الفنان التشكيلي جاد زيتوني: أتحدّى نفسي من خلال الرسم

لوحاته تمزج بين الفنّ المعاصر والفنّ الكلاسيكي

النشرة الدولية –

نداء الوطن – ريتا ابراهيم فريد –

من خلفية دراسية علمية بحتة، توجّه نحو الفنّ وتعلّم تقنيات الرسم بنفسه، مرتكزاً على موهبته. وكونه يعشق التحدّي، شارك في مسابقة للرسم، في محاولة منه لقياس المستوى الذي وصل إليه مقارنة مع رسامين محترفين، فنال جائزة World Art Collector. الطبيعة منزله الثاني. يرافقها في مختلف فصولها ويجسّدها على طريقته في لوحات خاصة. الرسام والفنان التشكيلي الشاب جاد زيتوني تحدّث لـ”نداء الوطن” عن موهبته التي طوّرها بنفسه وعن الأسلوب التجريبي الذي يعتمده.

لم تدخل الى معهد للرسم، بل تعلّمت تقنياته بنفسك. ما هي الصعوبات التي تواجه الفنان الذي يطوّر موهبته بنفسه؟

بالنسبة لي، لم يشكّل الأمر صعوبةً بقدر ما كان نوعاً من التحدّي. فأنا أحبّ الرسم، لذلك كان التحدّي بيني وبين نفسي من أجل تقديم عمل يتشابه بالمستوى مع أعمال الفنانين المحترفين، أو أولئك الذين تابعوا دروسهم الفنية في المعاهد والجامعات. قد تكمن الصعوبة في التقاط بعض التقنيات التي تتطلّب شرحاً، والتي يحتاج الرسام الى تعلّمها. لذلك عليه أن يقوم بالكثير من التجارب كي ينجح في التمكّن منها. لكن تبقى الموهبة هي الأساس، وعلى الفنان أن يعمل على تطويرها ضمن مراحل عدّة.

لوحة You won’t see me fall apart

أنت تعتمد الأسلوب التجريبي في الرسم. هل ترى أنّه يمنح مجالاً أكبر للإبداع كونه يحرّر الفنان من القيود؟

صحيح، أنا أحاول نوعاً ما أن أتميّز من خلال هذا الأسلوب التجريبي الذي أعتمده، والذي يفرض على رسوماتي أن تمرّ بمراحل عدّة قبل الوصول الى المرحلة الأخيرة التي تصبح فيها لوحة مكتملة. هذا الأسلوب يعطيني حرية الإختيار، والحرية تؤدّي بلا شكّ الى الإبداع.

تتميّز بالرسم على الخشب بالألوان. لماذا اخترت هذه التقنية؟

سطح الخشب كما نعلم صلب وقاسٍ. وذلك سمح لي أن أعتمد تقنية معيّنة ترتكز على طبقات عدّة من الألوان، وتمهّد بالتالي كي تظهر لوحاتي بمنحى ثلاثي الأبعاد. قد تكون هذه التقنية أصعب وتستغرق وقتاَ أكثر، لكنّ الأصعب بالنسبة لي هو ما أحبّه في عملي، والذي يتيح لي أن أتميّز في أسلوب اكتشفته بنفسي من خلال التجريب.

وماذا عن تركيزك على رسم الأجساد، التي تظهر في عدد لا بأس به من لوحاتك؟

هناك الكثير من اللوحات الشهيرة في عصور سابقة لرسامين كبار، كانت مصدر إلهام لي، وكانت تتضمّن شخصيات عارية أو نصف عارية. وهذا أمر قد يلجأ إليه الفنان في سياق إظهار الجسد بطريقة فنية وتعبيرية، أكثر منها جنسية أو إيحائية.

لوحة Mirror Selfie

من لوحاتك اللافتة أيضاً أنك ترسم نفسك، أو ترسم انعكاساً لصورتك في المرآة وأنت تلتقط السيلفي. ما الرسالة من ذلك؟

بالفعل، بدأتُ العمل على سلسلة من اللوحات التي أرسم فيها نفسي، في محاولة مني للمزج بين الفنّ المعاصر والفنّ الكلاسيكي المتعارف عليه. كما حاولتُ من خلالها أن أقدّم عملاً يحمل أبعاداً نفسية. فتقنية “السيلفي” عبر الكاميرا تعكس تأثير المشاعر والأحاسيس وكيف نرى أنفسنا في الصورة، لكنها تعطي معاني مختلفة للفكرة من خلال الرسم.

رسمت سلسلة لوحات بعنوان seconds after the blast عن انفجار مرفأ بيروت. كيف تصف مشاعرك في حينها؟

رغم أنّ هذه السلسلة تتناول موضوع الانفجار، إلا أنّ الألوان المعتمدة فيها هي ألوان نابضة بالحياة. كنت أرغب من خلالها أن أؤكّد أنّه بالرغم من كل هذه الفوضى، هناك أمل مقبل بعد الأزمات والشدائد. مع الإشارة الى أنّ طبيعة ريشتي تغيّرت بعد انفجار بيروت، حيث باتت أقسى وتتخلّلها ملامح حزن. على أمل أن نتعافى من هذا الجرح مع مرور الوقت.

بدأت منذ فترة اعتماد أسلوب الفيديو للتسويق لأعمالك عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كيف ساعد ذلك على تغيير النمط التفاعلي مع اللوحات؟

أحببتُ أن أكون مُخرجاً للوحات التي أرسمها، وأن أعكس الميل الإخراجي الموجود في داخلي، حيث أني أرغب في أن أكون مخرجاً من حين الى آخر. فكرة انتشار ما يُعرف بالـreels على مواقع التواصل الاجتماعي أتاحت لي أن أحقّق رغبتي وأن أكون مخرجاً على مقياس صغير وأن أقدّم محتوى مختلفاً بعض الشيء. وكان الهدف أن يعتاد متابعو صفحاتي على رؤية مشاهد متحرّكة أكثر من لوحات ثابتة، لأنّ ذلك يفتح المجال أمام تفاعل أكبر. في المقابل، يمكنهم مشاهدة اللوحات الثابتة كما هي، في المعارض التي أقيمها.

زر الذهاب إلى الأعلى