نبع اليمّونة يفجّر مجددا ازمة التعديات على شبكات المياه غربي بعلبك

النشرة الدولية –

لبنان 24  –

بولين أبو شقرا

منذ ايام يسمع دوي نبع الاربعين في بلدة اليمونة. انطلق النبع الاقوى والاغزر في غربي بعلبك والذي يغذي بمياهه اكثر من 14 نبعا وبحيرة وسد البلدة الذي من المفترض ان يوفر مياه الشرب لأكثر من 40 قرية وبلدة. إلا أن المياه لا تجري كما تشتهي مؤسسة مياه البقاع وأبناء القرى والبلدات، فعلى الرغم من كمية المياه الهائلة في بلدة اليمونة، الا ان اكثر من 40 قرية وبلدة من شليفا وبوداي حتى بلدة شمسطار بدأ اهلها يعانون من انقطاع المياه لتحكّم اشخاص بتحويل المياه، كما يؤكد ابناء قرى في غربي بعلبك.

تتعرض شبكة مياه اليمونة لاعتداءات وسرقة من عدة مخارج في بساتين دار الواسعة وقرى اخرى ، بحسب رئيس بلدية إحدى قرى غربي بعلبك .ويؤكد أن دار الواسعة هي البلدة الاولى التي تفيد من مياه اليمونة نظرا لوجود المحولات هناك بالاضافة الى القناة الاسمنتية التي يعتدى عليها بأكثر من 16 مخرجا من المجرى الرئيسي حتى الشلال، ليصل الامر بعدها الى بيع مياه اليمونة من المدعو ع. ج الى البلدات وبتسعيرة بالدولار فريش لكل بلدة 50$ عن الليلة الواحدة و200$ عن الليلة الواحدة لبرك صيد البط في سهل بلدات شليفا وبتدعي ودير الاحمر والتي يطلق عليها الصيادون اسم “يألوم”. لا تنتهي التعديات هناك فثمة رؤوساء بلديات يشاركون في اعمال التعديات، كما تؤكد مصادر امنية ل”لبنان24″.

أهالي القرى المحرومة من مياه اليمونة يلجأون لشراء صهاريج المياه رغم الكلفة العالية والظروف المعيشية الصعبة. ويتخوف أحد مخاتير المنطقة من صيف ساخن بين ابناء البلدات المحرومة من مياه اليمونة والمعتدين عليها، وحتى لا نصل الى هذه المشكلة على الجميع ،وفي مقدمهم الجيش، التحرك ووضع حد للتعديات .

وعلى عكس السنوات الطويلة الماضية، والزيارات المتعددة لقائد الجيش ومخابرات البقاع، سجل في نيسان من العام الماضي لمخابرات البقاع تحرك لافت، أثمر تأمين برنامج توزيع عادل للمياه، بعد توجيه رئيس فرع البقاع في مخابرات الجيش العقيد محمد الامين انذارا لرؤياء البلديات بأنه سيكون “صارما في ما خص مياه اليمونة والتعديات عليها وكل من يستثمر في بيع المياه وتحويلها عن مسارها الطبيعي”.

وترجمة لانذاره نفذت القوة الضاربة في مخابرات الجيش عملية كشف واسعة على التعديات الحاصلة على شبكة مياه اليمونة على طول قرى غربي بعلبك، وذلك من بلدة حدث بعلبك مروراً ببلدات كفردان والسعيدة وبوداي وصولاً إلى دار الواسعة وضبطت وجود عدد كبير من التعديات التي تُسرق منها مياه اليمونة.

مصادر أمنية أكدت ل”لبنان24″ ان الاحداث الامنية التي تعصف بالمنطقة بين الحين والاخر حالت دون اتمام المهمة الامنية ومنها استشهاد العريف زين العابدين شمص ابن بلدة بوداي وهو احد عناصر القوة الضاربة في مخابرات البقاع في اطلاق نار عليه في اذار من العام الماضي في حي الشراونة في بعلبك في اثناء مداهمة ع.م. زعيتر لمعروف ـ”أبو سلة”.

وشددت المصادر الامنية على ان ملف مياه اليمونة والتعديات عليها انجزت الدراسة بشأنه وأنه لن يكون هناك تسامح مع من يتاجر بالامن المائي للمنطقة.

يعوّل ابناء قرى غربي بعلبك على اهتمام العقيد محمد الامين رئيس فرع مخابرات البقاع بموضوع تأمين المياه وإعادتها الى الشبكة ومنع التعديات عليها ، كما حصل العام الفائت، بعدما ايقنوا ان لا احد قادرا على ذلك الامر ، لا مؤسسة مياه البقاع، ولا الاحزاب، ولا رؤوساء البلديات الذين استسلموا لدفع الخوات لتأمين ليلة مياه، وبين من يشارك في بيع المياه لمخيمات النازحين السوريين”!

فهل تعود مياه اليمونة الى مجاريها ويتم توقيف المعتدين مهما علا شأنهم أم سيبقى ابناء المنطقة محرومين من ابسط مقومات الحياة ويدفعون مليون ليرة بدل صهريج مياه؟!.

Back to top button