أمي..
بقلم: أسرار جوهر حيات
النشرة الدولية –
أمي طيبة، أمي حنونة، عظيمة، قوية، متفانية.. وغيرها من الأوصاف التقليدية التي يراها جميعنا في والدته، وهي بلا شك موجودة لدى كل أم، لعظمة وسمو هذه الانسانة التي تقوم بدور يكاد يكون الأعظم في الحياة، لكن أمي أنا مختلفة.
فأول ما يخطر ببالي وأنا أتحدث عنها، هو كيف زرعت فيّ، دون قصد أو تخطيط حب العمل الانساني، حيث كنت أراها منذ صغري، تسارع لمساعدة الآخرين، أياً كانت احتياجاتهم، فإن كانت بمقدورها هبت لمساعدتهم بنفسها، وان كانت خارج نطاق قدرتها، فكانت تسعى بالخير دائماً ليساهم الآخرون بالمساعدة، فمنذ صغري قررت أن أشبهها في هذا الجانب.
ومع ان شخصياتنا مختلفة تماماً، بل هي على النقيض في بعض الجوانب، الا أن بصمتها في صقل شخصيتي واضحة، فكل ما لدي هو منها، لعل أهم نقطة كسبتها منها، واغبطها عليها، حبها الدائم للتعلم، منذ كانت شابة، الى اليوم، فحتى في اجازاتنا خارج البلاد، دائماً ما تحرص أن تدون كلمات جديدة بمعانيها لتتعلمها، وتحرص أن تكون مواكبة لأحدث التقنيات والبرامج الذكية، وتحثنا على التعلم، والاستمرار في العلم والمعرفة.
أمي، ايجابية للغاية، مفعمة بالحب، الا ان أكثر ما يميزها، حبها للحياة، الفرح، البهجة.. وهي صفة أجدها نادرة هذه الأيام، وكلي ثقة بأن ايجابيتها، كانت ذات أثر كبير في تربيتنا الصحيحة، فالأم التي تربي أبناءها على التفاؤل والايجابية وحب الحياة، تزرع فيهم العديد من الصفات الجيدة، وتشجعهم على حب الحياة، ولعل هذه النقطة هي الدافع الأكبر لأن ينجز الانسان، ويكون طموحاً، وهو ما جعلني أصقل شخصيتي لأكون انسانة ايجابية، متفائلة وطموحة، دائماً.
قد لا تستطيع لغة، أن تسعفني في وصف أمي، شأني شأن الكثيرين من الأبناء، الذين كان حظهم سعيداً مثلي بأم عظيمة، الا انه يكفيني أن أقول، إنني وأنا سيدة بهذا العمر ولدي حفيد، ورغم ذلك، مازلت أتعلم من أمي، كطفلة صغيرة.. ففي كل كلمة لها درس، وفي كل سكون حكمة، وفي كل تصرف فائدة، مازلت تلك الطفلة التي تحن الى حضن أمها، تشتاق لأحاديثها، ومازالت تغرس فيّ القيم والمبادئ، والأهم من هذا كله، هي مستشارتي في كل خطوة في ميدان عملي.. واثبتت جدارتها في الاستشارات.
كل عام، وأمي عظيمة.. وكل عام وكل أم بخير.
عن “القبس الكويتية”