بعد تظاهرات “جرة الإذن” في بغداد.. موقف الإطار من ترشيح السوداني
النشرة الدولية –
الحرة –
لم يعلن التيار الصدري رسميا تبنيه للتظاهرات التي شهدتها بغداد، الأربعاء، والتي انتهت بدخول المتظاهرين إلى مجلس النواب حاملين صور مقتدى الصدر، بعد يومين فقط من إعلان الإطار التنسيقي الشيعي ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء.
لكن التظاهرات فهمت على أنها “رسالة” من الصدر، و”جرة إذن” وصفها هو بنفسه، عبر عنها المتظاهرون بهتافات رافضة لترشيح السوداني.
ويقول عضوان في الإطار التنسيقي، حالي وسابق، لموقع “الحرة” إن الإطار ما زال متمسكا بالسوداني، على الرغم من التظاهرات.
وقال، علي الفتلاوي، عضو تحالف الفتح، الذي يقوده، هادي العامري، إن محمد شياع هو بشكل “أكيد” المرشح الوحيد للإطار، وإن “الإطار لا زال متمسكا بالسوداني”.
واقتحم مئات المتظاهرين مبنى البرلمان العراقي، متبوعين بعدة آلاف اقتحموا المنطقة الخضراء – مقر الحكومة – وسط العاصمة بغداد.
وقال الفتلاوي لموقع “الحرة” إنه “لا يمكن أن يكون الشارع هو المتحكم الآن”، وأن “القانون والدستور يجب أن يكون هو المتحكم”.
ويتوقع أعضاء سابقون في الإطار مزيدا من التظاهرات.
وقال عائد الهلالي، السياسي المستقل حاليا، وهو عضو سابق في الإطار، لموقع “الحرة” إن “من الممكن جدا أن تخرج تظاهرات جديدة” في حال أصر الإطار على مرشحه، لكنه قال إن التظاهرات لم ولن تكون بمستوى تظاهرات تشرين”.
وشهد العراق تظاهرات واسعة في أكتوبر (تشرين) 2019، استمرت لنحو عام وتسببت بإسقاط حكومة عادل عبد المهدي وتعديل قانون الانتخابات والدعوة لانتخابات مبكرة.
وقال الهلالي “لن تستمر (التظاهرات) لفترة طويلة بسبب أن هذه التظاهرات ذات توجه واحد، وهي صدرية قح أما الشركاء الآخرين فسوف لن يكونوا معهم”.
من هو محمد شياع السوداني
انضم السوداني، 52 عاما، إلى حزب الدعوة في مرحلة مبكرة من عمره، وفقا لسيرته الشخصية، وشغل حقيبتي وزارة العمل ووزارة حقوق الإنسان، كما كان نائبا في البرلمان، ومحافظا لمحافظة ميسان جنوبي العراق.
وشغل أيضا مناصب وزارية بالوكالة، منها وزير المالية والصناعة والزراعة والتجارة، كما شغل منصب رئيس مؤسسة السجناء السياسيين وكالة.
وهو ينتمي إلى عائلة أعدم النظام السابق عددا من أفرادها بينهم والده، لكنه شغل في نهاية التسعينيات منصبا إداريا في وزارة الزراعة، إذ إنه يحمل شهادة بكلوريوس في العلوم الزراعية.
ويطرح السوداني نفسه كمرشح غير منتم لحزب حاليا، وهو مدعوم بشكل كبير من عصائب أهل الحق، وفقا للمراقب والمحلل السياسي أحمد حسين.
ويقول حسين لموقع “الحرة” إن “العصائب هي عمليا من تدعم السوداني، وقد أكد زعيمها – قيس الخزعلي – تحمسه لوصول السوداني إلى المنصب”.
مع هذا فإن الإطار الشيعي قال إن السوداني “مرشحه بالإجماع” ووصفه بأنه “نزيه وكفوء” وقادر على تحمل أعباء المنصب، في وضع سياسي يزداد تعقيدا.
ودأب السوداني مؤخرا على انتقاد الحكومة الحالية، ووصفها بأنها “فاشلة” و”فاسدة” في تغريدات على موقع تويتر”.
مشهد مستمر بالتعقد
ويقول المحلل المقرب من نقاشات تشكيل الحكومة، أمين ناصر، إن “مشكلة الصدريين ليست مع شخص مرشح الإطار التنسيقي محمد شياع بقدر كونها مشكلة كسر عظم مع قادة الإطار”.
وبالتزامن مع دخول الصدريين إلى المنطقة الخضراء، انتشرت صور في مواقع التواصل الاجتماعي تظهر رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، يحمل السلاح بين أفراد من حمايته في شارع غير معروف.
ولم يجب مكتب رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، على أسئلة موقع “الحرة” بشأن حقيقة الصور أو تاريخها، لكنها تأتي أيضا بعد تسريبات صوتية اتهم فيها المالكي بتوجيه كلام لاذع للصدر، ومطالبة من الصدر للمالكي بالتنحي عن المشهد.
وقال ناصر لموقع “الحرة” إن “التيار الصدري نفى أن تكون التظاهرات بتوجيه رسمي من قادته”، وأضاف أن زعامات الصدريين قالوا له إن “التظاهرات ناتجة عن جمهور وتيار كبير يشعر بالغبن والمظلومية وضرورة الاحتجاج على التحاصص والمحسوبية”، كما قال إنها “خطوة ستلحقها خطوات أخرى”.
ولم يرد ممثلو وأعضاء التيار على استفسارات موقع “الحرة” بشأن تظاهرات الأربعاء، لكن المتظاهرين انسحبوا بعد وقت قصير من تغريدة لزعيم التيار، مقتدى الصدر، تدعوهم إلى الانسحاب، وتصف ما حصل بأنه “جرة أذن” وأنه “أرعب الفاسدين”.
وقال ناصر إن “الإطار ماض بترشيح السوداني ودعمه لنيل ثقة البرلمان”، لكنه توقع أن “حكومة السوداني لن تستمر أكثر من عدة أشهر وفق اتفاق يتم العمل عليه حاليا يقضي بترضية لتيار الصدر وتحديد موعد قريب للانتخابات وفق قانون انتخابي جديد ومفوضية جديدة”.