د. سلطان الدويش: قدَّم دراسة عن أهمية المدينة وعرض بيانات تاريخية وشواهد أثرية عنها
النشرة الدولية –
قال د. سلطان الدويش إن اسم مدينة الجهراء حالياً مشتق من مملكة الجرهاء، التي كانت تمتد على ساحل الخليج العربي في العصور القديمة.
شارك مدير إدارة الآثار والمتاحف لدى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، د. سلطان الدويش، في مؤتمر عبر منصة زووم الإلكترونية، مع نخبة من المتخصصين في الوطن العربي، بعنوان «المدن والعواصم في كتابات الرحالة عبر العصور»، تحت رعاية عميـــــد كلـــيــــــة الآداب بـــالإنابة د. عبدالله الهاجري.
وقدَّم د. الدويش دراسة بعنوان «مدينة الجرهاء في كتب الكلاسيكيين»، وبيَّن أن الدراسة تهدف إلى تسليط الضوء على مدينة الجرهاء العربية خلال الفترة من القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الثاني الميلادي، من خلال رؤية جديدة تشمل عرض البيانات التاريخية والشواهد الأثرية المتعلقة بنفس الفترة في أرض الكويت.
وأعطى د. الدويش بعض النماذج لمن ذكر المدينة، فقال: «وصف استرابون طريق الجزيرة العربية بأنه خليج عميق تقع عليه مدينة الجرهاء، وهي مستوطنة لبعض اللاجئين الكلدان من بابل»، مضيفا: «كتب أجاثر اسيدس أن الجرهائيين جلبوا اللبان والبخور والنباتات العطرية من جنوب بلاد العرب».
وتابع: «لا شك أن مدينة الجرهاء شكلت أهم كيان تجاري منفرد في الخليج العربي خلال العهد السلوقي، بنقل الطيوب العربية والسلع الهندية، ومثَّل نشوء المدينة وموقعها جدلا دام قرونا، وكانت الجرهاء مركزا تجاريا مهما، تصلها التوابل والمنتجات الأخرى من جنوبي الجزيرة العربية، ثم تنقل إلى بابل وسلوقية بواسطة القوافل الجرهائية، وتستغرق الرحلة من حضرموت إلى جرهاء 40 يوما».
وبيَّن د. الدويش أن الجرهاء، والتي بقيت حتى الآن، هي «الجهراء»، وقد حُرفت قليلا مع مرور الزمن، أو نُطقت خطأ من قِبل الكُتاب اليونانيين، لكن مدينة الجهراء احتفظت بالاسم والمكان القديم.
وأضاف أن الجرهاء كانت مملكة تمتد على ساحل الخليج العربي، واشتقاق اسم الجهراء من الاسم القديم الجرهاء، وهو الأقرب.
وأكد من خلال الدراسة التي قدَّمها، أن أرض الكويت تشكل الجزء الأكبر من مملكة الجرهاء، والتي كانت تلعب دورا كبيرا ضمن مراكز التجارة الدولية، وكانت حلقة الوصل للتجارة الإقليمية لتجارة البخور واللبان واللؤلؤ.
ولفت إلى أن السجلات الأثرية تؤكد مظاهر الحضارة التي كشفت عنها معاول الآثريين في مواقع أم النمل، وعكاز، وفيلكا، والصبية، إضافة إلى النقوش العربية القديمة (خط المسند) المنتشرة في سفوح جبل واره، وعلى مرتفعات الخيران، والنويصيب، وكذلك ما عُثر عليه من كتابات غائرة على الجرار في موقع جزيرة عكاز.