القرية العالمية في دبي مشروع سياحي ترفيهي يمتد على مساحة 17 مليون قدم مربعة

النشرة الدولية –

لا تكتمل زيارة أي سائح إلى مدينة دبي في الإمارات إلا بزيارة “القرية العالمية”. وهذه القرية هي مشروع سياحي ترفيهي يمتد على مساحة 17 مليون قدم مربعة، ويجمع العالم بمنتجاته وفنونه ومعالمه على أرض واحدة.

وكل من يزور القرية العالمية ويطوف بين أجنحتها المترامية يشعر كأنه زار العالم “على بساط سحري” كبساط علاء الدين الأسطوري خلال ساعات معدودة.

ولأن هذه القرية مشروع سياحي فريد فإنها تستقطب ما يزيد عن مليون سائح شهريا، من مختلف أنحاء الدول العربية والغربية والآسيوية، وتتفوق بعدد زائريها على دول كبرى عريقة في مجال السياحة.

ويرى الزائر ابن السودان بجلبابه الأبيض، ويلتقي المصري الصعيدي بعمامته الشهيرة، واليابانية مرتدية الكيمونو، والهندية بالساري، والمكسيكي بقبعته العريضة.

وفي القرية العالمية يرى الزائر معالم باريس، ومعابد مصر الفرعونية، ويشاهد التنين الصيني والمعابد الآسيوية، ويعيش بين الغابات الأفريقية، ويستمتع بالرقصات الفلكلورية، لذلك توصف بأنها “أكبر منطقة في العالم تجمع بين التسوق والترفيه والفنون”.

وتجمع هذه القرية 80 ثقافة في 26 جناحا خلال موسمها الحالي، وهو الموسم الـ26 في عمرها، والذي انطلق يوم السادس والعشرين من أكتوبر الماضي ويستمر حتى الشهر المقبل.

وداخل القرية تنتشر أجنحة عملاقة للعشرات من الدول، وتم تصميم كل جناح وفقا للمعالم الشهيرة للدولة المعنية، وأمامه يقف مواطنون بأزيائهم الشعبية، يرحبون بالزوار ويقدمون لهم مشروباتهم وحلوياتهم المحلية التي يشتهرون بها.

.

 

متاجر متنوعة
متاجر متنوعة 

 

وفي كل جناح تنتشر متاجر تعرض أبرز السلع والمنتجات التي تنتجها الدولة، والأكلات الشعبية، والمنتجات التراثية، وتقدم عروضا لرقصات وفنون محلية. أمام أبواب جناح مصر -الذي هو عبارة عن معبد فرعوني ضخم- تقف تماثيل عملاقة لملوك الفراعنة على ارتفاع عدة أمتار، إلى جانب مسلات في جنباته تشعر الزائر بأنه يتجول في معبد الكرنك، أكبر معابد مصر القديمة.

وداخل الجناح الممتد على مئات الأمتار المربعة يتعالى صوت أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، وسط إعجاب الزوار. ويتوسط الجناح متحف للحضارة الفرعونية، يقدّم إلى الزوار مجسمات لتوابيت الفراعنة وقناع الملك توت عنخ آمون، ونماذج لتوابيت ومومياوات، إلى جانب نماذج لأدوات كان يستخدمها المصري القديم في حياته قبل آلاف السنين.

داخل القرية يرى الزائر معالم باريس ومعابد مصر الفرعونية ويشاهد التنين الصيني والمعابد الآسيوية ويعيش بين الغابات الأفريقية

ويقدم العارضون في الجناح منتجات من سوق خان الخليلي التراثي ومجسمات لتماثيل وأوراق البردي ومنتجات شعبية مصرية -منها الملابس القطنية والأعشاب والنباتات الشهيرة (مثل الكركديه والدوم والملوخية) والحلويات المصرية (مثل المشبك وحلوى المولد)- إلى جانب المقتنيات النحاسية والصناعات الفخارية.

وعند دخول جناح اليابان ترحب المضيفات اليابانيات بالزوار بابتسامة دافئة مرتديات الكيمونو التقليدي، وتتيح زيارة هذا الجناح فرصة التعرف على جوانب متنوعة من الحضارة اليابانية ومشاهدة عروض حية ومنتجات يدوية تُصنع مباشرة أمام الجمهور، إضافة إلى تذوق أطيب الحلويات اليابانية والاطلاع على مجموعة متنوعة من الهدايا.

وفي جناح الأميركتين يتعرف الزائر على بلاد الغابات المطيرة، وعلى ثقافة المواطنين الأصليين وعالم هوليوود حيث النجومية والأضواء، ويتعرف على حضارة الأميركتين وما تتميز به من تقاليد وإرث ثقافي عتيق، ويستمتع بالفنون الاستعراضية من رقصات وفنون فلكلورية.

أما الجناح العراقي فهو بوابة للتعرف على تاريخ وحضارات بلاد الرافدين، وخلال التجول فيه يتعرف الزائر على منتجات الحرفيين (ملابس ومجوهرات..) وعلى مأكولات العراق.

وفي جناح إيران يطلع الزائر على الحضارة الفارسية والثقافة الإيرانية الحديثة، ويتاح له اقتناء المنتجات الإيرانية عالية الجودة والمصنعة محلياً، ومنها السجاد العريق والأحجار الكريمة والزعفران والفاكهة المجففة والحلويات والمأكولات الإيرانية.

فرصة لالتقاط الأنفاس
فرصة لالتقاط الأنفاس 

ولا تكتمل زيارة القرية العالمية إلا بزيارة جناح تركيا، حيث يشاهد الزائر عروضا فنية مستمدة من الحضارة العثمانية العريقة، ومنتجات الأناضول بديعة الجمال من الخزف والسيراميك، وأعمالا فنية ومخطوطات تراثية، ويتذوق الحلويات التركية التي تتميز بطعمها الفريد، إضافة إلى تجربة التسوق الفريدة في البازار التركي التقليدي.

ويقول بدر أنوهي، الرئيس التنفيذي للقرية، “تستضيف أجنحة القرية في كل موسم الآلاف من الحرفيين ورواد الأعمال والفنانين من جميع أنحاء العالم ليقدموا للضيوف تجارب ثقافية مبدعة تنقلهم في جولة حول العالم”.

ويضيف “إلى جانب التجول في الأجنحة، التي تجمع قارات ومعالم وحضارات العالم على أرض دبي، يستمتع الزوار بعروض فنية ضخمة، ومنها عروض النافورة الراقصة والألعاب النارية وسيارات المهرج”.

وبينما يتجول الزائرون بين معالم القرية يفاجئهم أطول رجل متجول في الشارع، ويشاهدون عروضا للقراصنة وهم يتعاركون في المياه، إضافة إلى عروض ألعاب الخفة التي تخطف الأبصار مع ساحر يؤدي حركات مميزة تدهش الصغار والكبار.

القرية العالمية تجمع 80 ثقافة من العالم في 26 جناحا، خلال موسمها الحالي الذي يستمر حتى الشهر المقبل

وتابع أنوهي “يستمتع الزوار أيضا بأنغام الموسيقى الكلاسيكية التي تقدمها أوركسترا ‘أرابيسك’ على المسرح الرئيسي بالقرية، والتي تتألف من 28 آلة موسيقية من بينها الكمان والفيولا والتشيلو والقانون والناي والعود والإيقاع”.

وعبر خالد علي، وهو مصري مقيم في دبي، عن سعادته بزيارة القرية العالمية، ومعه زوجته وأبناؤه الثلاثة، واصفا الزيارة بأنها “اختصرت العالم على أرض واحدة”. وقال “أمضي أنا وأسرتي ساعات عدة بين الأجنحة العربية والأفريقية والآسيوية، لكن الجولة مهما طالت لا تكفي للاطلاع على معالم وثقافات وحضارات الدول، ونكرر الزيارات على أمل أن نزور كل الأجنحة”. ويضيف “طفت دولا أوروبية وآسيوية عديدة، لكن لم أر مشروعا يجمع أشهر معالم العالم في منطقة واحدة مثل هذه القرية”.

أما فاتن داود، وهي أردنية تقيم في الشارقة، فتقول “أهم ما يميز القرية العالمية أنها تشعر المقيمين في الإمارات من مختلف الجنسيات بأنهم زاروا دولهم، فالأردني يزور جناح بلاده ليشتري المنتجات والمأكولات الأردنية، والهندي يقتني منتجات وصلت خصيصا من موطنه، بينما يستعيد السوري أجواء أسواق الشام القديمة، خصوصا سوق الحميدية”.

وتضيف “نعيش أجواء العودة إلى أوطاننا، ونسعد باستعادة الذكريات التي تربينا عليها في الصغر، وودعناها حين قدمنا للعمل والإقامة في الإمارات، نطلع أطفالنا الذين ولدوا هنا على ثقافات بلادهم وتاريخها ومنتجاتها وحتى فنونها وتقاليدها”.

أما فهد نواف فهو كويتي قدم خصيصا إلى دبي لزيارة القرية العالمية، ويقول “زرت عددا كبيرا من الأجنحة في القرية، وبعد كل زيارة أشعر بأني زرت دولة كبيرة وتعرفت إلى معالمها وثقافتها، وهو ما يغني عن السفر إلى دول بعيدة”. ويضيف “لا أخرج من كل جناح إلا وقد حصلت على تذكار من الدولة (التي يمثلها هذا الجناح)، واقتنيت بضائع لم أكن لأصل إليها لولا هذا المشروع السياحي الفريد”.

التراث بكل ألوانه
العالم بين يديك
زر الذهاب إلى الأعلى