وول ستريت جورنال: أسباب أدت إلى تفاقم كارثة فيضانات ألمانيا
النشرة الدولية –
في الساعات الأولى من يوم 12 يوليو، أي قبل ما يقرب من ثلاثة أيام من وقوع أسوأ كارثة طبيعية شهدتها ألمانيا منذ قرابة ستة عقود، وصل إلى خدمة الأرصاد الجوية في البلاد تحذير دقيق من وشك التعرض لعاصفة عنيفة من المحتمل أن تتسبب في فيضان قاتل.
تقول صحيفة وول ستريت جورنال إن ذلك التحذير الأولي كان في صباح الاثنين، وحينذاك أنتج الكمبيوتر العملاق التابع للوكالة الحكومية، وهو آلة بحجم حلبة الهوكي، نموذجا قويا يتنبأ باحتمال تعرض أجزاء من ألمانيا الغربية لفيضانات شديدة في وقت متأخر من الأربعاء.
وأضافت الصحيفة “التقط خبير بالأرصاد الجوية بالوكالة التنبؤات المقلقة، التي سرعان ما أثبتت صحتها، وأطلق على الفور نظام الإنذار من الفيضانات المتطور في البلاد في الساعة السادسة صباحا، وأبلغ الحكومة وخدمات الطوارئ والشرطة ووسائل الإعلام الرئيسية على الفور عن الكارثة التي تلوح في الأفق”.
استجابت بعض السلطات المحلية للتحذير ونبهت سكانها، مما ساهم في إنقاذ الأرواح، لكن العديد من السلطات الأخرى فشلت في القيام بذلك قبل أن تضرب الفيضانات المفاجئة ألمانيا الأربعاء الماضي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 160 شخصا وإصابة ما يقرب من ألف شخص بجروح خطيرة.
ويقول المسؤولون إن هذه الأعداد قد تزداد مع استمرار رجال الإنقاذ في تمشيط المنازل المدمرة.
وبحسب خبراء ومسؤولين، فإن تلك الأماكن اعتمدت بشكل مفرط على الأدوات الرقمية مثل تطبيقات التحذير التي تهدف إلى استبدال صفارات الإنذار القديمة وإعلانات الخدمة العامة، كما أنها أحجمت عن تنفيذ أوامر الإخلاء، وشككت بشأن اقتراب حدوث مثل هذه الكارثة مما ساهم في تفاقم الأزمة.
ويشبه بعض الخبراء الوضع بالأيام الأولى لوباء فيروس كورونا، عندما تأخر بعض الحكومات في اتخاذ الإجراءات المناسبة لدرء كارثة لم يشهدها أحد من قبل.
والاثنين، رفض وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر الانتقادات الموجهة للحكومة بالتقاعس عن توجيه تحذير كاف للسكان من فيضانات الأسبوع الماضي.
ودمرت الفيضانات التي بدأت الأربعاء أجزاء من أوروبا الغربية وكانت ولايتا راينلاند بالاتينات ونورد راين فستفاليا الألمانيتان الأكثر تضررا وكذلك أجزاء من بلجيكا.
وفي منطقة آرفايلر جنوبي كولونيا لقي 117 على الأقل حتفهم، وحذرت الشرطة من أن حصيلة القتلى من المؤكد تقريبا أنها سترتفع مع استمرار رفع آثار الفيضانات التي يمكن أن تصل خسائرها إلى ثلاثة مليارات يورو (3.5 مليار دولار).
وأثار العدد الكبير من الوفيات تساؤلات عن السبب في أن كثيرا من السكان فوجئوا فيما يبدو بالسيول، وأشار سياسيون معارضون إلى أن عدد الوفيات يكشف عن جوانب قصور خطيرة في استعدادات ألمانيا للتصدي للفيضانات.