“أوكساجون”.. مدينة سعودية “لا تشبه سواها على الأرض”

“هي المدينة التي لا تشبه سواها على وجه الأرض، موطنا للشركات والعائلات التي تتطلع إلى معيشة استثنائية”، بهذه العبارة تقدم شركة “نيوم” المدينة الصناعية التابعة لها “أوكساجون”، عبر موقعها الإلكتروني.

“أوكساجون”، تهدف أن تكون نموذج جديد لمراكز التصنيع المستقبلية، بحسب ما أعلن عن ولي العهد السعودي رئيس مجلس إدارة شركة “نيوم”، محمد بن سلمان.

وقال ولي العهد، في تصريح له بمناسبة الإعلان عن إنشاء المدينة الثلاثاء، إنها “ستكون حافزا للنمو الاقتصادي والتنوع في نيوم خاصة، والمملكة بشكل عام، مما يلبي طموحاتنا في تحقيق مستهدفات رؤية 2030″، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).

وتعتمد رؤية 2030 التي وضعها بن سلمان، على جذب الاستثمارات الأجنبية بهدف تنويع موارد الاقتصاد السعودي المرتهن للنفط.

بدوره، رحب الرئيس التنفيذي لشركة “نيوم”، نظمي النصر، بـ”حماس عدد من الشركاء الذين أبدوا حرصهم على بدء مشاريعهم في أوكساجون”، معتبرا أنهم “رواد التغيير الذين سينشئون المصانع المعززة بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق قفزة نوعية لهذه الحقبة من الثورة الصناعية الرابعة”.

ومن المقرر أن تفتح المدينة، التي يرتبط مينائها بمطارها بشكل متكامل، أمام  رواد التصنيع والمستثمرين وأصحاب الأعمال في بداية عام 2022.

 ما هي هذه المدينة؟ وماذا تضم داخلها؟

تحتل “أوكساجون” منطقة كبيرة في الركن الجنوبي الغربي من نيوم، وتتركز البيئة الحضرية الأساسية حول الميناء المتكامل ومركز الخدمات اللوجستية الذي سيضم غالبية سكان المدينة الصناعية، بحسب “واس”.

كما تشكل المدينة أكبر هيكل عائم في العالم، وتعد مركزا لتطوير نيوم لـ “الاقتصاد الأزرق” وذلك بالاعتماد على البحار في تحقيق التنمية المستدامة.

وحول دلالة الاسم، “أوكساجون” الذي يتكون من جزئين: الأول “أوكس” اختصار لأوكسجين، والثاني “جون” ومعناها الشكل المثمن، بحسب النصر.

ويرى النصر أن التسمية “تحمل مجموعة من الرسائل أبرزها الاهتمام بالبيئة، وبأن الأوكسجين هو المنبع الرئيسي لنظافة البيئة”.

وتوفر المدينة إمكانية السكن داخلها بالقرب من الطبيعة، من خلال موقعها على البحر الأحمر ليس بعيدا عن قناة السويس، التي يمر عبرها ما يقرب من 13 في المئة من التجارة العالمية.

وتقدم للقاطنين فيها مجمعات سكنية مع طرق مخصصة للمشي، كما يمكن التنقل من خلال الاعتماد على الطاقة الهيدروجينية كوقود حيوي، يغذي أنظمة النقل والمواصلات.

المدينة توفر إمكانية السكن داخلها بالقرب من الطبيعة
المدينة توفر إمكانية السكن داخلها بالقرب من الطبيعة- المصدر: موقع نيوم

وعلى الصعيد التكنولوجي، تعتمد المدينة على تقنيات عدة أبرزها: إنترنت الأشياء (IoT)، وتفاعل الإنسان مع الآلة، والذكاء الاصطناعي والقدرة على التوقع، والروبوتات، وجميعها مقترنة بشبكة من مراكز التوزيع المستقلة والمؤتمتة بالكامل لإنشاء سلسلة إمداد متكاملة وذكية.

وتضمن سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية المادية والرقمية المتبعة في المدينة، التسليم الآمن وفي الوقت المحدد، وضمان الكفاءة والفعالية من حيث التكلفة لشركاء الصناعة.

ومن الناحية البيئية، توحد المدينة تشغيل مرافق تسليم الموانئ والخدمات اللوجستية والسكك الحديدية، مما يوفر مستويات إنتاجية عالمية مع انبعاثات كربونية صفرية.

وتهدف المدينة الصناعية أن تكون مركزا للصناعات النظيفة والمتقدمة، حيث سيكون صافي الانبعاثات صفراً “net zero”، من خلال العمل بالطاقة النظيفة بنسبة 100 في المائة.

وتعتمد المدينة في تحقيق ذلك، على الطاقة المستدامة، والتنقل المستقل، وابتكار حلول للمياه، والإنتاج الغذائي المستدام، والتقنية والتصنيع الرقمي (بما في ذلك الاتصالات وتقنية الفضاء والروبوتات)، وطرق البناء الحديثة.

المدينة تعتمد على الطاقة المستدامة - المصدر: موقع نيوم
المدينة تعتمد على الطاقة المستدامة – المصدر: موقع نيوم

وتسعى المملكة إلى جذب استثمارات بـ500 مليار دولار لبناء مدينة “نيوم” المستقبلية النموذجية التي تشكل إحدى الركائز الأساسية في “رؤية 2030”.

وفي عام 2024 ستطبق السعودية قرارها المتعلق بالتعامل مع الشركات العالمية التي لها فروع في المملكة فقط، لجذب مزيد من الاستثمارات، وفق  ما قاله وزير المالية السعودي، محمد بن عبدالله الجدعان، فبراير الماضي.

وقال الوزير حينها إن القرار يهدف إلى تنويع القطاعات الاقتصادية بعيدا عن الإيرادات النفطية، مؤكدا أن القرار ينطبق على المؤسسات الكبرى التي لديها عقود مع الحكومة فقط، بحسب “رويترز”.

زر الذهاب إلى الأعلى