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن كارثة تفجير سد كاخوفكا في جنوب أوكرانيا.

وفي جلسة عاجلة عقدها مجلس الأمن مساء الثلاثاء، أبلغ غريفيث بأن الأمم المتحدة سنحدد حجم هذه الكارثة خلال الأيام المقبلة”.

وأكد البيت الأبيض الثلاثاء أن الانفجار الذي أحدث دماراً في سد نوفا كاخوفكا أسفر “على الأرجح عن سقوط العديد من القتلى”، لكنه لفت إلى عدم توافر أدلة ملموسة بعد تسمح بتحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم.

وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بإحداث فجوة كبيرة في سد كاخوفكا في هجوم رأت كييف فيه محاولة روسية لعرقلة هجومها المضاد المنتظر، علما بأن قوات موسكو احتلت السد الواقع في جنوب أوكرانيا بعد ساعات على إطلاق عمليتها العسكرية العام الماضي.

وأغرقت الفيضانات الناجمة عن الانفجار مدينة صغيرة وقرابة عشرين قرية، ما أدى إلى إجلاء 17 ألف شخص من المنطقة.
وقد أدّى الهجوم الذي تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشأنه، إلى فيضانات غمرت حوالى عشرين بلدة وإلى إجلاء آلاف الأشخاص، الأمر الذي أثار غضباً دوليّاً.

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عبر موقعها في “تويتر”، على عدم وجود “خطرً نووي آني في الوقت الراهن جراء ما حدث، معلنة بأن خبراءها الموجودون في الموقع “يراقبون الوضع من كثب”. والأمر ذاته أكّده المعهد الفرنسي للحماية من الإشعاع والسلامة النووية (IRSN)، مستبعداً في الوقت ذاته “أيّ خطر لحدوث فيضانات (قرب المحطّة) لأنّ السد في اتجاه مصبّ النهر وليس عند المنبع”، على بعد 150 كيلومتراً، وفق ما أفادت نائبة المدير العام كارين هيرفيو وكالة “فرانس برس”.

من جهتها، أكّدت الإدارة المعيّنة من موسكو في المنطقة أنّ الوضع تحت السيطرة. وشدّد مدير المحطة يوري تشيرنيتشوك على أنه “في الوقت الحالي، ليس هناك أي تهديد لسلامة محطة زابوريجيا. منسوب المياه في حوض التبريد لم يتغيّر”.

وكانت هذه المحطة تنتج في السابق 20 في المئة من كهرباء أوكرانيا. واستمرّت في العمل خلال الأشهر الأولى من الهجوم الروسي قبل أن يتم إيقافها في أيلول. ومنذ ذلك الحين، لم يعمل أيّ من مفاعلاتها الستة على إنتاج الطاقة.

وقالت هيرفيو إنّ “الخبر الجيد هو أنّ المفاعلات توقّفت منذ عدّة أشهر. وبالتالي فإنّ القوّة أقل”، كما أنّ الحرارة التي يتمّ تفريغها أقل مقارنة بتلك التي تصدر عن موقع قيد التشغيل.

غير أنّ أوكرانيا بدت قلقة. وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك في رسالة للصحافيين: “يجد العالم نفسه مرة جديدة على شفير كارثة نووية لأن محطة زابوريجيا فقدت مصدر تبريدها… وهذا الخطر يتفاقم بسرعة حاليّاً”.

من جهتها، اعتبرت الشركة المشغّلة “أوكرهيدروإنرجو” (الهيئة الأوكرانية المشغلة لمحطات الطاقة الكهرومائية)، أنّ “خزّان السد يجب أن يكون جاهزاً للعمل خلال الأيام الأربعة المقبلة” لكنّ مستواه يتناقص بشكل مقلق.

وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفاييل غروسي في كلمة أمام مجلس المحافظين المجتمع هذا الأسبوع في فيينا، أنّ الأضرار التي لحقت بالسد “تتسبّب حاليّاً في انخفاضٍ قدره خمسة سنتيمترات في الساعة”.

وبلغ مستوى مياه الخزّان في الصباح حوالى 16,4 أمتار. وحذّر غروسي من أنّه إذا انخفض مستوى المياه إلى ما دون 12,7 أمتار، لن يكون من الممكن ضخّها لتزويد دائرة التبريد في المحطّة، ولم يتبقَّ سوى “أيام قليلة” لإيجاد حلّ.

زر الذهاب إلى الأعلى