هكذا رددنا التحية
بقلم: أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

لا يختلف اثنان على اننا في الكويت عشنا انتخابات استثنائية، على الاقل لم نشهد مثلها خلال السنوات العشرين الاخيرة، فكانت اكثر انتخابات نزيهة وشفافة، بينما كان واضحا ان الناخبين ينشدون الاصلاح والتغيير، منذ لحظة اعلان حل المجلس السابق.

 

النتائج التي عكست ما يريده الشعب جاءت لتؤكد الخطاب السامي بأن تصحيح المسار هو بالعودة للشعب، والمشاركة الجميلة من الناخبين جاءت ردا جميلا على ذاك الخطاب التاريخي الذي يليق بقيادة حكيمة انعم الله بها علينا.

 

وجاءت الانتخابات، محملة بنسبة تغيير تصل الى %54، وكأن الناس ذهبوا الخميس الماضي الى صناديق الاقتراع وهم يحملون معهم شهادة الجنسية والبطاقة المدنية.. والارادة للتغيير.

 

ولعل اكثر ما يثلج الصدر في هذه الانتخابات، عودة المرأة الى قاعة عبدالله السالم، ليكتمل عقد الديموقراطية، بعد ان غابت عنه لمدة عامين، ليصبح لدينا نائبتان في البرلمان، نتأمل ان تكونا جزءا من المسار التصحيحي في المجلس، وان تسعيا لعكس صورة ايجابية عن مشاركة المرأة الكويتية في المشهد السياسي.

 

ولعل من اللافت ان نرى وجوها شابه عديدة، تخوض الانتخابات للمرة الاولى وتفوز بمقعد، بل وتحقق مراتب متقدمة، لتأتي الارقام التي حصلوا عليها خير شاهد على ان الناس يبحثون عن الامل، ويدعمون الشباب الوطني المخلص، وملّوا من الشعارات السابقة، وينشدون التغيير.. فكان الشباب عنوان تغييرهم.

 

ولا يختلف اثنان على ان موضي المطيري، كانت مفاجأة هذه الانتخابات، فموضي بحصدها اكثر من ثلاثة الاف صوت في دائرة قبلية، كالدائرة الرابعة، ووسط منافسة شرسة من مرشحين من قبيلتها نفسها، وذوي تاريخ اطول في الانتخابات، كان حصولها على هذا الرقم بمنزلة فوز فعلي، حققته موضي منفردة.. بلا دعم، ولا تيار، لتكون الصوت النسائي المستقل الذي خاض الانتخابات ليثبت ان المرأة قوة انتخابية لا يستهان بها.

 

ولعل موضي، ستكون هي البوابة لاصلاح انتخابي مقبل، فالنقاشات التي لحقت اعلان النتائج بسبب رقم الاصوات التي حصلت عليها موضي، قد تكون البوابة لمطالبات بتعديل على قانون الانتخابات، واعادة جدولة الدوائر، فتكون موضي هي التي ستترك بصمة في التاريخ السياسي الكويتي.

 

فكون موضي حصلت على ثلاثة الاف صوت ولكنها لم تفز في الدائرة الرابعة، بينما كان يمكن ان تفوز بالرقم نفسه في دوائر اخرى كالاولى والثانية والثالثة، بسبب تقسيمة الدوائر وعدم توزيع عددي عادل للناخبين في كل دائرة، فتح الباب للمطالبة باعادة جدولة انتخابية للدوائر والناخبين، فكانت اصوات موضي شرارة المطالبة، بينما يبقى التساؤل هل ستقود هذه المطالبات الى تعديل فعلي في الدوائر ام لا؟.

 

ومهما كانت النتائج، ومهما تكن الظروف المحيطة، الا ان الجميع يتفق على ان الكويت تقدم مشهدا ديموقراطيا نادرا عربيا، فالجميع متمسك بالدستور الذي كفل هذه الديموقراطية، والقيادة السياسية الحكيمة التي انعم الله بها علينا.

 

ولا يسعني في الختام، سوى ان ارجو ان تكون الحكومة المقبلة، على قدر الامل بالتغيير الذي ينشده الشعب، مع الاحتفاظ بالكفاءات من الحكومة الحالية.

زر الذهاب إلى الأعلى