الإمارات تبرز كواحدة من أكبر مراكز تجارة الألماس في العالم

برزت الإمارات العربية المتحدة كواحدة من أكبر مراكز تجارة الألماس في العالم، حتى باتت إمارة دبي على وجه الخصوص تجتذب السياح من جميع أنحاء المعمورة لزيارتها وشراء هذه الكنوز الصغيرة البراقة.

وبالنسبة للسيدات الثريات اللواتي يعشقن بريق الألماس، تعد دبي في دولة الإمارات العربية اختياراً ممتازاً يمكنهن فيه شراء الألماس عالي الجودة وبسعر أرخص بنسبة تصل إلى 50% من أي مكان آخر بالعالم.

ولا يخضع الألماس والمعادن الثمينة في الإمارات لقانون ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5%، كما أن موقع الإمارات الاستراتيجي يسهل نقل الألماس من دول أفريقيا المصدرة له، ما يعني تخفيف تكاليف نقله.

دبي.. العاصمة الثانية للألماس

وفي السنوات الأخيرة تحولت دبي إلى ثاني أكبر مركز لتجارة الألماس حول العالم، حيث نمت تجارة الألماس في المدينة الخليجية من 3.5 مليار دولار في عام 2003 إلى 17.5 مليار دولار في عام 2020.

وحسب صحيفة “ذا تايمز” البريطانية، فإن إمارة دبي أصبحت منافسة لمدينة “أنتويرب” البلجيكية، التي ظلت طوال 600 عام أهم مراكز صناعة الألماس في العالم.

وذكرت الصحيفة، في تقرير لها، أن دبي باتت قريبة من انتزاع لقب عاصمة تجارة الألماس بالعالم، والذي تستأثر به مدينة “أنتويرب” حتى اليوم.

وأوضحت أن ثمة متغيرَين حدثا العام الماضي وتضافرا معاً ليجعلا دبي مهيأة لانتزاع الهيمنة على تجارة الألماس العالمية، وهما تفشي جائحة كورونا وإبرام اتفاق السلام بين الإمارات و”إسرائيل”.

وأشارت إلى أن تفشي الجائحة أدى إلى تعطيل الإمدادات وطرق التجارة بين الدول المُنتِجة للألماس في أفريقيا من جانب، والمراكز التقليدية لصناعة الألماس في بلجيكا والهند من جانب آخر.

وذكرت أن هذا الأمر جعل دبي، التي لم تُغلق أنشطتها الاقتصادية بسبب الجائحة إلا فترة قصيرة، تظهر كنقطة التقاء حيوية بين هذه المراكز، ووجهة أقرب إلى أفريقيا والهند.

وإلى جانب قُرب المسافة من مناجم الألماس في أفريقيا كانت تجارة الألماس العالمية بحاجة أيضاً إلى وجهة ذات ضرائب منخفضة وقوانين أكثر مرونة للاستيراد والتصدير، فوجدت ضالتها في دبي.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن التوقيع على اتفاق السلام مع “إسرائيل” جلب المزيد من الزوار والمشترين إلى البورصة المزدهرة أصلاً.

ولفتت إلى أنه رغم تأسيس بورصة دبي منذ فترة قريبة، وهي عام 2004، فإنها باتت الآن ثاني أكبر بورصة على مستوى العالم لتداول الألماس بعد بورصة “أنتويرب”.

تجارة الماس

المركز الثالث بواردات الألماس

وأضاف أن الإمارات نالت المركز الثالث عالمياً في واردات الألماس الخام في 2020، بينما جاءت ثانية بعد بلجيكا في صادرات الألماس خلال العام نفسه.

وفي منتصف العام الماضي، أعلنت إدارة جمارك إمارة دبي، في بيانات لها، أن قيمة تجارة الذهب والألماس عبر الشحن الجوي بلغت 18.2 مليار دولار خلال الفترة ما بين مارس ويونيو من العام 2020.

وأشارت إلى أن حجم تجارة إمارة دبي من الذهب والألماس بلغت 601.4 طن في هذه الفترة، رغم “الإجراءات الاحترازية العالمية المشددة” التي اتخذت للحد من تفشي فيروس كورونا، في تلك الفترة.

ووزعت تجارة الذهب والألماس على نحو 9.7 مليارات دولار استيراد بكمية 428.8 طناً، و10.4 مليارات دولار تحويل داخل المنطقة الحرة بكمية 877 كيلوغراماً، و128.4 مليون دولار بكمية 2.1 طن لإعادة التصدير، و8 مليارات دولار بكمية 161.2 طناً للتصدير، و381 مليون دولار بكمية 8.3 أطنان دخول منطقة حرة.

أغلى حجر ألماس

وفي أكتوبر الماضي، استضاف مركز دبي للسلع المتعددة واحدة من أهم مناقصات الألماس حول العالم.

ونجح مركز دبي، آنذاك، في بيع أغلى حجر ألماس خام، بقيمة وصلت إلى 5.2 ملايين دولار.

ويبلغ وزن الحجر 118.58 قيراطاً، وبيع مقابل 5.22 ملايين دولار، ضمن مناقصة حطمت الأرقام القياسية أقيمت في بورصة دبي للألماس.

وعُرض حجر الألماس على كبريات شركات تجارة الألماس من الهند و”إسرائيل” وأوروبا بمناقصة استضافتها دار المزادات والألماس الخام “ترانس أتلانتيك جيم سايلز”.

ويأتي هذا بعد مناقصة نظمتها شركة “ستار جيمز” في بورصة دبي للألماس، خلال شهر ديسمبر 2020، والتي حطمت الأرقام القياسية، حيث شهدت مبيعات أحجار الألماس الخام بقيمة 87 مليون دولار.

=تجارة الماس

وتستهدف دبي أن تصبح أكبر مركز لتجارة الألماس في العالم بحلول عام 2023، لتحل مكان مدينة أنتويرب.

وقال أحمد بن سليم، الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، بتصريحات لصحيفة “الاتحاد” الإماراتية: إن “دبي تحتل حالياً المرتبة الثانية عالمياً في تجارة الألماس، مع وجود منافسين عدة؛ كمدن أنتويرب ومومباي ونيويورك وهونغ كونغ”.

وكشف بن سليم عن خطط طموحة لمركز دبي للسلع المتعددة لاستقطاب شركات عالمية تعمل في قطاع الألماس، مع أولوية التركيز على السوق الأمريكي ومراكز عالمية مثل “أنتويرب” في بلجيكا.

وأشار إلى أن غالبية واردات دبي من الألماس تأتي من أفريقيا، فضلاً عن كندا والبرازيل، فيما تعتبر الكونغو وأنغولا وبوتسوانا وجنوب أفريقيا أبرز وجهات التصدير من الإمارة.

وتوقع بن سليم أن يصل عدد الشركات في مركز دبي للسلع المتعددة إلى 30 ألف شركة بحلول 2025، بنمو يصل إلى 50% مقارنة بعدد الشركات حالياً، والذي تجاوز الـ 16 ألف شركة، 90% منها شركات جديدة على السوق الإماراتي.

وتابع: “بورصة دبي للألماس أنجزت خلال السنوات الماضية خطوات مهمة للوصول إلى المكانة العالمية التي تحتلها حالياً، ومنها الانضمام إلى الاتحاد العالمي لبورصات الألماس، ورئاسة مكتب عملية كيمبرلي التابع للأمم المتحدة وافتتاح مقر له في دبي”.

لماذا الإمارات؟

ولكن ما الأسباب التي أهّلت الإمارات ودبي على وجه الخصوص لتكون أحد أهم مراكز تجارة الألماس في العالم.

يجيب المختص الاقتصادي عاصم أحمد، على ذلك بالقول في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “إن الموقع الجغرافي للإمارات أهم ما جعلها مركزاً لتجارة الألماس، فهو يتوسط الدول المنتجة والمستهلكة”.

وأوضح أن أكبر الدول المصدرة للألماس تقع في أفريقيا، في حين أن أكبر دولة مستهلكة له هي الهند والصين، وبذلك نرى أن الإمارات تقع بين هذه الدول وترتبط بعلاقات جيدة مع الجميع، لذلك باتت أهم مراكز الألماس بالعالم.

وأضاف أن دبي تملك مناخاً استثمارياً جاذباً لتجارة الألماس، إضافة إلى أنها لا تفرض ضريبة القيمة المضافة عليه، ما يجعل تجارته تنتعش في الدولة الخليجية؛ لأن أسعاره ستكون أرخص بكثير من بقية دول العالم.

تجارة الماس 3

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن الإمارات تتميز بتطور البنية التحتية؛ مثل الموانئ والمطارات، ولديها مستوى أمان عالٍ وسوق يجمع كبريات الشركات العالمية، وبناء على ذلك من السهل أن تصبح أهم مراكز تجارة الألماس بالعالم.

ولفت إلى أن هذه التجارة تساهم بشكل كبير في تنمية الاقتصاد الإماراتي وتحقيق موارد مالية كبيرة له، فهناك مئات الشركات تستثمر بالألماس في دبي، وحجم هذه التجارة بات يقترب من 20 مليار دولار.

وبين أن هذه التجارة تحقق أرباحاً اقتصادية للإمارات بطريقة غير مباشرة أيضاً، فهي تجذب مئات آلاف المشترين والمستثمرين سنوياً، وهؤلاء من الأثرياء، وسينفق كل منهم آلاف الدولارات خلال أيام إقامته في البلاد.

وتوقع أن تحقق تجارة الألماس ازدهاراً أكبر في الإمارات ودبي، خاصة في السنوات المقبلة، لتصبح القبلة الأولى للباحثين عن هذه الأحجار الكريمة.

الخليج

زر الذهاب إلى الأعلى