قضية خاسرة

المحامي عبدالله الحموي

النشرة الدولية –

واثق الخطوة، وقفت

أمام المنصة

مُلِما بكل تفاصيل القضية

حتى صار ربحها أمراً

لا جدال فيه.

تهيأتُ لمرافعتي

لم أجد في وجهي خصما

يُحسَب لَهُ حِساب.

لكن الصورة انقلبت

رأسا على عقب

مذ دخلت القاعة حسناء

ترتدي

ثوب المحاماة.

كالطود الشامخ، وقفت

إلى جواري

لتعرف عن نفسها

كخصم لي في النزاع

دون أن تخلق عيناها

كي تكون خصما.

كيف لا

وقد أسرت مشاعري

خلال لحظات

حركت فيها شفتيها

فنسيت أين أنا

ومن أكون؟

بل  من أمثل

المدعي أم المدعى عليه؟

تهاوت مرافعتي تبعثرت أفكاري

نسيت القضية برمتها

إذ صار الجمال قضيتي.

ما هي بمعركة متكافئة

أمام خصم

يملك كل أسباب القوة.

أوليست الفتنة ,بحد ذاتها, قوة ؟؟

كان حسبها أن تقف أمامي

دون أن تنبس بحرفٍ, لتهزمني.

تبعثر كياني فصرت أبحث

عن الهروب.

أأطلب التأجيل؟ ما هذا بحل

فهي آتيةٌ لا محالة

في جلسة قادمة

يتكرر فيها المشهد و…

حالتي.

أأتنحى فلا أحمل موكلي

وِزرَ ضَعفي؟

ها هو ذا: التنحي.

فلا يصمد أمام الجمال رجل

ثم من زعم أن الانهزام

أمام الحُسنِ هزيمة؟

أو أنه ليس

… منتهى الرجولة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى