لقاء يجمع ولي عهد السعودية وأمير وقطر ومستشار الأمن القومي الإماراتي

تناقلت وسائل الإعلام العالمية مؤخرا، صورة تجمع كل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأمير دولة قطر تميم بن حمد، ومستشار الأمني الوطني الإماراتي طحنون بن زايد، وهم بلباسهم غير الرسمي، على البحر الأحمر،ممكا يعكس دخول الدول الثلاث في مرحلة جديدة من العلاقات في أعقاب الأزمة السابقة والتي أدخلت المنطقة الخليجية برمتها في دوامة توتر كبير.

ونشر مدير المكتب الخاص لولي العهد السعودي. بدر العساكر، الصورة على حسابه في تويتر، واصفا اللقاء الذي جمع الثلاثة بـ”الودي والأخوي”.

ويعود آخر لقاء بين أمير قطر وولي العهد السعودي إلى مايو الماضي، في مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر.

وخلال الشهر الماضي، استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وفدا إماراتيا برئاسة مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد آل نهيان، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وعن اللقاء الجديد، قال المحلل السياسي السعودي، سليمان العقيلي، في حديث لموقع قناة الحرة إن “الصورة تعبر  عن لقاء سياسي خليجي يترجم جهود سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإتمام المصالحة الخليجية وتعزيزها ودفعها خاصة بين الإمارات وقطر”.

ويقول الباحث السعودي في العلاقات الدولية، أحمد آل ابراهيم، في حديث لموقع قناة الحرة إن “الصورة لها دلالات على التحولات التي تعيشها المنطقة استراتيجيا وتكتيكيا”.

وحصلت مصالحة بين الدول الأربع وقطر في قمة لمجلس التعاون الخليجي عقدت في يناير في مدينة العلا السعودية، وتم رفع القيود من جانب الدول الأربع واستئناف حركة الطيران مع الدوحة. لكن العلاقات بقيت فاترة بين أبوظبي والدوحة.

وشهدت المنطقة خلال الأشهر الماضية تقاربا وتبادلا للزيارات بين دول كانت متخاصمة لسنوات. كما حدث بين السعودية ومصر والإمارات من جهة وتركيا وقطر من جهة أخرى.

ويذهب المحلل السياسي القطري، علي الهيل، في حديثه لموقع قناة الحرة، في اتجاه أن “الصورة لها دلالة سياسية واضحة، كما أن لها دلالة أمنية بحضور طحنون بن زايد”.

ويضيف أن “طحنون بن زايد هو مستشار الأمن القومي للإمارات، وقد زار تركيا وأبدى رغبة الإمارات في استثمار مليارات الدولارات فيها”.

ومنذ حصول المصالحة، كانت هناك خطوات حذرة نحو عودة الأمور إلى طبيعتها، بما في ذلك استئناف السفر الجوي بين الخصوم السابقين وإعادة فتح الحدود البرية الوحيدة لقطر مع السعودية.

وكان لافتا استضافة مدينة “نيوم” على البحر الأحمر لهذا اللقاء الثلاثي، ويقول العقيلي في حديثه للحرة إن “جمع البلدين في نيوم يأتي بسبب أنها أصبحت مقرا للقيادة السياسية السعودية في الوقت الحاضر”.

وعن غياب الشيخ محمد بن زايد عن اللقاء، يقول العقيلي للحرة إن ولي عهد أبوظبي “قد يكون في زيارات رسمية في فرنسا أو بريطانيا لم تسمح له بالحضور، ويضيف “وعلى كل حال رئيس جهاز الأمن الإماراتي سبق أن زار قطر  وأجرى محادثات مع أميرها وهو رجل فاعل في السياسة الإماراتية ووجوده كاف لإبرام التفاهمات ودفع تنسيق المصالحة القطرية الإمارتية”.

أما الباحث آل إبراهيم فيرى أن غياب الشيخ محمد بن زايد وحضور طحنون بن زايد شيء طبيعي، إذ أن الأخير حسبما يقول الباحث هو من يتولي ملف التحديات مع دول أخرى مثل تركيا وملفات تصفية الخلافات مع دول الخليج.

وكان لافتا غياب البحرين عن الصورة الأخيرة، لكن الباحث آل إبراهيم قلل من أهمية ذلك في حديثه للحرة، وأوضح أن الصورة في صالح الخليج حتى للدول التي لم تحضر، مضيفا أن الأمر يتعلق بلقاء عربي على البحر الأحمر وليس قمة، مشير إلى أن ولي عهد البحرين حضر اتفاق العلا.

وأثارت الصورة تساؤلات حول دور سعودي للوساطة بين قطر والإمارات، لكن المحلل القطري، الهيل، قال في حديثه للحرة إن “الجمع بين تميم وولي العهد السعودي مع طحنون في الصور يدل على أن الأمور مستتبة بين قطر  والإمارات، وأن قطر ليست في حاجة إلى وساطة السعودية بينها وبين الإمارات.”

يذكر أنه تم استئناف الرحلات الجوية بين قطر والسعودية في 11 من يناير الماضي بعد وقت قصير من إعادة فتح الحدود البرية بين البلدين.

وتسببت القطيعة بفصل أفراد عائلات بعضهم عن بعض، بعد منع القطريين من دخول السعودية والإمارات والبحرين.

كما تركت الأزمة أثرا اقتصاديا في كل المنطقة خصوصا مع انخفاض أسعار النفط وتأثيرات فيروس كورونا المستجد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button