السلط مدينة المحبة تجمع العالم
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
تُحافظ مدينة السلط على عهدها القديم المتجدد بأن تجمع ولا تُفرق وتحتضن الجميع بحب وسلام، فالسلط مدينة التاريخ والحضارة تقف اليوم بكل كبريائها وشموخها بين مدن التراث العالمي ” مدينة التسامح والضيافة الحضارية”، تقف بعزة أهلها كمدينة للتسامح والمحبة والإخاء، ففي السلط تجتمع الحضارة والتراث والضيافة وحسن المعشر فلا تفرقة بين الديانات وألاصول والمنابت، فكل من فيها يحمل لقب “سلطي” ويفتخرون ويعتزون بهذا اللقب كاعتزاز المدينة ذاتها بأهلها أصحاب الفكر القومي الواعي الناضج المتفتح، وهي مدينة العلم والمعرفة فاحتضنت المدارس الكاثوليكية واللاتينية قبل قرنين ثم مدرسة السلط قبل قرن من الزمن، وعمل فيها مدرسين من سوريا الكبرى دون أن يشعر أي منهم بغربة الديار، فهي مدينة الجمع وقطاف الخير ليعشق كل من سكنها ترابها وجدرانها العتيقة وشوارعها التاريخية، ليستمدوا أنفتهم من هذا التاريخ المُشرف العظيم، ليشيدوا مدنية مميزة مستفيدين من هيبة جبالها وروعة اشجارها.
السلط أخذت اسمها عبر التاريخ من مصادر عدة، وكل مصدر كان يتفخر بها وبموقعها الجغرافي العسكري والزراعي، فهي السلطة والأنفة ومن سلاطة اللسان في الحق بلغتنا العربية، وفي السريالية هي حجر الصوان الذي يستخرج من جبالها الأبية لتشيد به قلعة السلط الشاهدة على عظمة المدينة وتاريخها، وارتقت بها الحضارتين البيزنطية والرومانية في العصور القديمة وأطلقوا عليها “سالتوس” أرض التين والعنب المميزين حتى يومنا هذا، وقدر الأترك عظمة موقعها فكانت حصنهم الحصين، وكانت مدينة الثقافة والمعرفة ليجتمع فيها المثقفون من بقاع الأرض، مضيفين لثقافتهم علم جديد بمدينة لا تستلم ولا ترفع الراية البيضاء لتسقط أعدائها وترتقي بأحبابها.
هي السلط التي انضمت اليوم لمواقع أردنية أخرى ساهمت في الترويج لوطن النشامى من البتراء “المدينة الوردية” وأم الرصاص وقصير عمرة، ووادي رم “وادي القمر”، والمغطس حيث تعمد السيد المسيح لتضع إسمها في سجلات العالم بكل كبرياء، هي السلط التي جمعت العرب على المحبة تأخذ اليوم دورها الأهم في جمع العالم، حيث سيشعرون بمعنى الكرم السلطي وجمال الطبيعة والمناخ الأخاذ، هي السلط التي ستصاحب زوارها في قلوبهم وعقولهم لتنغرس في وجدانهم كمدينة للمحبة التي يبحث عنها الجميع، هي السلط التي يشتم بها الجميع هواء فلسطين وعزة الشام، هي السلط التي ما بخلت يوماً بدماء ابنائها لأجل الوطن، ووقف رجالها كالسد المنيع بالعلم والقوة للذود عنها عبر تاريخها المجيد.
نعم هي السلط التي يتغزل بها كل أردني وفلسطيني وسوري وعربي وقومي، هي ذاتها التي ستحفر إسمها وعبيرها في قلب البشرية وتنغرس فيها كشجر التين الممتد عبر التاريخ، والعنب الذي يسرق الألباب من جودته، هي السلط تأخذ مكانة تستحقها منذ الأزل ، هي السلط التي يتغنى بجمالها وهيبتها المطربون ويتسابق لرسم روعتها وسحرها الفنانون، لكنها تفوق الكلمات بهيبتها وتنافس اللوحات بجمالها، وتكتبت بنسيمها العليل أجمل قصائد الشعر، هي السلط نُحبها جميعاً لأنها وبكل بساطة تعشقنا وتعشق الحرية وكل ما هو عربي.