“اخبار” تنتشر كالنار في الهشيم، فكيف تكشفون صحّتها من عدمها؟

النشرة الدولية –

لبنان 24 –  ستيفاني راضي  –

لا شّكّ أن خبر توقّف المنصات التابعة لفيسبوك، كان أبرز حدث هذا الأسبوع، فيوم الاثنين الماضي، توقفت خدمات فيسبوك، واتساب وانستغرام لأكثر من 7 ساعات حول العالم.

طفل صيني عطّل التطبيقات

فور توقف المنصّات الالكترونية، ضجت مواقع التواصل، وخاصة “تويتر”، بخبر يزعم تسبب طفل صيني في تعطيلها.

وجاء الخبر على الشكل التالي: “رويترز: هاكرز صيني يدعى “سن جي سو”، يبلغ من العمر 13 عاما فقط مسؤول عن إيقاف خدمات “فيسبوك” وواتساب وانستغرام”.

وأضاف بعض رواد مواقع التوصل على الخبر، وقالوا ان الهاكر غضب بعدما حظر فايسبوك صفحته لأيام فقرر ردّ الصاع وتوقيف الخدمة لكل العالم”.

الا أن بالتدقيق بالخبر الاول، يتبيّن انه غير منشور على “رويترز”، ليندرج بخانة الاخبار الكاذبة. فهو غير منطقي، ويحمل أخطاء لغوية.

توقيت لأخبار الكذبة

تعدّ فترة الأزمات والمشاكل من أبرز الأوقات وأفضل البيئات الحاضنة للأخبار المضللة أو الكاذبة. لذا قد تلاحظون أن هذه الاخبار تبزر عند وقوع حدث معيّن، كالذي حصل مع فايسبوك.

ولا بدّ من الاشارة الى ان فرص انتشار المحتويات الزائفة أكبر بنسبة 70 بالمئة من الاخبار الحقيقية، وفق باحثين من معهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا، بحسب الدراسات. فما السبب؟

أولاً، الأخبار الزائفة تحمل عنصر الاثارة.

ثانياً، تخلق الأخبار المضلّلة مشاعر الخوف أو الاندهاش الكبير لدى القراء والمتابعين.

ثالثاً، شكل هذه الأخبار يكون ذكيًا، أي أن الخبر يكون قصيراً ومكتوبا بلغة سهلة.

رابعاً، ينتشر الخبر الكاذب على المنصات التي يسهل اعادة نشره عليها، خاصة “واتساب” و”تويتر”.

كلّ هذه الأسباب تؤدي الى إقبال الناس على قراءة هذه الاخبار ومشاركتها مع آخرين بطريقة أسرع.

أخبار كاذبة إنتشرت هذا الاسبوع

لا تقف الأخبار الكاذبة عند حدود الأخبار السياسية، انما نراها في الاخبار الفنية كثيراً والاخبار الامنية، وكلّ يوم نكون أمام العديد من أخبار مضللة تنتشر عبر مواقع التواصل. فما هي أبرز هذه الاخبار التي انتشرت هذا الاسبوع؟

-خبر: “اصابة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس الراعي بحادث صحي ونقله الى العناية المركزة”، الخبر غير صحيح أبداً وفق المكتب الاعلامي في الصرح البطريركي الذي سارع الى نفيه.

-“وصول سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان في لبنان الى 291400 ليرة”، أيضاً كان خبر كاذب وصدر قبل الاعلان عن جدول الاسعار الجديد.

-“سقوط طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية في البحر المتوسط وعلى متنها 150 راكبا”، هو خبر كاذب نفته لاحقاً وزارة النقل السورية.

-“وفاة الفنان السوري جورج وسوف”، خبر نفاه هو بنفسه من خلال نشر صورة عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي.

بهذه الطريقة تكتشفون الخبر الكاذب

يقع الكثير من الاشخاص، وحتى وسائل الاعلام في فخّ الاخبار الزائفة، لأنهم يسارعون الى نشرها من دون التأكد من صحّتها أو الرجوع الى مصدرها الحقيقي، لذا إليكم خطوات يمكن إعتمادها لإكتشاف صحة أي رسالة تصلنا:

-التأكّد من مصدر الخبر، مثلاً بالنسبة الى خبر الطفل الصيني، فيمكن الرجوع الى وكالة رويترز أو موقعها الالكتروني والتأكد إن كان الخبر صادرا عنها أو لا، وكذلك الحال مع الاخبار المحلية أو العالمية.

-لا يجب الاكتفاء بقراءة عنوان الخبر المرسل، لأن المواقع الاخبارية ممكن أن تعتمد على عنوان مغري، لغرض جذب الجمهور لقراءته، أما المضمون فيكون مختلفاً كليأُ.

-التأكد من تاريخ نشر الخبر، يعدّ عاملاً مهماً للتعرّف على حقيقته. فممكن أن تُنتشر أخبار عدة حقيقية لكنها قديمة وتعود لسنوات طويلة.

-في حال كان الخبر يجيب على تحيزاتكم ويعزّزها، فحتماً ستصدقوه وتعيدون نشره بشكل سريع! لذا عند قراءة أي خبر حاولوا التنصّل من كلّ التحيزات والولاءات واقرأوه بتجرد ومنطق.

الأوضاع التي نمرّ فيها بلبنان، تضع كلّ شخص أمام مسؤولية الحفاظ على السلم في البلد من دون بثّ أخبار مضللة أو كاذبة تهدف الى زعزعة الأمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى