حكومة المفاجآت المدوية
بقلم: أسرار جوهر حيات
النشرة الدولية –
وأنا أقرأ تعليقات المغردين وعامة الناس على التعيينات التي وافق عليها مجلس الوزراء مؤخراً، تذكرت عندما أعلن أحد مسؤولي الإعلام قبل سنوات عن مفاجأة مدوية، في حينها، وعندما «علّقنا» ونحن ننتظر المفاجأة، كانت عن الألعاب النارية، فقلت في نفسي «حكومة تفاجئنا بجراغيات، لا ننتظر منها تعيينات على قدر الطموح».
ورغم اني لم أُفاجأ كثيراً بالأسماء المتداولة، فإن تعيينهم، إن صحت الأنباء، دفعة واحدة، كان صادماً لي وللشعب، فكم تمنيت أن تصدمنا الحكومة بهذه التعيينات تدريجياً، وعلى دفعات، إلا أنه على ما يبدو ارتأت حكومتنا الرشيدة أن تفاجئنا بالصدمة دفعةً واحدةً، وتتركنا «نتحلطم» وحدنا على تويتر، وتفعل هي ما تريد.
فحكومتنا الموقرة، لها عدة سنوات، وكأن لديها قائمة أسماء ثابتة، وكل ما عليها هو تحريكهم، ونقلهم من حقيبة وزارية، إلى منصب مستشار، إلى رئيس هيئة، أو لجنة أو ديوان، من دون أدنى التفات إلى مدى إنجاز هذا الاسم أو ذاك في أي من هذه المناصب، في مشهد يعكس مدى اهتمام الحكومة بأن تمنح هذا الشخص منصباً، بينما لا يهمها أبداً إن كان سيضيف شيئاً، أو أنه سيفشل، بل إن فشل في مكان ما، تنقله فوراً إلى مكان آخر، وربما أفضل من السابق، وهكذا تتكرر المشاهد.
ويبدو لي أن التفسير الوحيد لهذه التنقلات، التي تعتمدها الحكومة، هو أن هذه القائمة الثابتة، التي بلغت أعمار معظمهم الستينات من العمر، قد يكون أغلبهم أشخاصاً قدموا خدمات للحكومة، التي تريد بدورها أن تكافئهم، فعندما ينتهون من منصب ما، تنقلهم لآخر، ليس لأنهم مُنجزون، بل فقط لما قدموه للحكومة، أو ربما لأن معظمهم «مطيعون» و«يمشون» على هواها من دون «عوار راس»، فتفضل الحكومة أن تبقيهم متنقلين بين هيئاتها ووزاراتها، بدل أن تستبدلهم بدماء جديدة قد لا تكون مضمونة مثلهم.
ولم تلتفت الحكومة إلى أننا مجتمع يتميز بغلبة الشباب فيه، فموظفو الدولة الشباب أكثرية، وحملة الشهادات والخبرات الشباب أكثرية، بينما لم ينالوا فرصتهم ليخدموا وطنهم عبر مناصب قيادية ووزارية، ليس لسبب، سوى أن قائمة الحكومة للأسماء المعتمدة للمناصب ما زالت ثابتة ونادراً ما يدخل عليها اسم جديد.
رسالتي للحكومة، ممثلة برئيس الوزراء الموقر الشيخ صباح الخالد الصباح، إن الوزراء أو القياديين الذين فشلوا، في منصب، أو أولئك الذين كانوا عرضة للمساءلة السياسية والاستجوابات، ليسوا أهلاً لتكافئهم من جديد بمناصب جديدة، وبعيدة في الوقت نفسه عن المساءلة السياسية! فالشباب أولى، ومن الضرورة بمكان أن تكون المناصب تعطى لأهل الكفاءة، وبناءً على المصلحة العامة، خاصة أننا نعيش في وضع اقتصادي حرج، يحتاج كفاءات تنهض باقتصادنا، وتسيّر عجلة التنمية بانضباط، حتى لا نتحسّر على مستقبلنا لاحقاً.
ملاحظة:
يسعدني أن هناك توسعاً بمنح مناصب قيادية مهمة للنساء، ويبدو لي أن السنوات القليلة الأخيرة كسرت المرأة احتكار الرجال لبعض المناصب، منها رئيس ديوان الخدمة المدنية، فانتقادنا لنهج الحكومة في تدوير الأسماء نفسها لا يجعلنا ننسى أن نسجل إعجابنا بالثقة الممنوحة للمرأة.
عن القبس الكويتية