شكِّلوا حكومةً حتى لو كانت ” حكومةُ جهنّمٍ ” فالتاريخُ لن يرحمَكم!* الهام سعيد فريحه

النشرة الدولية –

 

… “وبعد معكم “!

 

هل تنتظرونَ ان يصلَ البلدُ إلى جهنمٍ لتشكِّلوا ” حكومةَ جهنم ”

 

يا سادة ، نحنُ في جهنم ، فلتشكِّلوا حكومةً !

 

… “وبعد معكم” !

 

ايُّ سياسةٍ تنتهجون ؟ هناك السياسةُ الناعمةُ ، هناك السياسةُ البطيئةُ ، هناك السياسةُ المعتدلةُ ، هناك السياسةُ المتطرفةُ … أنتم من كل ذلك ليس لديكم سوى ” السياسةِ الوقحةِ ” ، ” السياسةِ القاتلة ” ، ” السياسةِ المُذلَّةِ ” للشعب…

 

أنتم تعرفون إلى أين نحنُ واصلون ؟

 

إذا كنتم لا تعرفون فتلكَ مصيبةٌ ، اما إذا كنتم تَعرفون فالمصيبةُ أعظمُ !

 

نحن واصلونَ إلى انفجارٍ إجتماعيٍ حقيقي بعدما ” عيَّشتم ” البلدَ على طمأنةٍ مصطنعةٍ :

 

1-                       هذا وزيرٌ يقول لنا ، في موضوع كورونا : “لا داعي للهلع” ، فإذا بالإصاباتِ تتجاوزُ الالفَ إصابةٍ في اليوم الواحد .

 

2-                       هذا ” حاكمٌ ” يقول لنا : ” الليرةُ بخير ” ، ولكن أين الودائعُ ؟ وحتى لو أُعطي جزءٌ منها بالليرة ؟ نشتري الدولار من السوقِ السوداء ، ولا ينخفضُ سعرهُ عن ثمانية آلاف ليرة ، هذا إذا توافر .

 

3-                       ويبشِّرنا الحاكمُ برفعِ الدعمِ : لا تُعطوننا اموالنا ، ولا تُكافحونَ التهريبَ وترفعونَ الدعم ، فمن أين ” يتسيسرُ ” الشعبُ برمتهِ؟

 

لا تسميةَ لِما تقومون به سوى إنهاءِ حياةِ إنسانٍ ما ، بل إنهاءِ الأملِ لديه ، والتفاؤلُ لديهِ والمستقبلُ لديه .

 

 

 

*

 

ماذا تريدونَ اكثر من ذلك بعد ؟

 

لم يحدث في أي دولةٍ في العالم ان حدث ما يُحدثُ في لبنان !

 

هل تعرفون لماذا ؟

 

لأن الشعبَ اللبناني كان من الشعوبِ المقتدِرةِ والمكتفية ، ومن المجتمعات التي لا تحتاجُ إلى احدٍ .

 

لم يكن الشعبُ اللبنانيُ يعرف ما يُسمَّى ” كرتونةُ الإعاشة ” إلاّ في ما نَدَر.

 

اللبناني ” نفسو كبيرة ” ، إذا احتاج فإنه يحتاجُ بصمت ، وإذا طلب فإنه يطلبُ بصمتٍ وبخجل ، ” ما معو ليرة ، وبيتو مفتوح ، وسفرتو ممدودة”.

 

*

 

ماذا فعلتم بهذا الشعبِ الكريمِ ، المعطاءِ ، الذي يُعطي من دون مِنَّةٍ ؟ جعلتموهُ مقهوراً :

 

هو كريمٌ لكنه غير قادرٍ على أن يعيشَ على طبيعتهِ وعلى كرمهِ ، فالعينُ بصيرةٌ واليدُ قصيرةٌ .

 

لكن لا ، ونكاد ان نقول لكم : ” فشرتم”!

 

لن يكونَ الشعب اللبناني كما تريدونهُ ان يكون : ذليلاً مطأطأ الرأس .

 

لن يكونَ إلا كما اعتاد ان يكون : شهماً ، مرفوع الرأس ، فالفقر ليس عيباً،

 

الإفقارُ عيبٌ … هو الشعبُ الفقير ، لأنكم الحكَّامُ المُفْقِرون :

 

الفقيرُ هو النتيجةُ ، المُفقِرُ هو السببُ :

 

انتم السببُ منذ 30 عاماً في ما وصلنا إليه ، والتاريخُ لن يرحمَكمْ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى