منظمة حقوقية تطالب بتحقيق دولي عاجل في قضية إحراق المهاجرين الأفارقة بصنعاء
اليمن – محمد المياس –
طالبت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان ومقرها “هولندا” اليوم السبت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل لإجراء تحقيق دولي في قضية إحراق مئات المهاجرين الأفارقة بمحافظة صنعاء شمالي اليمن.
ودعت المنظمة ميليشيا الحوثي الإنقلابية إلى الكشف عن تفاصيل عملية الإحراق التي بدت صفة العَمد فيه واضحة، والتي تعرض لها مئات المهاجرين الاثيوبيين والأفارقة في أحد المعتقلات التابعة لهم بمحافظة صنعاء.
وأشارت المنظمة في بيانها إلى أن مصادر أكدت لها بأن أكثر من 300 مهاجر اثيوبي قتلوا حرقاً في مركز الاحتجاز الحوثي بصنعاء، وإصابة مئات آخرين، توفي عدد كبير منهم لاحقا في المستشفيات.
وقالت المنظمة بأن الميليشيا رفضت السماح حتى لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالاطلاع على حالاتهم والقيام بتوفير الرعاية الصحية لهم.
وأضافت: بعض الناجين من المحرقة ذكروا لراصدي رايتس رادار بصنعاء انه تم استدعاء عناصر من قوة التدخل السريع تابعة لميليشيا الحوثي لإجبار المهاجرين الاثيوبيين المحتجزين على إنهاء إضرابهم عن الطعام والذي كانوا قد بدأوه مؤخرا احتجاجا على احتجازهم التعسفي بسبب رفضهم الانضمام إلى جبهات القتال مع الميليشيا ضد القوات الحكومية.
وأوضحت أن المهاجرين المحتجزين اشتكوا بشكل متكرر من تكديسهم في غرف احتجاز ضيقة وغير لائقة إنسانياً، وأن كثيراً منهم تعرضوا للتعذيب والامتهان خلال الفترة الماضية، وحين شرعوا في إضراب عام عن الطعام عرض الحوثيون عليهم خيارين، إما دفع فدية تتراوح ما بين 300 إلى 500 دولار أو الذهاب إلى جبهات القتال مع الحوثيين، مقابل الإفراج عنهم، وهو ما رفضه الجميع.
وذكر الناجين بأن عناصر من ميليشيا الحوثي اقتحموا مكان الاحتجاز المكتظ بأكثر من 900 مهاجر اثيوبي وحاولوا إجبار المضربين على الطعام بالتوقف عن إضرابهم، مستخدمين العنف الشديد ضدهم، ما اضطر بعض الضحايا الى دفع العناصر الحوثية لإخراجهم من مركز الاحتجاز، وبعد إخراجهم فعلاً قاموا بإغلاق أبواب المعتقل بإحكام ثم أطلقوا قنبلتين، إلى وسط المهاجرين المحتجزين، الأمر الذي أدى الى اشتعال النيران بشكل كثيف وسريع عجز معه المحتجزين عن إطفائها لانعدام أي وسيلة لاخماد الحرائق.
وأكدوا أن “الحريق استمر لأكثر من ساعة على مرأى ومسمع القائمين على المعتقل الذين رفضوا حتى فتح الأبواب، وأسفر الحريق عن مقتل وإصابة أكثر من 500 محتجز، جروح أغلبهم خطيرة”.
ودعت رايتس رادار إلى ضرورة الإسراع في الافراج عن جميع المحتجزين من المهاجرين الاثيوبيين واللاجئين الأفارقة الذين تحتجزهم جماعة الحوثي بصنعاء وغيرها من المدن الخاضعة لسيطرتها، الذين تكفل لهم المعاهدات والمواثيق الدولية حق الحماية والتأمين وتجرم المساس بكرامتهم الإنسانية.