مشاركة الإعلامية د. زينة جرادي بتحقيق حول ظاهرة الإعلام الرقمي بين ظاهرة الترند المخيف وتغير ثقافة الناس والتأثير على السلم الاجتماعي

النشرة الدولية –

مشاركتي في تحقيق للصديق الإعلامي حاتم عبد الحكيم حول ظاهرة الإعلام الرقمي بين ظاهرة الترند المخيف وتغير ثقافة الناس والتأثير على السلم الاجتماعي لجريدة صوت بلادي التي تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية

 

 

حوار / زينة جرادي

1 _هل السوشيل ميديا (مواقع التواصل ) اصبحت مصدرا مهما في ثقافة الناس يغنيهم عن مصادر متعددة ؟

شكلت (مواقع التواصل الاجتماعي/ السوشيل ميديا) حالة مستجدة في الشارع الثقافي فافرزت عن منهجية جديدة غير ثابتة وغير مسؤولة بعيدا عن الانضباط المعتمد في الصياغة وفن التأليف لهذا السبب تزعزع كيانها وتلاشت اوصالها لان الدخلاء الغير مؤهلين أساؤوا بشكل مباشر الى قدسيتها .

2_كيف ترين تأثير اعلام العصر والمواقع على السلم الاجتماعي في ايامنا التي نجد فيها الكثير من الموضوعات المزعجة ؟

المشكلة الرئيسية ليست بالتأثيرات في الاعلام العربي بل بكيفية التعاطي مع السوشيل ميديا لان مهنة الاعلام تعني اعلم الشيء اي اظهره بمدلولات حسية فنحن دوما في عالمنا العربي ناخذ بالقشور ولا نتآخذ  بالاعماق لهذا السبب أن الانفتاح في عالم الانترنيت افسح المجال لاي كان بالتعبير عن رأيه حسب اسلوبيته وقناعاته بعيدا  عن مسؤولية التحليل والنقد السليم مما اوجد حالة من الفوضى اساءت التعاطي مع اية موضوعات مهما كانت اشكالها او مضامينها .

3_كيف يساهم الاعلام والصحافة الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي في الاضافة للمجتمع الصحي ؟

لاتأتي المساهمة الا من خلال المراقبة الذاتية والتنظيم المنهجي والاخلاقي  فالانسان الناشر مسؤول مسؤولية دقيقة وحريصة عن نصه و مفاعيله وابعاده خصوصا وان صيغة الاعلام العصري تغيرت وجهتها عن السابق فصارت وجهة خطابية ارشادية ومن الضروري ان تاخذ بنا الى بناء كيان اعلامي متين  نؤمن فيه اضافات بناءة تؤثر على مجتمعاتنا العربية في ظل هذة العولمة الكاسحة .

4_ نتابع فيديوهات تتبع خصوصيات وفضائح وقضايا تحارب الفطرة السوية كما يتم رصد موضوعات تفكك اسري وتبادل صراع عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتناطح في الاختلاف حول موضوعات متعددة تعمل على الكراهية والبغضاء والمشاحنات ….اعلام العصر اصبح فتنة او مجرد ناقل للواقع ؟

بدون شك نمطية الحياة عامة تغيرت او تبدلت عما كانت عليه بالامس انما هذا لا يعني ان تتحول المنصات الاعلامية الى شبابيك خفية مفتوحة على الفضائح والشتائم والالفاظ النابية , فهذا الامر خطير جدا ويؤدي بنا الى الهلاك كما يغتال نواة الشباب الناشىء متخذا منه دربا للانحرافات والاعوجاجات الانسانية في السلوك .

ثمة خطوط حمراء لا يمكننا اجتيازها ناهيك عن ان معالجة الموضوعات الاسرية التي تناقش على الاعلام تطرح العقدة بدون ايجاد حلها مما يعقد الامر صعوبة . بصراحة هذا الفلتان الحاصل على السوشيل ميديا يقودنا الى الفتنة والانحراف بغالبيته.

5_ انتشرت وتنتشر الاخبارالتي تروق لنفوس الناس بدافع اكتساب الاموال عبر المشاهدات والشهرة وزيادة المتابعات … هل هناك من ايجابي اليوم نستطيع جعله قدوة ونشير للناس عليه؟

اي منشور قيم وبناء بمضمونه يشكل اضافة فكرية عند الانسان فالاكتسابات المعرفية اعتبرها من المغذيات الضرورية روحيا وفكريا بشرط ان تكون واقعية من ناحية مصداقية معلوماتها وابعادها واهدافها واي شيء غير ذلك اعتبره ساقطا . ان الايجابي القدوة هو تقديم مادة معلوماتية مفيدة في اي مجال من مجالات حياتنا تنير الظلمات في مستقبلنا .

6_هناك من يتهم اعلام اليوم بانه يقوم بتدريب الهرج والمرج والشكوك وانعدام القدوة الحسنة مدى توافقك مع الرأي؟

سبق وقلت في سياق حواري ان وجهة الاعلام تبدلت عما كانت عليه وفقدت الكثير من كلاسيكياتها الموروثة تحت شعار (العصرنة ) لكن المتابعة الحق لوسائل التواصل بعد غياب الاعلام المقرؤ وهشاشة المادة الاعلامية على  شاشة الاعلام المرئي يؤكدان بان نسبة عالية من هذا الرأي  مطابقة للسؤالكم خصوصا وان هذا الاعلام اليوم افرز موجة هابطة في كافة نواحي الحياة سواء في الجسم الثقافي اوالفني وهو مؤشر خطير على ان الانسان اليوم تحول من  عقل منتج للابداع الى عقل محكوم  لآوامر كبسة زر .

7_مقترحاتك في عمق حلول الازمات الاجتماعية من عنف وبلطجة وارهاب وفساد ؟

تعيش منطقتنا اليوم حالة من الفوضى ومعظم ابناؤها يعتقدون بان التطور يعني التخلي عن عاداتنا وقيمنا الشرقية الموروثة وهذا ما ادى الى تفكك بالعائلة التي تعتبر نواة للمجتمع والوطن فظهرت لدينا بدعا واعرافا لا تمت لنا بأية صلة ناهيك عن غياب الراقبة الذاتية والرسمية عن الاعلام وخلق حالات مخيفة لهذا السبب يجب العودة الى ارثنا الحقيقي وعاداتنا وقيمنا الاصيلة والوحدة بكافة اشكالها والا نحن ذاهبون نحو المجهول .

زر الذهاب إلى الأعلى