أنستونا
بقلم: د. نرمين الحوطي
النشرة الدولية –
«حان الوقت لمخاطبة الحاضر بلغته، حان الوقت لمزج الماضي بالواقع لنستطيع التحاور مع الحاضر، حان الوقت لأن نسمع ونتفهم لغة الحاضر لنبنى المستقبل».
تلك كانت فحوى الحوار الذي قاله المبدع الفنان بيومي فؤاد في ختام مسرحية «أنستونا».
سطور مقالنا اليوم لن تبحر في قصة المسرحية، ولكن كلماتنا اليوم ما هي إلا سطور إعجاب بالعديد من العناصر التي تمتعت بمشاهدتها أثناء العرض المسرحي، ولهم منا Hashtag:
# للمنتج محمد أحمد السبكي، بأن يتحمل مسؤولية إنتاج عمل مسرحي بهذه الضخامة وما يمتلك هذا العرض من أسماء فنية لامعة في سماء الفن العربي ومن ديكورات وأزياء وغيرها من عناصر مسرحية في تلك الظروف الاقتصادية العالمية «أرفع لك القبعة» وأطلق عليك محارب من الدرجة الأولى، وبالفعل انتصرت في معركتك بما قدمته في عالم المسرح من إبداع.
# المخرج والمخرج المنفذ: شهادتي مجروحة بحكم أنهما أصدقاء العمر، ولكن الجميع يعرف ويعلم عندما يجتمع ثنائي الإخراج خالد جلال وعلا فهمي في عمل مسرحي ماذا ستكون النتيجة: إبداع بكل حروفها، ألف مبروك ومن تألق إلى تألق.
# دنيا سمير غانم، ابن الوز عوام، رحم الله من غرس بك ما هو المسرح، وما هو الإبداع، وما هو التميز والإتقان، رحم الله من علمك حرفة الفن وفنونه، دنيا نجمة في عالم المسرح الاستعراضي لا أبالغ بهذا الوصف فهي نجمة تحمل الكثير والعديد في جعبتها، أمتعتنا من هذا الفن عندما شاهدناه في مسرحية «أنستونا».
# المؤلف «كريم سامي.. أحمد عبدالوهاب»، مولد وإحياء الزمن الجميل، «أنستونا» تعلن عن مولد ثنائي في فنية الكتابة المسرحية «والله فكرتونا بزمن العم بديع خيري ونجيب الريحاني»، ما أجمل كتابتكم وطرحكم لقضاياكم، نعم أصبتم في اختيار تيمتكم المسرحية والتي يعاني ليس فقط جيلكم بل أيضا جيلنا «الماضي» لأننا بالفعل يوجد بينا وبينكم فجوة يصعب على الجميع أن نفهم بعضنا طالما المخاطبة تقوم بفعل الماضي لتأمر ببناء الحاضر! تلك هي المعادلة الصعبة التي قمتم من خلال حواراتكم بطرحها وكيف أن نقدر بأن نلغي تلك الفجوة من خلال أن ندمج الماضي بالحاضر لنقدر أن نفهم بعضنا وأن نصل إلى رأي يتفق عليه الكل، أصبتم بطرحكم لقضيتكم من خلال مسرحية أنستونا، لأن الكتابة للمسرح الاستعراضي تعد من أصعب الكتابات المسرحية، ولكن تفوقتم على أنفسكم في تأليفكم لـ«أنستونا»، بل تفوقتم أيضا في مشاركتكم في الأداء التمثيلي مع طاقم العمل المسرحي، Chapeau.
# لفريق العمل المسرحي «أنستونا»، كل الشكر لتلك الورود التي قمتم بإهدائنا بها وما تحمله من رسائل فنية ومسرحية بعبير مبدع جعلنا نستنشق من خلال «أنستونا» عبير المسرح الذي افتقدنا عبيره، وها أنتم تعيدون لنا الماضي بعطر الحاضر لنستنشق معا عطر المستقبل من خلال إبداعاتكم التمثيلية والاستعراضية في مسرحية أنستونا.
# أيمن بهجت قمر، مرفوع عليك القلم بما كتبت من أبيات وأشعار لـ «أنستونا»، قمت بنسيج الماضي بالقافية، ولكن! كانت مفرداتها مكتوبة بالعامية، الله عليك يا عم أيمن، مبدع ومازالت حروفك تغمرنا وتغمر الشعر العربي المعاصر بإبداعاتك، تلك هي ملكتك تحضر لتحيي القافية بحروف العامية، تفوقت في «أنستونا».
مسك الختام: كل الشكر لفريق العمل واعذروني إذا نسيت عنصرا لم أسلط عليه الضوء، ولكن لا يسعني إلا أن أقول لكم: شكرا، والشكر موصول لمن أطلق على المسرحية اسم «أنستونا» لسببين: أولهما أنكم أحييتم ذكرى كلمة الراحل سمير غانم، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، والمعروفة «أنستونا» في فوازيره، والثانية بالفعل «أنستونا» بمسرحيتكم.