ما لم تقله رغد صدام حسين!* رجا طلب
النشرة الدولية –
أكثر ما هو ملفت في موضوع حلقات حوار قناة العربية مع رغد صدام حسين هو اللقاء بحد ذاته هذا بالإضافة إلى مضامين الحوار المثير للجدل، فابنة صدام حسين الكبرى تظهر فجأة وبدون مقدمات لتتحدث في قضايا سكتت عنها أكثر من عقدين من الزمن وتحديداً تلك الفترة العصيبة التي غادرت فيها العراق مع زوجها حسين كامل وأخيه صدام كامل واختها رنا وأولادهم، فهذا الأمر ملفت جداً وبخاصة أن القضية كانت وما زالت تشكل اللغز الأكبر في حياة عائلة صدام حسين والتي استطيع القول وبكل تواضع أني كنت واحداً ممن اطلع على أسبابها ونتائجها التراجيدية حين كنت رئيساً لتحرير واحدة من الصحف الاسبوعية في الاردن، وقمت وقتذاك بنشر بعض هذه المعلومات في تلك الصحيفة ومازلت احتفظ باجزاء وتفاصيل اخرى مهمة ومثيرة منها.
أكثر ما أثار فضولي وانتباهي هو عدم اخفاء رغد صدام حسين طموحها السياسي، وعندما سُئلت بشأن طموحها السياسي لم تغلق الباب بل أجابت «كل شيء وارد»، ومن هنا يمكن البدء بالاسئلة الصعبة والكثيرة مع مرحلة قادمة من حياة رغد.
المدقق في لغة جسد رغد وطريقة كلامها يستشعر وبكل بساطة الطموح والرغبة في التحدي، وإنها لربما باتت تمثل مشروعاً سياسياً مهماً في المرحلة القادمة، فابنة صدام حسين هي مشروع مغر «لمشاكسة» المشروع الإيراني في العراق وربما أكثر من ذلك.
لا أملك تصوراً لكيفية نجاح مثل هذا المشروع عملياً في ظل غياب عملية ديمقراطية حقيقية في العراق، ولكنه أمر مشروع، وليس محرماً فالسيدة تملك إرثا سياسياً، وقاعدة شعبية عريضة، وهما من أهم أدوات النجاح في حال مضت قدماً في مشروعها الطموح.
من أهم الرسائل التي أطلقتها رغد في تلك المقابلات وصفها لغزو الكويت بأنه احتلال، ولكنها لم تحمل والدها مسؤولية هذا الاحتلال الذي قالت إنه كان خطأ في حين أنه كان كارثة على العراق والأمة العربية، حيث استحضرت الرواية الرسمية للنظام وقتذاك ألا وهي أن الحصار المالي بعد انتهاء الحرب العراقية – الإيرانية كان هو السبب وهو مبرر من الصعب القبول به.
هناك الكثير من الأحكام والروايات المهمة التي تطرقت لها السيدة رغد في المقابلة إما مغلوطة أو ناقصة مثل قصة تنفيذ الاعدام بزوجها حسين كامل وشقيقه صدام كامل ومن اتخذ القرار ونفذه ونفيها تدخل صدام بموضوع قتل زوجها وشقيقه.
ما لم تقله رغد أهم بكثير مما قالته وسننتظر كتابها لعلنا نكتشف حقائق لا نعرفها.