ما هي قصة اليوم العالمي للعمل الإنساني؟
النشرة الدولية –
في ظل الأزمات الاقتصادية التي خلّفها تفشي الفيروس المستجد كورونا، وتأثيره المباشر على قطاع الأعمال والأيدي العاملة، يحتفل العالم اليوم الأربعاء، باليوم العالمي للعمل الإنساني، والذي يحتفل به، في التاسع عشر من شهر آب/أغسطس، من كل عام.
من جهتها، ذكرت الأمم المتحدة، في بيان رسمي عن المناسبة، أن العالم بأسره لا يزال يتذكر، وبإجلال، أولئك العاملين في المجال الإنساني، والذين قتلوا أو أصيبوا جراء عملهم في إيصال المساعدات للمحتاجين، في مختلف مناطق النزاعات حول العالم.
مؤسسة “انتصار” كانت نشرت على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي، “تويتر”، في اليوم العالمي للعمل الإنساني، نحيي ذكرى الجهود الإنسانية نحو المساعدة والدعم للنساء في الخطوط الأمامية وفي سعيها لتأهيل مليون امرأة من مآسي الحروب وتشكيل تشكيل الجهود الإنسانية في خلق السلام داخل أسرهم ومجتمعاتهم ، والعالم بأسره.
وينتمي جميع العاملين في المؤسسات الدولية أو الإنسانية الخيرية غير الربحية التي تعمل على إيصال المساعدات الغذائية والصحية لمحتاجيها، إلى فئة العاملين في العمل الإنساني الذي خصصت له الأمم المتحدة، يوم التاسع عشر من شهر آب أغسطس، من كل عام، تخليداً لذكرى العاملين في العمل الإنساني الذي قضوا في هجوم وقع على فندق في العاصمة العراقية، يوم 19 أغسطس سنة 2003، أسفر عن مقتل أكثر من عشرين شخصاً، كان من بينهم، سيرجيو فييرا دي ميللو، كبير موظفي الشؤون الإنسانية في العراق، فأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في العام 2009، اعتبار اليوم الذي وقع فيه الهجوم، يوماً عالميا للعمل الإنساني.
يشار إلى أن مختلف الأيام العالمية التي تحتفل بها الأمم المتحدة، تأثرت برامجها التنفيذية بتفشي الفيروس المستجد كورونا COVID-19. وبحسب الأمم المتحدة، فإن جائحة كورونا، كانت من أكبر التحديات التي واجهت العاملين في المجال الإنساني، وفي جميع أنحاء العالم.
وأشادت المنظومة في بيانها عن الاحتفال بيوم العمل الإنساني، بشخصيات “ملهمة” لعاملين في مجال تقديم خدمات العلاج والرعاية للمصابين بجائحة كورونا، والجهود التي يبذلونها للمحتاجين لمعرفة سبل الوقاية من الفيروس، فضلا عن تقديم الخدمات كافة وإتاحة الغذاء للمعوزين والمحرومين، ومختلف خدمات الرعاية لمخيمات اللاجئين، خاصة في ظل تفشي كورونا.
ومن المتوقع، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، أن يصل عدد المحتاجين لمساعدات إنسانية، إلى أكثر من 200 مليون إنسان، في العام 2022، فيما عدد المحتاجين للعام الجاري، يقرب من حوالي 168 مليون شخص، يحتاجون تمويلا لا يقل عن 28 مليار دولار، من أجل تقديم المساعدات للفئة الأكثر ضعفاً منهم، ويبلغ عددهم، 109 ملايين شخص، تعمل كيانات الأمم المتحدة الإغاثية، على إيصال المساعدات لهم، وهي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومفوضية اللاجئين، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة يونيسف.
وتقدم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مختلف الخدمات لجميع اللاجئين حول العالم، ومنهم اللاجئون السوريون الذين أشادت بهم الأمم المتحدة، مسلطة الضوء على بعض النشاطات التطوعية التي يقومون بها، في أكثر من مكان في العالم، لتقديم خدمات للمصابين بجائحة كورونا، فسبق وتحدثت عن المخرج السوري حسن عقاد، واللاجئ في بريطانيا، هربا من الحرب السورية، منذ سنوات، والذي تطوع لتقديم خدمات تنظيف إحدى مستشفيات لندن التي تعالج مصابي كورونا.
وكانت المنظومة الدولية قد سلطت الضوء على الزوجين السوريين طلال وغزل اللذين تطوعا بتقديم وجبات طعام عربية، للمحتاجين الأكبر سناً والأكثر عرضة للإصابة بكورونا، في البرازيل التي يتخذانها مقر لجوء من الحرب السورية، منذ سبع سنوات.
وبحسب إحصائيات أممية، فإن العاملين في مجال الإغاثة والعمل الإنساني، كانوا أهدافاً لـ 277 هجوماً، عام 2019، أدت لمقتل 483 عاملا في مجال الإغاثة. وأكدت الأمم المتحدة أن معظم هذه الهجمات وقعت في سوريا، أولاً، ثم جنوب السودان، ثانياً، وفي المرتبة الثالثة الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى وأفغانستان واليمن ومالي. كذلك أبلغت منظمة الصحة العالمية بوقوع أكثر من ألف هجوم على العاملين في مجال الرعاية الصحية، مما أدى لوفاة 199 شخصا منهم وجرح 628.
ويعمل عمال الإغاثة والعمل الإنساني، في ظروف الحروب والكوارث الطبيعية والجوائح، وعلى مختلف المظاهر الإنسانية التي تتطلب تدخلا إغاثياً عاجلاً، مما حدا بالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لوصفهم بـ”أبطال الحياة اليومية” نظراً لعملهم في ظروف شاقة ومليئة بالمخاطر من أجل مساعدة النساء والشيوخ والأطفال “الذين انقلبت حياتهم رأسا على عقب بسبب الأزمات” بحسب غوتيريش الذي سبق وأكد في شهر حزيران/يونيو الماضي، أن عام 2019، وحده، شهد تشرد ولجوء عشرة ملايين شخص، حول مختلف أرجاء العالم.