صور وفيديوهات مفبركة عن “إبادة مسلمي كشمير” تغزو مواقع السوشيال ميديا

النشرة الدولية –

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي عدة صور وفيديوهات حول أوضاع المسلمين في الهند عموما، وإقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان خصوصا، وتبين أن الكثير منها مفبرك، وفقا لخدمة تقصي الحقائق التابعة لفرانس برس.

وفي سياق المنشورات التي ظهرت عقب مقتل شخصين على خلفية إخلاء الشرطة الهندية منازل عائلات مسلمة في ولاية آسام، تداول مستخدمون صورة لعناصر من الشرطة يضربون متظاهرين، على أنها مرتبطة بهذه الأحداث. إلا أن الصورة في الحقيقة تظهر عراكا بين طلاب في جامعة دلهي عام 2017.

ويبدو في الصورة عناصر من الشرطة وهم يحاولون تفريق أشخاص يضربون بعضهم البعض.

جاء في التعليق "لم يغيب التعاطف نهائيا عما يحصل للمسلمين في الهند؟"

وجاء في التعليق “لم يغيب التعاطف نهائيا عما يحصل للمسلمين في الهند؟”، وأرفق المنشور بوسم “مقاطعة البضائع الهندية الذي ظهر عقب مقتل شخصين على خلفية إخلاء الشرطة منازل عائلات مسلمة في 23 سبتمبر 2021 في ولاية آسام الهندية، تلتها احتجاجات.

ومنذ وصول القوميين الهندوس إلى السلطة برئاسة ناريندرا مودي عام 2014، يشعر أبناء الأقلية المسلمة البالغ عددهم نحو 200 مليون نسمة، بتمييز متزايد، وفقا لفرانس برس.

إلا أن الصورة لا علاقة لها بالعنف ضد المسلمين، وأرشد البحث إلى أنها منشورة على موقع وكالة “غيتي إيمجز”.

الصورة ملتقطة عام 2017 في نيودلهي وتظهر عراكا بين مجموعتي طلاب

وجاء في النص المرافق لها أنها ملتقطة عام 2017 في نيودلهي وتظهر عراكا بين مجموعتي طلاب الأولى يمينية والثانية يسارية إثر خلاف حول حلقة دراسية في جامعة دلهي.

وتداول مستخدمون أيضا صورة يدعي ناشروها أنها تظهر دماء لضحايا مسلمين قتلوا في شوارع كشمير. إلا أن الادعاء خطأ، فالصورة منشورة قبل سنوات ضمن تقارير عن عيد الأضحى في مصر.

ويبدو في الصورة التي كتب عليها “كشمير تذبح”، دماء تسيل في شارع ويقوم أشخاص بتنظيفها.

كتب في التعليق المرافق تحت وسم "كشمير تباد"، أن الهند تستعد لحملة عسكرية ضد الإسلام

وكتب في التعليق المرافق تحت وسم “كشمير تباد”، أن الهند تستعد “لحملة عسكرية ضد الإسلام، وقد قطعت كل أنواع الاتصالات بالمنطقة”.

وحظيت هذه المنشورات بآلاف المشاركات والتعليقات المتضامنة مع إقليم كشمير، ذي الغالبية المسلمة والمتنازع عليه منذ عقود بين الجارين النوويين الهند وباكستان.

إلا أن صورة المنشور لا علاقة لها بكشمير، والتفتيش عنها عبر محركات البحث يظهر أنها منشورة في أغسطس 2019، ضمن تقارير ومجموعة من الصور تظهر تنظيف أماكن ذبح الأضاحي في عيد الأضحى.

وبالتدقيق في الصور يمكن رؤية أن الدماء تسيل بالفعل من أضاح. وانتشرت هذه الصورة بعد يوم واحد على احتفالات بعيد الأضحى في العام 2019، وأثارت الصورة حينها انتقادات بسبب الذبح في شارع عام، وليس في الأماكن المخصصة لذلك.

وتثير الاضطرابات في هذا الإقليم اهتماما واسعا بين مستخدمي مواقع التواصل في الشرق الأوسط، على غرار كثير من القضايا التي تطال جماعات مسلمة في العالم، مثل بورما والصين، وفقا لفرانس برس.

ومنذ ثلاثة عقود، تقاتل مجموعات متمردة القوات الهندية هناك، وتطالب باستقلال كشمير أو إلحاقها بباكستان التي تسيطر على جزء من هذه المنطقة الواقعة في جبال الهيملايا، والمقسمة بين البلدين منذ استقلالهما عام 1947.

وتصاعد التوتر منذ ألغت نيودلهي في أغسطس 2019 الحكم شبه الذاتي الذي كان الإقليم يتمتع به ووضعته تحت وصايتها المباشرة.

وظهرت هذه المنشورات في ظل تصاعد العنف في الأيام الماضية، مع مقتل مدنيين قال بيان منسوب لـ”جبهة المقاومة” في كشمير إنهم من المتعاونين مع قوات الأمن الهندية.

وبحسب السلطات الهندية، بلغ عدد المدنيين الذين قتلوا في كشمير هذا العام 29. وأدى النزاع في كشمير الى مقتل عشرات الآلاف، غالبيتهم من المدنيين.

كما تداول مستخدمون صورة يدعي ناشروها أنها تظهر ضحايا أعمال عنف طالت المسلمين في كشمير. لكن الصورة في الحقيقة تعود لحركة احتجاحية قام خلالها المتظاهرون بلف أنفسهم بأكفان للاعتراض على قانون الجنسية المثير للجدل في الهند.

صورة يدعي ناشروها أنها تظهر ضحايا أعمال عنف طالت المسلمين في كشمير

ويتضمن المنشور صورتين لرجال ممددين على الأرض بأكفان بيضاء عليها كتابات، وقد وضعت على بعضها لافتات.

لكن هذه الصورة لا تظهر ضحايا أعمال العنف في كشمير. وأظهر التفتيش عنها عبر محركات البحث أنها منشورة عبر مواقع هندية عدة  تدقق في صحة الأخبار.

وتشير النصوص المرافقة لها إلى أنها لا تظهر ضحايا أعمال العنف الأخيرة في كشمير، بل تصور حركة احتجاجية نظمت في 24 فبراير 2020 قام خلالها معارضو قانون الجنسية الجديد المعروف بـ CAA بوضع أكفان والتمدد أرضا واضعين لافتات على أجسادهم.

وأرشد البحث باستخدام كلمات مفتاح مثل “protest against CAA” إلى فيديو يظهر فيه الأشخاص أنفسهم الممددون، ويمكن رؤية بعضهم يتحركون فيه.

وأكد صحافيو وكالة فرانس برس في الهند أن هذا الفيديو ملتقط في مدينة أورانغاباد في ولاية مهاراشترا الهندية، حيث قام مسلمون بالاحتجاج على قانون الجنسية واضعين أكفانا، وغطت وسائل إعلام محلية هذا الاحتجاج.

وتداول مستخدمون فيديو يدعي ناشروه أنه يظهر أعمال عنف بحق مسلمين في كشمير. إلا أن الفيديو لا علاقة له بتصاعد أعمال العنف أخيرا هناك، بل هو منشور منذ العام 2019 على أنه لاحتجاجات في الهند ضد قانون الجنسية.

ويظهر في الفيديو شارع صغير تسوده الفوضى وأشخاص يتعرضون للضرب من عناصر يبدو أنهم عناصر أمن. وقد جاء في النص المرافق “كشمير تذبح… المسلمون في الهند الآن”.

فيديو يدعي ناشروه أنه يظهر أعمال عنف بحق مسلمين في كشمير

وفي الحقيقة تبين أن الفيديو يظهر قمع تظاهرة ضد قانون الجنسية. وكانت الهند تشهد آنذاك صدامات إثر احتجاجات ضد هذا القانون المثير للجدل، والذي أقرته الحكومة القومية الهندوسية، واعتبر مناهضا للمسلمين.

وعزز القانون مخاوف الأقلية المسلمة، من تحويل المسلمين إلى مواطنين من الدرجة الثانية في بلد يشكل فيه الهندوس نسبة 80% من السكان.

وفي سياق المنشورات التي تغزو مواقع التواصل باللغة العربية حول الاضطرابات الأخيرة في كشمير، ظهر مقطع مصور قيل إنه يظهر جموعا من المسلمين هناك وهم يتصدون لقوات الأمن الهندية في الأيام الماضية.

جاء في التعليقات المرافقة "كشمير: المسلمون بدأوا الدفاع عن أنفسهم".
جاء في التعليقات المرافقة “كشمير: المسلمون بدأوا الدفاع عن أنفسهم”.

لكن هذا الفيديو يعود في الحقيقة للعام 2020 وهو يصور اضطرابات في الهند على هامش احتجاجات على قانون الجنسية أيضا.

https://youtu.be/YICWrBUVKDc

 

ويظهر في الفيديو جمع ممن يبدو أنهم متظاهرون، وهم يشتبكون مع من يبدو أنهم عناصر أمن. وجاء في التعليقات المرافقة “كشمير: المسلمون بدأوا الدفاع عن أنفسهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى