لماذا اعتذر بن كيران الترشح عن الانتخابات التشريعية المغربية؟
النشرة الدولية –
فاجأ عبدالإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب ”العدالة والتنمية“ الحاكم في المغرب، حزبه بعدم ترشحه للاستحقاقات الانتخابية المُقبلة، المقرر إجراؤها في الثامن من سبتمبر / أيلول المُقبل، وفق ما نشر موقع “إرم نيوز”
وفتح قرار بنكيران، الذي شغل منصب رئيس الحكومة في الفترة الممتدة من عام 2012 إلى 2016، الباب أمام تساؤلات حول دلالات خطوته ومستقبله السياسي.
ورغم تشبث الأمانة العامة للحزب بترشح بنكيران في الاستحقاق الانتخابي، بحكم مكانته داخل الحزب وشعبيته الواسعة القادرة على استمالة أصوات الناخبين، إلا أن الرجل مقتنع بقراره.
واختار القيادي المُثير للجدل منذُ إعفائه من تشكيل الحكومة عام 2017 الانزواء في بيته، ومنذ ذلك الحين توترت علاقات بنكيران مع قادة الحزب بسبب بعض الملفات المُثيرة للجدل، مثل ملفي تقنين زراعة القنب الهندي، وفرنسة التعليم في المغرب، وغيرها من القضايا، التي كانت تدفعه للخروج من حين لآخر لمواجهة خصومه في الحزب وخارجه.
ورفض بنكيران التعليق على خطوته المفاجئة والكشف عن أسباب قرار عدم الترشح، حيثُ اكتفى في تصريح مقتضب لـ“إرم نيوز“ بالقول: ”لن أترشح للانتخابات، وليس لدي ما أضيفه“.
وحصل بنكيران على عدد كبير من أصوات أعضاء لجنة الترشيح الإقليمية (الهيئة الأولى في العدالة والتنمية التي يحق لها اختيار المرشحين)، التي كانت تسعى إلى وصول بنكيران مجددًا إلى قبة البرلمان.
من جهته، أكد الأمين العام للحزب، رئيس الحكومة الحالي سعدالدين العثماني، في لقاء صحفي قبل أيام، أن الحديث عن استبعاد بنكيران من الترشح للانتخابات ”أوهام“، مؤكدًا أنه لا أحد يرفض ترشيحه في الحزب.
وقال المحلل السياسي وأستاذ القانون الدستوري بجامعة الحسن الثاني الدكتور محمد زين الدين إن قرار بنكيران يحمل بين طياته الكثير من الدلالات.
ورأى في تصريح لـ“إرم نيوز“ أن ”الرجل ربما قد يريد التفرغ لحياته الخاصة وقد برهن على ذلك في أكثر من تصريح، أو تيقن أن الزمن السياسي بات يتجاوزه، فزمن الشعبوية انتهى، ولذلك لا يريد المجازفة بمساره“.
واعتبر زين الدين أن ”عودة بنكيران إلى الساحة السياسية من بوابة الانتخابات التشريعية ستكون بمثابة مغامرة انتخابية؛ بالنظر إلى أن الحزب، وبحسب توقعات المراقبين، سيشهد تصويتًا عقابيًا في هذه المحطة لاعتبارات عدة“، مشددًا على أن بنكيران يدرك أن حزبه في تراجع، ولذلك يريد تحميل العثماني المسؤولية كاملة.
واستشهد زين الدين بالنتائج الكارثية التي حققها الحزب الإسلامي في الانتخابات المهنية قبل أسابيع، مشيرًا إلى أن بنكيران يخشى من هذا التصويت العقابي المرتقب، كما يخشى أن يتم تحميله المسؤولية.
وبين أنه ”في ظل هذا السيناريو، سيؤدي الأمين العام للحزب الكلفة، بينما سيخدم الانسحاب التكتيكي لبنكيران مصلحته في مرحلة ما بعد العثماني، بحيث سيكون العدالة والتنمية مطالباً حينها بإيجاد قيادي قادر على تحقيق وهج الحزب من جديد، وهنا قد يبرز اسم بنكيران بقوة مجدداً“.
ويعيش الحزب الإسلامي خلال الأشهر الماضية أوقاتًا صعبة؛ بسبب الاستعداد للانتخابات التشريعية والبلدية، وتوقعات المتابعين للشأن السياسي في البلاد بأن يسجل تراجعاً في عدد الأصوات.