هل أثر ترامب على حظوظ الجمهوريين في الانتخابات؟
النشرة الدولية –
الحرة –
تكشفت النتائج الأولية للانتخابات النصفية الأميركية عن خسائر لمرشحين جمهوريين يحظون بدعم الرئيس السابق، دونالد ترامب.
ووصفت باحثة أميركية تحدثث لموقع “الحرة” ليلة الانتخابات بأنها “ليلة سيئة” بالنسبة للرئيس السابق، وزعم تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” أن انتخابات 2022 تبدو وكأنها “كارثة متنامية” لترامب.
وفي النتيجة، خابت توقعات الجمهوريين عموما الذين توقعوا أن يكتسح “مد أحمر” صناديق الاقتراع، ويضمن لهم أغلبية المقاعد في مجلسي النواب والشيوخ.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فقد “اعترف الجمهوريون بأن ليلة الانتخابات كانت مخيبة للآمال”، وتورد الصحيفة تصريحا للسناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، الحليف المقرب من ترامب، قال فيه لشبكة أن بي سي نيوز: “بالتأكيد هذه ليست موجة جمهورية، هذا أمر مؤكد”.
وتقول واشنطن بوست إن ترامب “قدم أجندته الشخصية على أجندة الحزب” في الحملات التي شارك فيها لدعم مرشحين جمهوريين. فهو “لم يخف”، بحسب الصحيفة، اهتمامه بمصيره السياسي حتى في الأيام الأخيرة قبل الانتخابات، في وقت كان الجمهوريون يسعون إلى الفوز بالأغلبية.
المحللة السياسية الأميركية المحافظة، كارلين بومان، تؤكد في حديث لموقع “الحرة” أن النتائج حتى الآن، لا تبدو في صالح الترامب والمرشحين الذين دعمهم.
وتقول بومان، الزميلة في معهد أميركان إنتربرايز، إنه بصفة عامة يتجه أغلب من دعمهم ترامب إلى الخسارة، مشيرة إلى أن الرئيس السابق لم يخصص الكثير من المال لدعم حملاتهم.
وتلفت “واشنطن بوست” إلى أن ظهور النتائج لا يزال متواصلا ولم تكتمل بعد، لكن من المحتمل أن ترامب كلف الحزب الجمهوري أغلبية مجلس الشيوخ.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز “رغم أن المنافسة متقاربة جدا في عدد من الويات الحاسمة، كان من الواضح أنه لن تكون هناك موجة حمراء عملاقة كان ترامب قد أمضى هو ومؤيدون أسابيع في التعهد لإحداثها”.
وتلقى الحزب الجمهوري ضربة في ولاية بنسلفانيا بعد خسارة منصب الحاكم في الولاية التي تعد حجر الأساس في الانتخابات النصفية. وحاكم ولاية بنسلفانيا هو الذي يعين سكرتير الولاية.
وفشل، دوغ ماستريانو، المرشح الجمهوري لمنصب حاكم بنسلفانيا في الفوز على الديمقراطي، جوش شابيرو.
وماستريانو هو واحد أكثر السياسيين المدعومين من ترامب إثارة للجدل.
هل أضر دعم ترامب بالمرشحين؟
بالنسبة للمحللة بومان فإن ارتباط هؤلاء المرشحين بالرئيس السابق “أضر بهم كثيرا” في العديد من المناطق.
وتقول بومان لموقع “الحرة” إن أغلب هؤلاء المرشحين “ربما لم يكونوا ليتجاوزوا الأدوار التمهيدية من دون دعم ترامب”، لأن أغلبهم “ليسوا مؤهلين لتولي المنصب”، بحسب تعبيرها.
وأيد ترامب المرشحين الجمهوريين “المتطرفين” لمنصب حاكم الولاية، تيودور ديكسون، في ميشيغان، ودوغ ماستريانو، في بنسلفانيا. وقد تسبب كلاهما في تكبيد الحزب الجمهوري منصب الحاكم في ولايات كان يمكن الفوز بها.
وتخلف ديكسون بفارق ثماني نقاط في وقت مبكر من صباح الأربعاء، وخسر ماستريانو بفارق نقطتين، كما خسر الجمهوري، تيم ميشيلز، في ويسكونسن بفارق أربع نقاط كانت متوقعة آنذاك.
ويرفض، دوغ باندو، كبير الباحثين في معهد كانو، إلقاء مسؤولية هزيمة بعض المرشحين الجمهوريين على عاتق ترامب، وقال في حديث لموقع “الحرة” إن مرشحي ترامب عانوا في الانتخابات لأنهم كانوا “سيئين”، بحسب تعبيره.
ويشير دوغ إلى المرشح الجمهوري المقرب من ترامب، محمت أوز، الذي خسر السباق، قائلا إن “أوز” عاش في نيو جيرسي وروج لـ “علاجات” مشكوك فيها على شاشة التلفزيون، بحسب تعبيره.
ويقر دوغ أن العديد من الجمهوريين، وخاصة في مناطق الضواحي، لا يعجبهم ترامب، ولم يثقوا في المرشحين الذين دعمهم.
وتخلص “نيويورك تايمز” أن أسلوب ترامب السياسي، ومنذ مجيئه عام 2016، تسبب في أضرار جانبية لزملائه المحافظين.
وتقول مجلة “بوليتكو” إن صداعا آخر ينتظر ترامب بعد الانتخابات، وهو المشاكل القضائية التي تواجهه، ومع النتائج المخيبة للجمهوريين يحصل الديمقراطيين على مزيد من السلطة لممارسة النفوذ في تلك التحقيقات وإحباط الجهود الجمهورية للالتفاف حولها.
وأشاد الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء، بانتخابات منتصف الولاية التي نُظّمت الثلاثاء في الولايات المتحدة، ووصفها بأنها “يوم جيد للديموقراطية” بعدما نجح معسكره في الحد من الأضرار على الرغم من أن التوقّعات كانت تفيد بتقدّم الجمهوريين على الديموقراطيين في مجلس النواب.