ذوي الإحتياجات الخاصة!
النشرة الدولية –
الديار – شانتال عاصي –
يشكل ذوي الإحتياجات الخاصة شريحة من المجتمع تعاني من مشاكل صحيّة، جسدية، ذهنية وحتى وراثية، تشكل عائقا أمامهم لناحية ممارسة حياتهم اليومية وخدمة انفسهم بطريقة مستقلة والإندماج في المجتمع بسهولة، او حتى التعلم بالطرق الطبيعية العادية. وهي مشاكل ترافق هؤلاء الأشخاص منذ الولادة، او تصيبهم خلال حياتهم ونذكر منها: متلازمة داون، الصرع، الشلل، الخرس، العمى، المتلازمات الحركية، الصمم، التشوه الخلقي، ضمور العضلات، وغيرها من الأمراض التي تستوجب اهتماما خاصا بهم لناحية الحياة اليومية والشخصية والمجتمعية وحتى الصحية والتعليمية.
نظرة المجتمع لذوي الإحتياجات الخاصة تجنح إلى اعتماد قوالب نمطية سلبية تجاههم ، وتضعهم في خانة «الإعاقة». غير أن التثقيف والتطور الذي اخذ في النمو اطرادا في المجتمعات، شطب هذه الكلمة من قاموس وصف هذه الحالات، ووجه الأنظار للشق الإنساني الإجتماعي والمعنوي لهؤلاء، وأضاء على معاناة شريحة عريضة من المجتمع، قد ينضم إليها أيّ من أفراده في أيّ لحظة عن طريق حادث أو مرض ما ، أو حتى ولادة طفل يعاني من مشاكل صحية او متلازمة معينة.
وينقسم ذوو الإحتياجات الخاصة إلى عدة فئات وهي:
– ذوو الصعوبات التعلمية: وهم الاشخاص الذين يعانون من عجز او فقدان للمهارات التعلمية التي تتمثل بصعوبة الفهم او النطق والكتابة، او حتى ضعف الذاكرة والعجز عن الحفظ وغياب التحليل.
– ذوو المعوقات الحسية (السمعية والبصرية): وهم يعانون ضعف السمع او فقدانه كليا. وهذا ما يؤثر في مرات كثيرة في النطق، أو ضعف السمع او فقدانه، ويكون له وقع على نواح كثيرة في حياتهم من التعلم العادي إلى التنقل العادي او القيام ببعض المهام الحياتية العادية.
– ذوو المعوقات الحركية: وهم من تعرضوا لحوادث او أمراض أفقدتهم القدرة على مشي او الحركة، وقد تكون بعض هذه الحالات امراض منذ الولادة تسببت بالشلل والجمود الحركي.
– ذوو المعوقات الذهنية: يولد بعض الاشخاص بمشاكل ذهنية نتيجة عوامل وراثية او خلل جيني، كمتلازمة داون مثلا وبعض حالات التوحد، وهي تؤثر في نموهم الطبيعي الجسدي والإدراكي، مما يصعب عليهم الإندماج العادي في المؤسسات التعليمية وغالبا ما يحتاجون الى رعاية صحية خاصة.
– ذوو المعوقات الإنفعالية: وهم من سلوكيات عصبية وانفعالية ضارة ومؤذية أحيانا، نتيجة وضع نفسي طارئ او منذ الولادة ، بحيث يعانون من التوتر وسوء المزاج وردات الفعل الإنفعالية العنيفة.
– ذوو المعوقات الصحية: وهم المصابون بأمراض جسدية صحية تؤثر عليهم بشكل عام، وعلى اندماجهم الطبيعي في الحركة والتعلم وغيرها بسبب المرض. ونتائجه وعوارضه.
– ذوو المعوقات المتعددة: وهو ان تجتمع عدة معوقات في آن، كالشلل وفقدان البصر والأمراض الأخرى في وقت واحد.
والجدير بالذكر أن كل هذه الفىات تندرج ضمن أربع مقاييس تحدد شدة هذه الحالات او بساطتها، وهي تتراوح بين بسيطة، متوسطة، شديدة وشديدة جدا. وغالبا ما تكون الحالات البسيطة قابلة للتعلم والإندماج والحركة وإن بمساعدة جزئية وجهد قليل.
لكل فرد من افراد المجتمع مشاكله، فالحياة صراع، والمشاكل وتحديها جزء من هذا الصراع. والمجتمعات الصحيّة السليمة تتمثل بالتكامل وتظافر الجهود للمساعدة على تدعيم أبنائها، لا سيما ذوو الإحتياجات الخاصة او «متحدو الإعاقة» بالدعم التربوي والصحي والمنهحي والتأهيلي والنفسي والوظيفي اللازم، ليعيشوا الحياة بأقل ما يمكن من الصعوبة. تعطى فيها الحالات القابلة للتعلم والإندماج حق الدراسة بالمناهج المناسبة حق التوظيف، وحقّها في ان تكون عنصرا فاعلا في المجتمع لا يقل أبدا عن الأشخاص العاديين. وقد صدرت في هذا الصدد الكثير من الابحاث والتشريعات العالمية التي تحمي حقوق « ذوي الإحتياجات الخاصة»، فقد ورد في المادة الخامسة من صكوك حقوق الإنسان في الأمم المتحدة التالي : «المساواة وعدم التمييز»، بحيث تقر الدول الأطراف بأن جميع الأشخاص متساوون أمام القانون وبمقتضاه، ولهم الحق دون أي تمييز، وعلى قدم المساواة في الحماية والفائدة اللتين يوفرهما القانون.
تحظر الدول الأطراف أي تمييز على أساس الإعاقة وتكفل للأشخاص ذوي الإعاقة الحماية المتساوية والفعالة من التمييز على أي أساس. وعليه فإن القوانين تضمن حقوق هذه الفئات من المجتمع، وتندرج حقوقهم على سبيل الذكر لا الحصر في توفير الرعاية الصحية والعلاجية والتأهيلية، توفير التعليم بالمناهح المتناسبة والمراكز المناسبة، سهولة تنقلهم في المواصلات وفي المباني وغيرها، تكريس حقهم في التوظيف في القطاعين الرسمي والخاص، وتأمين الأمن والأمان النفسي والجسدي لهم.
أما في بلاد تفتقد لأدنى مقومات حقوق الإنسان, تفتقد شريحة كبيرة من المجتمع ومن بينهم ذوي الإحتياجات الحد الأدنى من الحقوق، في واقع مزدحم بالتهميش والظلم. لماذا؟ وإلى متى؟…. حكاية تطول.