الأفضل للبنان بعد مؤتمر عمّان
بقلم: أماني عبد الحميد نشابة
النشرة الدولية –
مع استمرار المعاناة التي اصبحنا نعيشها يومياً، تتوزع بين المسلسلات الكئيبة من تأمين المازوت، وارتفاع صرف الليرة مقابل الدولار والقرارات الحكومية المتخبطة التي تزيد من حجم اوجاعنا.
مؤخراً في الأخبار، توقع البنك الدولي ارتفاع معدّل الفقر في لبنان ليطال أكثر من نصف السكّان خلال عام 2021، وهو ما يتوافق مع توقّعات منظمة الإسكوا التي أشارت إلى ارتفاع معدّل الفقر من 28% إلى 55% بين العامين 2019 و2020، وبلوغ العدد الإجمالي للفقراء بحسب خطّ الفقر الأعلى نحو 2.7 مليون نسمة.
بعد موجات الحر المتتالية، بقي شهر واحد يفصلنا عن شهر الشتاء، مع استمرار المشاكل ذاتها التي كانت نتيجة الانهيار الاقتصادي الأكبر بتاريخنا، من انقطاع للكهرباء والمحروقات، وارتفاع أسعارها وصعوبة تأمينها. وتتحضر البلاد لمواجهة شهور الشتاء، مع التوقع أن تكون أكثر حدة وتأثيراً على سكان البلاد التي عادة ما تشهد فصلاً قاسياً سينقلهم من مواجهة الحر بلا تكييف وتبريد، إلى معاناة مع البرد القارس، دون مصادر طاقة للتدفئة.
كٌنا اعتدنا فيما مضى مع قدوم شهر أيلول، تعمل العائلات اللبنانية على تامين المحروقات ومستلزمات التدفئة، لكن مع أزمة انقطاع المحروقات، اذا استمرت، ربما ستمنع العدد الأكبر منهم من تأمين المازوت اللازم لهم خلال فصل الصيف كما جرت العادة، المازوت تحول خلال الأشهر الماضية الى سلعة نادرة تخضع للسوق السوداء، اضافة الى ذلك محتكري الأدوية.
مؤتمر عمّان
مؤخراً شهد مؤتمر عمّان، اجتمع وزراء الطاقة في العاصمة الأردنية، ، مصر، لبنان وسوريا، بناءً على مقترح أميركي، أثمرت خارطة طريق، بشقيّن، الأول إتفاق على إحياء خط الإمداد العربي، لنقل الغاز المصري إلى الأردن، ومنه إلى سوريا وصولًا للبنان، عبر أنبوب يمتد من العريش إلى طابا في مصر، ومن ثمّ إلى العقبة، ومنها إلى رحاب في الأردن، ومن رحاب مرورًا بجابر إلى حمص في سوريا، وصولًا إلى منطقة دير عمار شمال لبنان، حيث معمل دير عمار لإنتاج الطاقة الكهربائية. يعادل طول الخط 1200 كم، وتبلغ قدرته الاستيعابية 7 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًّا.
المؤتمر جاء نتيجة لجهد ملك الأردن الذي ضغط كثيراً لاحداث انفراجة ولتجاوز قانون قيصر، وقبل ذلك كان الأردن الأقرب للبنان، سير عدد من طائرات المساعدات، كان آخرها للجيش اللبناني.
الأردن قدم للبنان، من غير أي إملاءات أو شروط ولا تدخلات في السياسة ولا هم يحزنون.
شكرا لاشقائنا في المملكة الهاشمية التي ليس بغريب عليها هذه النخوة لنا وبدون أي مصالح ضيقة.