تقرير مفصّل: أين أصبحت القوات الروسية في اليوم الثامن للحرب على أوكرانيا؟
النشرة الدولية –
إعداد الخبير العسكري في الشؤون الروسية، العقيد المتقاعد “اكرم كمال سريوي”
الثائر –
استمرت العمليات العسكرية على مختلف المحاور، التي بغالبيتها وفق غرفة العمليات العسكرية الروسية لا تشهد مقاومة كبيرة، سوى داخل بعض المدن الكبرى خاصة في شرق أوكرانيا، حيث كان الجيش الأوكراني قد ركّز دفاعاته.
التطور الأكبر حتى صباح اليوم حصل على الجبهة الجنوبية، حيث تمكّنت القوات الروسية أمس من دخول مدينة خيرسون وسيطرت عليها بالكامل، ثم تابعت تقدمها باتجاه الغرب وسيطرت على مدينة مارتينساف شمالي نيكولايف، وتابعت بعدها التقدم باتجاه الجنوب الغربي لمسافة 35 كلم، وفق خطة رسمتها للوصول إلى الحدود مع مولدافيا، بُغية عزل مقاطعة أوديسا الجنوبية بالكامل.
شهدت هذه المنطقة غارات روسية كثيفة بالمروحيات، وشاركت الوحدات البحرية المتمركزة قبالة الساحل بالقصف، وهي على ما يبدو تُمهد لعملية إنزال بالقرب من مدينة أوديسا.
أما على المحور الذي انطلق من شبه جزيرة القرم واتّجه شرقاً، فقد تمكّنت القوات الروسية من السيطرة على مدينة ميلاتوبل، وحاصرت بمساندة القوات البحرية مدينة مريوبل الساحلية، وبدأت عصر أمس بالتوغل داخل المدينة، وما زالت القوات الأوكرانية تقاوم فيها، ومن المتوقع أن ينتهي القتال هناك اليوم أو غداً حسب توقعات الجنرالات الروس.
شنّ الطيران الحربي الروسي أمس غارات كثيفة على مراكز القوات الأوكرانية على حدود مقاطعة نيكولايف ودنيبروبتروفسك، وهو يمهّد لتقدم الوحدات شمالاً لتطويق القوات الأوكرانية الموجودة على الخطوط الدفاعية في مواجهة دونباس وعزلها عن مدينتي دنبر وزاباروجيا.
اعلنت أمس القوات الأوكرانية أنها شنّت هجوما معاكساً في منطقة دونيتسك، حيث قام اللواء 95 باستعادة مدينة غورلاك وبعض المواقع الأخرى، وأسر عشرات الجنود الروس. واعترف الجيش الروسي بوقوع الهجوم، لكنه أوضح أنه تم احتواءه.
على الجبهة الشمالية الشرقية قرب مدينة خاركيف، فلقد تحركت فرقة روسية وعبّرت مدينة بالاكلاي دون مقاومة، وتابعت التحرك باتجاه مدينة أزيوم التي ما زالت تحت سيطرة القوات الأوكرانية.
وحتى مساء أمس كانت الوحدات الروسية دخلت إلى مدينة خاركيف اكبر المدن الأوكرانية من جهتي الشمال والشرق، ونفذت إنزالاً وسط المدينة، فيما لا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على القسم الجنوبي والغربي من المدينة، وتحرّكت وحدات أوكرانية من هناك باتجاه الجنوب، لتأمين الاتصال مع القوات المتمركزة قبالة دونيتسك.
أما على الجبهة الشمالية فيبدو أن القوات التي كانت متوقّفة شمال كييف تحركت لجهة الغرب، باتجاه مدينة أربين وبيلاتسركفا، في محاولة لقطع طُرق الإمداد التي تربط كييف بالغرب الأوكراني، وإتمام عملية محاصرتها من جهتي الغرب والجنوب.
أما الوحدات التي كانت تتقدم من الجهة الشمالية الشرقية أي من مدينتي تشيرنهايف وسومي، فقد توغلت وأصبحت على مسافة حوالي 50 كلم من كييف، ويُتوقع أن تتحرك اليوم باتجاه مطار العاصمة الأوكرانية الرئيسي باريسبول، حيث ستكون السيطرة عليه الهدف الرئيسي لهذه القوات على ما يبدو، تمهيداً لمحاصرة المدينة من الشرق وتسهيلاً لنقل قوات إضافية جواً إلى هناك.
هذه حصيل التحركات العسكرية في الميدان حتى صباح اليوم الخميس 2022/03/03 ننقلها إليكم كما وردتنا من التقارير العسكرية الروسية.
تابعونا دائماً على موقع “الثائر” لمعرفة آخر الأحداث والوقائع في الميدان.
أما عن الخسائر فقال المتحدث باسم الجيش الروسي إيغور كوناشينكوف خلال مؤتمر صحفي أمس: “لسوء الحظ، تكبدنا خسائر بين رفاقنا المشاركين في العمليات العسكرية الخاصة. قتل 498 عسكريا روسيا أثناء أداء واجبهم”، خلال الغزو المستمر منذ 24 فبراير، وأصيب 1597 من رفاقنا”.
وبحسب المتحدث، فإن الخسائر من جانب “العسكريين والقوميين الأوكرانيين” بلغت “2870 قتيلا ونحو 3700 جريح”.
في المقابل يقول الجيش الأوكراني أنه دمر أكثر من 4500 ألية روسية، وأن عدد القتلى تجاوز ستة آلاف في صفوف القوات المهاجمة. ويعتبر الخبراء العسكريون أن الأرقام التي توردها المصادر الأوكرانية مضخّمة وغير واقعية.
ملاحظة على الخريطة المرفقة:
-اللون الأحمر يشير الى حركة القوات الروسية.
-الخط الأحمر المتقطع يشير ألى الحركة المرتقبة للقوات
-اللون الازرق يشير الى الوحدات الاوكرانية
-الدوائر الزرقاء تشير الى المدن التي تم تجاوزها لكن ما زالت القوات الأوكرانية تقاوم بداخلها.