لكل منا في هذه الدنيا شخص يشبهه وربما يشاركه الحمض النووي

النشرة الدولية –

إرم نيوز –

أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يشبهون بعضهم بعضا، لكنهم غير مرتبطين بقرابة عائلية، توجد لديهم أوجه تشابه جينية.

وعرضت الدراسة التي قدمتها شبكة ”سي إن إن“، كيف أن الذين لديهم هذه التشابهات الجينية، كانت لدى العديد منهم أيضًا أوزان متشابهة، وعوامل نمط حياة مماثلة، وسمات سلوكية متقاربة مثل التدخين ومستويات التعليم، ما يعني أن الاختلاف الجيني مرتبط بالمظهر الجسدي، وقد يؤثر أيضًا على بعض العادات والسلوك.

وكانت الدراسة الأكاديمية الإسبانية الأساسية التي نشرها موقع ”Cell“، انطلقت في البحث من أن الوجه البشري هو أحد أكثر السمات المرئية المميزة لهويتنا الفريدة.

لكن الذي أثار اهتمام الباحثين في موضوع تسلسل الحمض النووي، هو ما كشفه توسع شبكة الويب العالمية وإمكانية تبادل صور البشر عبر الكوكب، من وجود أعداد كبيرة من البشر تم تحديدهم عبر الإنترنت على أنهم توائم أو (ثنائي افتراضي)، مع أنه لا علاقة عائلية بينهم.

وبدوره قام فريق البحث بتحديد مجموعة من البشر ”المتشابهين“ بالتفصيل، ممن تم تحديدهم بوساطة خوارزميات التعرف على الوجه، بالاستعانة بتقنيات الملتيميديا.

وقد تبين أن هؤلاء الأفراد المتباعدين عائليا،يتشاركون في أنماط وراثية متشابهة ويختلفون في مطابقة الحمض النووي ومظهر الميكروبيوم،( الفيروسات والبكتيريا والفطريات الصغيرة جدًا التي تعيش في جسم الإنسان)وهي المعايير التي تحكم خصائص قياس الإنسان البشري الأخرى وحتى خصائص الشخصية.

وتنقل ”سي إن إن “ عن الدكتور مانيل إستيلر ، الباحث في معهد جوزيب كاريراس لبحوث اللوكيميا في برشلونة، إسبانيا، إنه في هذا المشروع لم يبحث بين التوائم، إنما اهتم بدراسة الأشخاص الذين يشبهون بعضهم دون أن تكون بينهم صلات فعلية بالعائلة على امتداد ما يقرب من 100 عام.

لذلك لجأ إستيلر إلى الفن للإجابة على سؤال حول العلم. قام هو وزملاؤه بتجنيد 32 شخصًا من ذوي المظهر المتشابه الذين كانوا جزءًا من مشروع صور ”أنا لست شبيهًا!“ للفنان الكندي فرانسوا برونيل.

وطلب الباحثون من الأزواج إجراء اختبار الحمض النووي، قام الأزواج بملء استبيانات حول حياتهم. كما وضع العلماء صورهم من خلال ثلاثة برامج مختلفة للتعرف على الوجه.

ويقول إستيلر: ”من بين الأشخاص الذين جندتهم، حصل 16 زوجًا على درجات مماثلة للتوائم المتطابقة التي تم تحديدها باستخدام نفس البرنامج. بعض الأزواج الـ16 الأخرى بدت متشابهة للعين البشرية، لكن الخوارزمية في برامج التعرف على الوجه استبعدتهم“.

وعند التدقيق في الحمض النووي للمشاركين، تبين أن الأزواج الذين قال برنامج التعرف على الوجه إنهم متشابهون، لديهم العديد من الجينات المشتركة أكثر من الأزواج الـ16 الأخرى. وهو ما وصفه إستيلر بانه شراكة في العديد من المتغيرات الجينية التي ترتبط بطريقة تشكيل الأنف والعين والفم والشفاه وحتى بنية العظام“.

هذه رموز متشابهة، لكنها مجرد صدفة عشوائية“ كما قال إستيلر، الذي أضاف: ”في العالم الآن ، هناك الكثير من الناس لدرجة أن النظام في النهاية ينتج البشر بتسلسلات مماثلة من الحمض النووي. من المحتمل أن هذا كان صحيحًا طوال التاريخ ، لكن الآن مع الإنترنت، أصبح العثور عليها أسهل كثيرًا.“

وتخلص الدراسة إلى استنتاج واحد، وهو أن الواحد منا، على الأقل جسديًا، قد لا يكون فريدًا من نوعه. أو كما قال إستيلر: ”أعتقد أننا ربما معظمنا الآن، لكل واحد منا شخص يشبه، نسخة أخرى منه“.

Back to top button