الدول الغربية تتسارع في إجلاء رعاياها.. وطالبان تفرض قبضتها وتتعهد بحماية حقوق المرأة وحريات الإعلام والعمال والدبلوماسيين
النشرة الدولية ووكالات –
إنتشر الهلع في اوساط سكان العاصمة الذين أغلبهم تمتعوا بحرياتهم بها في السنوات العشرين الماضية، وخصوصا النساء، وقد لوحظ الأحد محاولات هرب أعداد كبيرة منهم إلى خارج البلاد، في وقت شهدت فيه أغلبية المصارف ازدحاماً، وذلك وسط تهافت الناس على سحب أموالهم قبل فوات الاوان.
ومن جانبهم طالب مقاتلو طالبان الذين إنتشروا بسرعة في أنحاء العاصمة كابل، من كافة قوات الأمن الأفغانية والجيش بمغادرة مواقعهم والعودة الفورية إلى منازلهم. في حيت عملت قياداتهم على التحقق من مكان تواجد الرئيس الأفغاني وكبار المسؤولين في حكومته، ومن صحة المعلومات التي تشير إلى مغادرتهم للبلاد.
وتسارعت الولايات المتحدة والدول الغربية وفي مقدمتها بريطانيا وألمانيا والدنمارك وإسبانيا والجمهورية التشيكية، وغيرها نحو في إجلاء رعاياها من العاصمة، في حين باشرت حكومات بعض هذه الدول، برامجا لنقل موظفيها الأفغان إلى خارج أفغانستان ضمانا لسلامتهم.
وحذر الرئيس الأميركي حركة طالبان من عرقلة أي جهود تهدف إلى إجلاء الرعايا الأمركيين والأجانب من أفغانستان، متوعدا بـ”رد عسكري أميركي سريع وقوي” إذا ما هاجمت مصالح أميركية.
وتم نقل موظفو السفارة الأميركية في كابول بشكل عاجل إلى مطار العاصمة الأفغانية حيث تم إرسال الآلاف من القوات الأميركية، وفق ما قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن الأحد.
ومن جانبه صرح وزير الخارجية الأمريكي بلينكن، فيما وصلت طالبان إلى مداخل كابول “ننقل الرجال والنساء من سفارتنا إلى المطار. هذا هو سبب إرسال الرئيس (الأميركي جو بايدن) قوات مسلحة إلى هناك لضمان حمايتهم”.
وقال مسؤول أمريكي إن الأعضاء “الرئيسيين” في الفريق الأمريكي يباشرون عملهم من مطار كابول في حين ذكر مسؤول بحلف شمال الأطلسي أن عددا من موظفي الاتحاد الأوروبي انتقلوا إلى مكان أكثر أمنا في العاصمة.
وإزاء انهيار الجيش الأفغاني، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن السبت رفع عديد القوات الأميركية المرسلة إلى مطار كابول للمشاركة في إجلاء طاقم السفارة ومدنيين أفغان تعاملوا مع الولايات المتحدة إلى خمسة آلاف عنصر.
ويقدر البنتاغون بحوالى 30 ألفا عدد الأشخاص الذين يتحتم إجلاؤهم بحلول 31 آب/أغسطس، مع انتهاء المهلة التي حددها بايدن لاستكمال الانسحاب من هذا البلد.
وحلّقت مروحيات ذهابا وإيابا في كابول السبت بين المطار الدولي والمجمع الدبلوماسي الأميركي في المنطقة الخضراء الخاضعة لإجراءات حماية مشددة.
وأعلنت لندن إرسال نحو 600 جندي في الأيام المقبلة لإجلاء الرعايا البريطانيين من البلاد. وذكرت صحيفة صنداي تايمز نقلا عن مصادر حكومية أن المملكة المتحدة تنوي نقل سفيرها لوري بريستو وجميع موظفيها إلى خارج كابول خلال هذه العملية، من دون ابقاء وجود دبلوماسي في العاصمة الأفغانية.
بينما قررت إيطاليا إجلاء دبلوماسييها ورعاياها والمتعاونين معها من الأفغان بشكل عاجل من أفغانستان. حيث أعلنت وزارة الدفاع الإيطالية أن أول طائرة عسكرية ستصل إلى كابول الأحد لبدء عملية الإجلاء “في مواجهة تدهور الأوضاع الأمنية في أفغانستان”. وقال وزير الدفاع لورنزو جويريني في البيان إنه قرر أيضا “تسريع نقل المتعاونين الأفغان إلى إيطاليا”.
كما سيتم إنشاء “جسر جوي تؤمنه رحلات جوية تجارية في 16 آب/أغسطس واعتبارا من اليوم التالي رحلات للقوات الجوية الإيطالية” لضمان “الإجلاء الإنساني لجميع الموظفين الأفغان في وزارة الدفاع ووزارة الخارجية، باسرع ما يمكن”.
وأعلن وزير الخارجية الألماني في تغريدة على تويتر أن برلين نقلت الأحد موظفيها الدبلوماسيين في أفغانستان إلى مطار كابول قبل إجلائهم المقرر الاثنين بحسب مصدر في وزارة الدفاع الألمانية. وقد عقد ماس الأحد اجتماعا طارئا لتنظيم عمليات إجلاء “موظفين ألمان وغيرهم من الأشخاص المعرضين للخطر”.
وقالت وزيرة الدفاع أنيغريت كرامب كارينباور السبت إن الجيش الألماني سيساعد في عمليات الإجلاء هذه، بينما ذكرت وزارة الدفاع أن عدد موظفي السفارة الذين ما زالوا موجودين في كابول أقل من مئة.
وفي هولندا قالت وزارة الخارجية الهولندية الأحد إن العاملين في السفارة في كابول تم إجلاؤهم الليلة الماضية ويعملون الآن من موقع قرب المطار في العاصمة الأفغانية.
وأعلنت هولندا الجمعة عن إعادة مترجمين أفغان يعملون أو عملوا معها. وصرح متحدث باسم وزارة الدفاع لفرانس برس الاحد بانه ارسلت “طائرة عسكرية لاعادة الموظفين والمترجمين وعائلاتهم الى الوطن”.
وقال وزير الدفاع أنك بيليفيلد إن جميع المترجمين الفوريين “الموجودين على القائمة” سيكونون قادرين على التقدم بطلب للحصول على اللجوء في هولندا، حسبما أفادت قناة “إن أو إس” الحكومية.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن فرنسا “تبذل حاليا كل ما في وسعها لضمان أمن الفرنسيين” الذين ما زالوا في أفغانستان.
وقال الاليزيه لوكالة فرانس برس إن “الاولوية الفورية والمطلقة في الساعات المقبلة هي أمن الفرنسيين الذين تم استدعاؤهم لمغادرة افغانستان فضلا عن افراد القوات الفرنسية والافغانية”.
واضاف أن “هذه العمليات التي تشمل مئات الأشخاص نفذت في الأسابيع الأخيرة وما زالت مستمرة”، مشيرا إلى أن “فرنسا هي واحدة من الدول القليلة التي حافظت على الأرض على القدرة على حماية الأفغان الذين عملوا في الجيش الفرنسي وكذلك الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان والفنانين والشخصيات الأفغانية المهددة”.
وأغلقت كندا موقتا سفارتها في كابول وأجلت الموظفين فيها في وقت بات مقاتلو حركة طالبان على مشارف العاصمة الأفغانية على ما أعلنت وزارة الخارجية الكندية الأحد.
وقالت السلطات الكندية في بيان “تقرر تعليق النشاطات الدبلوماسية في كابول موقتا” موضحة أن هذه النشاطات ستعاود عندما “يسمح الوضع بضمان الخدمات المناسبة والسلامة المؤاتية لموظفينا”.
وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية الروسية لوكالة الأنباء انترفاكس الأحد أن موسكو لا تعتزم إخلاء سفارتها في كابول. وقال المسؤول زامير زابولوف “لا إجلاء مرتقبا”، مشيراً إلى أنه “على تواصل مباشر” مع السفير الروسي في كابول وأن المتعاونين معه يواصلون العمل “بهدوء” في السفارة.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن المسؤول تأكيده أن روسيا من الدول التي حصلت على ضمانات من جانب طالبان بشأن أمن سفاراتها. وقال “حصلنا على ضمانات منذ فترة”، مشيرا إلى أن “روسيا لم تكن (الدولة) الوحيدة التي حصلت عليها
وأشار قيادي بطالبان في الدوحة إلى أن الحركة أمرت مقاتليها بالإحجام عن العنف والسماح بالعبور الآمن لكل من يرغب في المغادرة وأنها تطلب من النساء التوجه إلى مناطق آمنة.
وباتت حركة طالبان الأحد على وشك الاستيلاء الكامل على السلطة في أفغانستان بعد هجوم خاطف باشرته في أيار/مايو، ولم يتبق أمامها سوى السيطرة على العاصمة كابول المعزولة والمحاصرة.
وبعد وصول مقاتلو الحركة إلى العاصمة كابول دون أن يواجهوا مقاومة تذكر، أعلن المتحدث باسم حركة طالبان سهيل شاهين ، إن الحركة تعمل حاليا على إتمام إنتقال سلمي للسلطة، وتعهد بأن تحمي الحركة حقوق المرأة وحريات وسائل الإعلام والعمال والدبلوماسيين. وتابع قائلا في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي”: “نطمئن الناس خاصة في مدينة كابول على أن أملاكهم وأرواحهم في أمان”.