دحلان..إن حَكى «كلاكيت مرّة ثانية»
بقلم: محمد خروب
النشرة الدولية –
ثلاثة أيام انتظرها العضو المفصول من مركزية فتح محمد دحلان (يرأس تياراً أسماه..الإصلاح الديمقراطي)، بعد وقف النار بين العدو الصهيوني والمقاومة الفلسطينية/ حماس والجهاد.. ليخرج على الناس في مقابلة مع فضائية «RT» الروسية. ولا نعلم إن كانت الفضائية سعت اليه, أم هو بادر للإتصال بها, كونها فضائية واسعة الانتشار وذات شعبية مُضطردة, تطرح موضوعات وملفات خِلافية عديدة, فضلاً عن باقة برامج ثقافية وسياسية وحوارية وخصوصاً وثائقية, متعددة القراءات والمرجعيات وتتبع وكالة أنباء «نوفوستي الروسية الرسمية.
ما علينا..
بوجه شاحب بدا عليه الهزال (ربما نتاج عملية ريجيم او برنامج لياقة رياضي), ظهر دحلان في مقابلة مع مُقدم البرامج في RT العراقي الأصل سلام مسافر, بدأها الأخير بسؤال ظنّ المُشاهدون انه سيكون نقطة الحوار الرئيسية, عمَّا إذا كانت ابرز نتائج العدوان الصهيوني دفن «صفقة القرن”؟.
قال دحلان: إن الشعب الفلسطيني أعاد القضية الفلسطينية لتكون على جدول الأعمال الدولي. باقتضاب و هروب إلى الأمام وعدم الرغبة بالبقاء في دائرة تداعيات صفقة العار الهادفة تصفية القضية الفلسطينية, والترويج لعصر التطبيع/الأسرَلة/التَصهّين, ولم يمضِ قدماً في الشرح لاستثمار لحظة تاريخية, يدحض من خلالها ما اتُهِم به من تواطؤ لتجميل او الترويج لصفقة العار هذه, خاصة انه صمت طويلاً وكثيراً بعدما أخذت الصفقة بُعداً عربياً تطبيعياً, ظن المُهروِلون إليه انهم يُؤسسون لمشهد اقليمي ودعم استعماري غربي,ما يمنح اسرائيل التفرّد في قيادة المنطقة والتأسيس لتحالفات وموازين قوى جديدة, لا مكان او دور لتيارات المقاومة والمحاور الرافضة الهيمنة الصهيواميركية على الأمة العربية.
وإذ تمسّك دحلان باللغة الابوية/الاستعلائية المحمولة على هوس بالقيادة والنظر الى جموع الشعب الفلسطيني بأنهم «ابناؤنا» في القطاع/الضفة الغربية/الـ”48» (فلسطينيّو الداخل)، وكأن هؤلاء يبذلون ارواحهم من اجل قيادات غير مُنتخبة مفروضة عليه، فان الـ”قائد» تملّص من دعم المقاومة المسلحة لعدو لا يفهم غير لغة القوة, قائلاً: «نُفضّل» اشكالاً متعددة من المقاومة..كلٌ في مكانه وزمانه. ولم ينسَ المقارنة بين الانتفاضة الأولى (غير المُسلحة) التي كسِبنا فيها تعاطفاً دولياً (كما قال) وبين الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى/2000) خسِرنا فيها الدعم…«لأنها كانت مُسلّحة» وفق تعبيره.
ما بدا لافتاً ان دحلان «يُصنّف» النظام السياسي في اسرائيل بانه «فاشل» وأنه لم يُقدّم لشعبِه..حلاً, فيما لا يَذكر النظام السياسي الفلسطيني, بما هو نتاج أوسلو الذي ايّده وعمِل فيه, مُتجاهلاً الاشارة الى…ماذا قدَّم نظام أُوسلو للشعب الفلسطيني من حلول خلال ازيد من ربع قرن؟ والى اين اوصل القضية الفلسطينية إثر ابتلاع اسرائيل معظم الضفة الغربية…استيطاناً ومصادرة اراض, وقرب استكمالها تهويد القدس على نحو منهجي ومُبرمَج.
ينتهز دحلان كل مناسبة او فرصة لِصبّ جام غضبه على محمود عباس شخصياً..ناعتاً اياه بأوصاف لاذعة, مُحمِّلاً إيَّاه مسؤولية كل ما حدث ويحدث, نافياً أن يكون لعباس قدرة على اتخاذ القرار او التفكير به, «بل ليس لهؤلاء في رام الله رأي ولا موقف»، وإسرائيل هي التي قرّرت تأجيل الانتخابات وليس عباس”,قال ردَّاً على سؤال في تأجيل الانتخابات.
تبقى «عقدة» دحلان والحُلم/الوَهم الذي لا يغادره, وهو رئاسة السلطة (سلطة أوسلو بالطبع), اذ أجاب على سؤال حول صحة الأنباء التي تتحدّث عن سعي أميركي لاستبداله بعباس قائلاً: «أنا لم أدخل أميركا منذ 2004… عندما كنت وزيراً للداخلية, مُستطردا: وتبقى «الانتخابات» هي التي ستُقرر من يفوز فيها رئيساً, وهو قرار للشعب الفلسطيني». أي أن الرجل سيُنافس عباس/البرغوثي/هنيّة على موقع الرئاسة إن جرَت. هو يتذاكى علينا عندما يقول: انه لم يدخل أميركا منذ 17عاماً، وكأن أميركا تشترِط على من تريد تنصيبه/فرّضه على شعب أو تنظيم ما, الحضور شخصِياً…لواشنطن, لانعدام وسائل الإتصال والتواصُل والتنسِيق وتَلَقّي أمر العمليات, وغيرها مما تبرع فيه الأجهزة الأميركية ذات الموازنات المالية الضخمة والإمكانات الخُرافية.