ديموقراطيون ولكن
بقلم: الجازي طارق السنافي
النشرة الدولية –
الديموقراطية وسيلة لتنظيم الشعوب، وتسهيل الحياة، فعرّفت على أنها سلطة الأغلبية من الشعب، فكما وصفها إبراهام لينكولن (1861 – 1865): الديموقراطية هي ولادة جديدة للحرية، هي حكم الشعب للشعب من الشعب «Of the people by the people for the people».
صوريا، يستطيع أي مجنس أو شخص من عامة الناس الترشح في دول الغرب، ولكن فعليا من يفوز هم «النخبة» المنتقاة فقط، فالديموقراطيون يرون بأنه من الممكن إبداء الرأي والمشاركة ولكن من الصعب تطبيق الديموقراطية المطلقة على أرض الواقع، فهم يعرفون جيدا أن الديموقراطية ليست مطلقة، أي أن حكم الشعب أو سلطة الشعب ليست مطلقة، وأن اختيار الشعب ليس مطلقا، وأن رأي الشعب يجب ألا يكون مطلقا أيضا، وهذا يعني أن للديموقراطية حدودها وقوانينها.
ومع ذلك في غالب الأحيان يعتقد كثير من الديموقراطيين ـ في مختلف دول العالم ـ أن مفهوم الديموقراطية يعني رأيا دون حد، وكلمة دون ردع، ولسانا دون لجم، وهجوما دون حساب، وتطاولا دون حد، وقذفا دون رد. فوصل الأمر بهم للشتم والتخوين والسب والقذف، فالتفرقة والمعاداة والعداوة، وهذا المفهوم الخاطئ جعل تطبيق العملية الديموقراطية خاطئا، فتغير مفهومها عند البعض حتى وصل بهم المطاف إلى أن يفضلوا الأنظمة الأخرى مثل حكم الفرد، وحكم النخبة فقط على حكم الشعب أو حكم الأغلبية من الشعب.
وعلى الرغم من كل ذلك يجب ألا ننسى أن الديموقراطية تعني أيضا احترام الرأي والرأي الآخر، والاستماع للآخرين ونبذ الخلاف والارتقاء بالنفس والتعايش مع الآخرين باختلافاتهم، واحترام الأقليات واحترام الدستور والابتعاد عن الصراعات والخلافات التي لا تجدي.