باباجان يتهم إردوغان بمحاولة تقسيم أحزاب المعارضة
النشرة الدولية –
يستمر مشهد الأخذ والرد في الحياة السياسية الداخلية لتركيا، ليصل في آخر محطاته إلى اتهامات وجهها رئيس حزب “الديمقراطية والتقدم” التركي (ديفا)، علي باباجان لرئيس البلاد رجب طيب إردوغان بأنه يسعى إلى تقسيم أحزاب المعارضة، من أجل دعم تحالفه مع “حزب الحركة القومية”.
الاتهامات التي وجهها باباجان، والذي كان سابقا من أبرز المقربين للرئيس التركي وأحد أصدقائه جاءت في أثناء لقاء أجراه في برنامج “المنبه” على قناة “فوكس” التركية، الثلاثاء.
وقال باباجان حسب ما ترجم موقع “الحرة” من المقابلة: “تدعم الحكومة الحالية الرئيس نفسه والحزبين الحاكمين. هل يمكننا الحفاظ على الدعم عند نقطة معينة مع العديد من المعجبين والشركاء؟ هذا همه، فلنزيد من شركائنا. وهل يمكننا تقسيم أحزاب المعارضة؟ لديه مجهود جاد الآن”.
وألمح رئيس حزب “ديفا” خلال حديثه إلى الزيارات التي أجراها إردوغان، في الأيام الماضية، أبرزها زيارته إلى منزل عضو المجلس الاستشاري الأعلى لـ”حزب السعادة” المعارض، أوغوزهان أصللترك، مؤكدا أن هذه التحركات تصب في إطار تقسيم أحزاب المعارضة.
وأضاف باباجان: “كل هذه المجهودات غير مجدية. مشاكل هذا البلد لا يمكن حلها بمثل هذه الألعاب السياسية. إذا قمت بحل المشاكل، فإن المواطن سيدعمك، ولكن بدون حل المشاكل، لا يمكنك ضمان مستقبل هذا البلد بمجرد ضرب الشركاء الخطأ”.
استقطاب أصوات جديدة
وكانت زيارة إردوغان لعضو المجلس الاستشاري الأعلى في “حزب السعادة” الأولى من نوعها، ووفق مراقبين، فالأهمية التي تكمن وراءها ترتبط بشخصية الأخير، كونه أبرز مؤسسي الإسلام السياسي في تركيا، وسبق وأن فتح المجال لدخول المتدينين في جهاز الداخلية، وفي قطاعات أخرى في البلاد
وعقب اللقاء الذي جمعهما قال إردوغان: “عملنا معا في الماضي، وكان أكبر مني (في حزب الرفاه)، ولا يزال كبيري حتى اليوم”، مضيفا “لقد زرته من باب التزاور أولا، كذلك من أجل الحديث عن التحالفات، سواء كانت سياسية أو التحالف في محاربة الإرهاب. علينا ألا نشعر بالوحدة في هذا المجال”.
ويعيش المشهد السياسي الداخلي لتركيا في الفترة الحالية بحالة من “الإرباك”، فبينما يتجه إردوغان بتحالفه مع “حزب الحركة القومية” إلى استقطاب أصوات جديدة من الشارع التركي، لتعزيز موقفها وحضورها في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2023، تحاول أحزاب المعارضة التأكيد على تحالفاتها القائمة، لكنها متوجّسة من انشقاقات قد تؤدي إلى تشكيل تحالفات جديدة، وخاصة بين الأحزاب التي ظهرت حديثا على الساحة.
ومن بين الأحزاب التي ظهرت حديثا وباتت حاضرة على مشهد الأحزاب السياسية: حزب “ديفا” الذي يرأسه باباجان، إلى جانب “حزب المستقبل” الذي يرأسه أحمد داوود أوغلو.
ويضاف إليها: “الحزب الديمقراطي الكردي”، حزب “حركة الوطن في ألف يوم” بقيادة، محرم إينجه، المنشق عن حزب الشعب الجمهوري، و”حزب التجديد” الذي أعلن تأسيسه قنصل تركيا السابق في الموصل يلماز أوزتورك في يوليو 2020.
“ليس هناك فرصة للصعود”
في سياق ما سبق وضمن حديث باباجان عبر قناة “فوكس” التركية أشار إلى أن “الدعم الشخصي لإردوغان والدعم الاجتماعي للأحزاب الحاكمة آخذان في التراجع”.
وقال: “ليس هناك فرصة للصعود من الآن فصاعدا، لأن هذه الحكومة لن تكون قادرة على حل مشكلة البطالة والفقر، كما لم يقم أحد بفتح منطقة عمل جديدة من خلال الاستثمار في هذا البلد على المدى الطويل. السبب في ذلك هو أن الطبيعة القانونية للبلاد قد تضررت”.
واعتبر رئيس الحزب المعارض أنه “لا يوجد نهج إدارة رسمي في البلاد، وهناك نهج إداري قائم على التعسف. الإدارة الحالية لا تؤمن باستقلال القضاء وفصل السلطات، بل على العكس من ذلك، فهذا يعني أن القضاء لا ينبغي أن يعمل بشكل مستقل”.
وباباجان ليس كغيره من الشخصيات المعارضة في تركيا، سواء من حيث الخطاب الخاص بكل منها، أو من حيث الخلفية السياسية، فرئيس حزب “ديفا” كان أحد مؤسسي حزب “العدالة والتنمية” عام 2001، وقد انتخب عضوا في البرلمان عن أنقرة عام 2002.
وعين لاحقا وزيرا للاقتصاد ضمن أول حكومة لـ “العدالة والتنمية” في العام ذاته، وكان أصغر أعضاء الحكومة، في عمر 35 عاما. وشكّلت استقالته من الحزب الحاكم ضربة وصفت بـ”الكبيرة” لإردوغان، خاصة أنها زادت الحديث عن انشقاق كبير في الحزب الحاكم في تركيا.