رويترز: الإمارات أظهرت قوة الخليج النفطية.. و”رسالة ضمنية” إلى أمريكا

النشرة الدولية –

إرم نيوز –

بعدما تمكنت الإمارات منفردة من خفض أسعار النفط المتصاعدة بواقع 13% في يوم واحد هذا الأسبوع، أظهرت الدول الخليجية المنتجة للنفط، ما تتمتع به من قوة وتأثير على السوق، وبعثت بـ“رسالة“ ضمنية إلى واشنطن لتذكيرها بأن عليها إيلاء مزيد من الاهتمام بحلفائها القدامى، بحسب وكالة ”رويترز“.

وأشارت الوكالة في تحليل لها، إلى أن السعودية والإمارات -وهما من كبار المنتجين في منظمة أوبك- ”تجاهلتا مناشدات الولايات المتحدة لاستخدام فائض طاقتهما الإنتاجية لكبح أسعار الخام، التي باتت تهدد بركود عالمي في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا“.

ولفتت ”رويترز“ في الوقت ذاته، إلى أن هذا ”التجاهل“ السعودي الإماراتي للمناشدات الأمريكية، يأتي في وقت ”تشعر فيه الدولتان الخليجيتان بالاستياء من خيارات واشنطن مؤخرا“.

وجاء الهبوط الحاد في أسعار النفط، يوم الأربعاء -وهو الأكبر في يوم واحد منذ نحو عامين- في أعقاب تصريحات أدلى بها سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، الذي قال إن بلاده تؤيد ضخ المزيد من النفط.

وارتدت الأسعار صعودا عندما قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، إن بلاده ملتزمة بترتيبات الإنتاج المتفق عليها مع مجموعة ”أوبك+“ التي تضم أعضاء منظمة ”أوبك“ وحلفاءها، وبينهم روسيا.

رسالة لأمريكا

ونقلت ”رويترز“، عن عبدالعزيز صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث، تعليقه على ما وصفته الوكالة بـ“تضارب“ التصريحات الإماراتية، قائلا: ”كان هذا متعمدا“، على حد تعبيره.

وأضاف صقر أن ”الرسالة التي أرسلت لواشنطن مفادها بأن عليها إيلاء مزيد من الاهتمام بحلفائها القدامى، وأنه يجب تسوية القضايا بيننا“.

وتابع أن ”واشنطن، التي دقت ناقوس الخطر بشأن خطط روسيا لغزو أوكرانيا قبل وقت طويل من عبور القوات الروسية للحدود في 24 فبراير، كان ينبغي أن تنسق بشكل أكبر مع المنتجين الخليجيين في الفترة التي سبقت الغزو، بدلا من اللجوء إليهم فور اندلاع الأزمة“.

ونوه إلى أن ”دول الخليج عملت على مدى عدة سنوات على بناء علاقة جيدة مع روسيا، ولا يمكنها عكس الاتجاه بهذه السهولة“.

وتقول رويترز: ”تريد الولايات المتحدة من الخليج أن يتخذ صف الغرب في الأزمة الأوكرانية، لكن واشنطن هي من تسبب في تقلص رصيدها السياسي مع الرياض وأبوظبي من خلال تجاهل مخاوفهما بشأن إيران، وإنهاء دعمها للحرب في اليمن ووضع شروط على مبيعات الأسلحة الأمريكية لدول الخليج“.

إعادة بناء الثقة

وقال مصدر خليجي لـ“رويترز“: ”هناك العديد من المشاكل بين الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين تحتاج إلى معالجة على نطاق واسع وحلها“، مشيرا إلى ”ضرورة إعادة بناء الثقة“، وأن الأمر ”لا علاقة له بروسيا أو حرب أوكرانيا“.

وأوضحت ”رويترز“: ”أبرمت واشنطن اتفاقا نوويا مع إيران في عام 2015، دون أن يتطرق هذا الاتفاق لمخاوف الخليج بشأن برنامج طهران الصاروخي ووكلائها الإقليميين سواء في اليمن، أو في لبنان الغارق الآن في الأزمات“.

وأضافت: ”في عام 2019، قوبلت هجمات باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة على أراضي السعودية، برد فعل أمريكي فاتر“.

وتابعت: ”وبعدما شن الحوثيون هجمات على أبوظبي في يناير، دعت الإمارات الرئيس الأمريكي جو بايدن، لإعادة إدراج الجماعة المدعومة من إيران على قائمتها للجماعات الإرهابية، لكن واشنطن لم تفعل ذلك حتى الآن“.

تجاهل المكالمات الهاتفية

وكشفت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية، مؤخرا، أن البيت الأبيض ”حاول دون جدوى“ ترتيب مكالمات بين الرئيس بايدن، والمسؤولين في السعودية والإمارات، ضمن مساعي الولايات المتحدة لحشد الدعم الدولي لأوكرانيا واحتواء ارتفاع أسعار النفط.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، قولهم، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، ”رفضا طلبات الولايات المتحدة للتحدث إلى بايدن في الأسابيع الأخيرة“.

وبحسب رويترز، ”تحدث بايدن الشهر الماضي مع العاهل السعودي الملك سلمان، بينما كان ولي عهده الأمير محمد متواجدا في الغرفة. وقالت مصادر إن بايدن طلب التحدث مع ولي العهد، لكن الأخير رفض لأن الاتصال كان مقررا مع الملك فقط“.

وقال مسؤول أمريكي عن اتصال بايدن بمحمد بن سلمان: ”كانت هناك بعض التوقعات بمكالمة هاتفية، لكنها لم تحدث“. وقالت وزارة الخارجية الإماراتية إن المكالمة بين بايدن والشيخ محمد بن زايد ستتم إعادة جدولتها.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إيميلي هورن، أمس الأربعاء، إنه ”لم تكن هناك مشاكل تتعلق بإجراء مكالمة هاتفية، وإن بايدن سيتحدث مع الشيخ محمد بن زايد قريبا“.

وتلقى كل من الأمير محمد بن سلمان، والشيخ محمد بن زايد، مكالمات هاتفية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، وتحدث كلاهما في وقت لاحق مع الرئيس الأوكراني.

إحياء الاتفاق النووي

وبحسب صحيفة ”وول ستريت جورنال“، ”أشار السعوديون إلى أن علاقتهم مع واشنطن قد تدهورت في ظل إدارة بايدن، وأنهم يريدون المزيد من الدعم في حرب اليمن، والمساعدة في برنامجهم النووي المدني مع تقدم إيران في برنامجها النووي“.

وأضافت: ”يشارك الإماراتيون السعودية مخاوفها بشأن الرد الأمريكي المحدود على الضربات الصاروخية الأخيرة التي شنها مسلحو الحوثي المدعومون من إيران ضد الإمارات والسعودية“.

وتابعت أن ”الحكومتين السعودية والإماراتية تشعران بالقلق أيضا بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي لا يعالج المخاوف الأمنية الأخرى الخاصة بهما وقد دخل المراحل النهائية من المفاوضات في الأسابيع الأخيرة“.

وتفجرت أزمة أوكرانيا في الوقت الذي تجري فيه الولايات المتحدة وروسيا وقوى عالمية أخرى محادثات لإحياء الاتفاق النووي مع إيران.

زر الذهاب إلى الأعلى