إنتصار باسيل: نكسة على الساحة السياسية
بقلم: ايناس كريمة
النشرة الدولية –
لبنان 24 –
خسر رئيس “التيار الوطني الحر”النائب جبران باسيل معاركه مجددا، وبالرغم من الانتصار الوهمي الذي حاول التسويق له عبر بعض المتحمسين على وسائل التواصل الاجتماعي، الا ان باسيل تعرض امس لنكسةٍ كبرى سواء على المستوى السياسي أو حتى على المستوى الشعبي، اذ انه بات مكشوفاً بشكل شبه كامل في الساحة الوطنية ومعزولاً في السياسة بشكلٍ نهائي.
تمكّن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من تكريس شرعية اجتماعات مجلس الوزراء، لانه، وبالرغم من كل التشكيكات السابقة، اضطرت القوى المسيحية، وتحديدا “التيار الوطني الحر”، للاعتراف بشرعية اجتماع مجلس الوزراء الاخير، خصوصا ان هذا المجلس اجتمع ليصدر قرارا بالعمل بالتوقيت الصيفي، الامر الذي لا يمكن للقوى المسيحية عدم الاعتراف به؛ فكيف يعترفون بقرار ولا يجمعون على شرعية اجتماع مجلس الوزراء الذي أصدره؟
كما ان خسارة باسيل الاكبر هي انه اقترب بشكل كبير من قطع الطريق أمام عودة التواصل والتحالف مع “حزب الله”، في الوقت الذي بدت فيه القوى المسيحية الاخرى اكثر عقلانية من باسيل، حتى أنها رغم كل محاولات الاخير للتقرب بكل الوسائل المتاحة، ليست في وارد التقارب معه مهما كانت اغراءات الوحدة المسيحية التي يحاول تسويقها عبر بعض نشطائه واعلامييه و نوابه.
وكما اكد رئيس “حزب القوات اللبنانية” مرارا وسواه من القوى السياسية المسيحية فإنه لن يعود “لتجربة المجرب”، وباسيل الذي كان حليفًا لـ”حزب الله” بات اليوم يفتقد للحلفاء، وغير قادر على استعادة الواقع المسيحي او استعادة التحالف لا مع “الحزب” ولا مع “القوات اللبنانية”، لذلك فهو يظن ان رفعه للسقف حاليا سيجبر الجميع على التفاوض معه، في حين ان “حزب الله” يكاد يقطع التواصل مع حليفه بشكل كامل.
لكن باسيل الذي يرتكب اخطاء استراتيجية مرتبطة بموضوع الوجود المسيحي ويحاول عزلهم بهدف شد عصبه واستعادة شعبية ضائعة منه، غير قادر اليوم على اقناع جيل الشباب الذي “نجا” من “التيار” بأن خطابه هو الخطاب المناسب له ولآماله بوطن أفضل، ومن يرى ان هذا الخطاب يدغدغ لديه بعض المشاعر الوطنية فإنه سيتّجه حتماً الى “القوات اللبنانية”، الحزب المسيحي الأصيل.
لذلك فإن كل محاولات باسيل الحثيثة لفرض نفسه مجدداً على الساحة المسيحية تبوء بالفشل، والدليل على ذلك ان الانفعال الكبير الذي يتورط به قياديو “التيار” واعلامه وصل الى حد فقدان السيطرة، حيث باتوا يهاجمون حلفاءهم وحتى نوابهم الذين لم يعودوا قادرين على لملمة ما يسببه باسيل من شرذمة في الساحة الوطنية على طول خطّ التصريحات والخطابات الطائفية والمذهبية والفتنوية المنفّرة!