سكان العاصمة الكولومبية يفكون زحمة الطرقات بالدراجات الهوائية… تضم أكبر شبكة للدراجات في أميركا اللاتينية

النشرة الدولية –

يتزايد إقبال سكان بوغوتا البالغ عددهم ثمانية ملايين على استخدام الدراجات الهوائية، إذ تشكّل بالنسبة إليهم الوسيلة الأنسب للتنقل في عاصمتهم التي تُعتبر من أكثر المدن الكبرى ازدحاماً في العالم.

ويشير ريكاردو بويتراغو الذي يعمل في مجال تصليح الدراجات الهوائية والمقيم في العاصمة الكولومبية منذ ست سنوات، إلى أنّ نحو 10 آلاف دراجة هوائية تمرّ يومياً في بوغوتا.

وتقول ماريا إليس التي تعتمد وسيلة النقل هذه “وصولي إلى مركز عملي بالسيارة يستغرق نحو الساعة ونصف الساعة رغم أنّ منزلي ليس بعيدأً، أما بالدراجة الهوائية فأحتاج إلى 25 دقيقة فقط للوصول، لذا أرى أنّ وسيلة النقل هذه أفضل بكثير!”.

ويتردد سكان بوغوتا في استخدام سياراتهم كل مرة يرغبون فيها بالخروج من منازلهم، إذ قد يستغرق عبور خلال وقت الذروة مثلاً نحو ثلاث ساعات، وهو ما يُعدّ جحيماً لهم.

وتشير بلدية العاصمة إلى أنّ الدراجات الهوائية كانت تُستخدم عام 2019 في 880 ألف رحلة يومية، أي في نحو 7 في المئة من مجمل التنقلات في العاصمة.

بوغوتا تضم حاليا 593 كيلومتراً من الممرات المخصصة للدراجات الهوائية، وتسعى للوصول إلى 800 كيلومتر في يونيو 2024

ويوضح مؤسس منظمة “ديسباسيو” غير الحكومية المؤيدة لوسائل النقل الصديقة للبيئة كارلوس فيليبه باردو أنّ “13 في المئة من عمليات التنقّل كانت تجري عبر الدراجات الهوائية خلال جائحة كورونا”.

وكانت العاصمة إحدى أولى المدن التي أنشأت مسارات مؤقتة للدراجات الهوائية بهدف ضمان عمليات تنقّل تحترم إجراءات التباعد الاجتماعي. وجرى اعتماد هذا الحل في مناطق ومدن عدة بينها باريس.

وتشير المسؤولة عن التنقّل في بوغوتا أفيلا مورينو إلى أنّ العاصمة الكولومبية أصبحت تضم حالياً 593 كيلومتراً من الممرات المخصصة للدراجات الهوائية، وهو ما يشكل أكبر شبكة للدراجات في أميركا اللاتينية، مضيفةً “نسعى للوصول إلى 800 كيلومتر في يونيو 2024”.

ويجري فصل هذه المسارات عن الطرق بحواجز بلاستيكية بسيطة أو جذوع أشجار، ومع أنّ هذه الوسائل ليست كلها بحال جيدة إلا أنّها موجودة على الأقل.

وتُعتبر الدراجات الهوائية وسيلة نقل اقتصادية وذات موثوقية في كولومبيا التي بالكاد يصل الحد الأدنى للأجور فيها إلى 220 دولاراً شهرياً.

ويشير باردو إلى أنّ “سكان بوغوتا يرون في الدراجة الهوائية وسيلة عمليّة للتنقّل”، بالإضافة إلى أنها غير مكلفة للمنتمين إلى الطبقة الفقيرة.

وتلفت أفيلا مورينو إلى أنّ “عدداً كبيراً من الأشخاص يعتبرون أنّ الدراجة الهوائية تمثل وسيلة نقل اقتصادية وتجنّبهم اعتماد وسائل النقل العام”. فبيدرو كويمبايا (53 عاماً) مثلاً يوفّر يومياً من خلال اعتماده دراجته الهوائية “150 ألف بيزو (35 دولاراً) شهرياً” كان سيدفعها لو استخدم الحافلات.

إلا أنّ إحدى سلبيات الدراجة الهوائية تتمثل في خطر وقوع حوادث تصادم. وتقول إليس “خلال الفترة الأكثر نشاطاً، تكون حركة المرور كثيفة جداً والدراجات تسير بأعداد كبيرة والمسار مكتظ، لذا ينبغي على سائقي الدراجات الهوائية توخي الحذر”.

وخلال النصف الأول من عام 2022، لقي خمسون راكب دراجات هوائية حتفهم نتيجة حوادث تعرضوا لها في بوغوتا.

ويشير بيدرو كويمبايا إلى خطر آخر ينطوي عليه استخدام الدراجات الهوائية ويتمثل في السرقات، لافتاً بذلك إلى مشكلة انعدام الأمن في العاصمة.

وتعرض كويمبايا إلى “أربع أو خمس اعتداءات”، كما سرقت “إحدى العصابات” دراجته التي تبلغ قيمتها 270 دولاراً، أي أكثر من راتب شهر كامل.

وتغذّي إعادة بيع الدراجات الهوائية المسروقة سوقاً سوداء كبيرة. ورصدت البلدية عام 2020 سرقة 10856 دراجة هوائية، وهو رقم يشهد تزايداً مستمراً.

ويقول كارلوس فيليبه باردو “ينبغي العمل على البنى التحتية لكن على سائقي السيارات أن يتمتعوا بوعي كافٍ أيضاً، وينبغي تعزيز الأمن لمنع السرقات بالإضافة إلى اعتماد المزيد من القواعد والقوانين”، مضيفاً أنّ “بوغوتا أحرزت تقدماً في مختلف المجالات لكن عليها أن تجري المزيد من التحسينات”.

وتؤكد أفيلا مورينو أنّ “إمكانات المدينة هائلة”، مضيفةً أنّ “عملية التطوير تجري على مراحل متتالية على غرار ما مرّت به مدن كبيرة ككوبنهاغن مثلاً”.

زر الذهاب إلى الأعلى