احذروا شرورها.. واقطعوا جذورها
أحمد الصراف

النشرة الدولية –

منذ تأسيس حركة الإخوان المسلمين عام 1928 واللغط الشديد والشبهات القوية تدور حول ظروف تأسيسها، ودور البريطانيين في تمويلها، وما نشب من خلافات بين مؤسسيها وحسن الساعاتي، أو حسن البنا، الذي استولى على قيادة الحركة، وكل اللغط الذي دار ولا يزال حول حقيقة أصوله.

في كتاب بعنوان «شهادة المؤسس الحقيقي للإخوان ضدهم» للكاتب محمد صالح السبتي، أورد مقالات كتبها أحمد السكري، الذي يعتقد أنه المؤسس الحقيقي لتنظيم الإخوان، والمعارض الأول والأكبر للبنا بعدها، ذكر فيها السكري الأسباب التي دفعت البنا إلى فصله عن التنظيم، ومن منصب الأمين العام، ولأسباب شخصية تتعلق بدكتاتورية البنا، كغيره من الزعماء الدينيين، لاعتقادهم بأنهم «ظل الله» على الأرض. كما كان إصرار البنا على إقحام الإخوان في السياسة سبباً آخر، حيث دخلها البنا وفشل في أن يصبح شيئاً في السياسة، حتى مقتله!

***

يعتقد بعض المراقبين أن بداية نهاية «تنظيم السيفين الإرهابي» قد حلت، على الرغم من كل ما يمتلكه من انتشار وقوة عددية ومالية. ففي مصر، معقله الأكبر الذي فقده، يحاول جاهداً فتح ثغرة للتواصل مع القيادة، بعد كل الشتائم والخيانة التي ألصقها بالنظام، وهذا أكبر دليل على وصوليته وكذبه.

وبمناسبة الانتخابات النيابية الأخيرة في الكويت، قامت جهات معادية للإخوان بإعادة بث مقابلات وتصريحات لكبارهم في الكويت، والتركيز على كم الكذب والدجل اللذين تضمنتهما خطبهم وتصريحاتهم وتقلب مواقفهم، ومدى خطورة وصولهم للبرلمان، فقد شاركوا في كل انتخابات منذ ستينيات القرن الماضي، ولم نرَ منهم غير التضييق على الحريات، وكان آخرها توقيع من يمثلهم على وثيقة العار.

وفي تطور متوقع قام المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا قبل أيام بطرد ممثلي الإخوان من عضوية المجلس، وفي مقدمتها المركز الإسلامي في ميونخ واتحاد الطلبة التابع لهم، وجردوا المدعو «إ. الزيات» من مناصبه داخل الاتحاد، وسبق ذلك قيام السلطات الألمانية بإسقاط عضوية «التجمع الإسلامي الألماني»، الإخوانية، التي تصنفها الدولة بأنها إرهابية. علما بأن تاريخ تغلغل الإخوان في ألمانيا يعود إلى عام 1959 على يد صهر البنا سعيد رمضان، والد طارق رمضان، الذي أدين بأكثر من جريمة اعتداء وتحرش جنسي في فرنسا وألمانيا، واختفى عن الأضواء!

ووفق المعلومات التي تكشفت، فإن القيادي الإخواني إبراهيم الزيات، كان له دور بارز في الإشراف على منظمات الإخوان بألمانيا كلها. وزاد نفوذه بعد زواجه بابنة شقيق نجم الدين أربكان، مؤسس حزب الرفاه التركي، وأنشأ مع بعض معاونيه ما يسمى المجلس الأوروبي للفتوى والأبحاث كمصدر للفتاوى الدينية للمسلمين في أوروبا، ووسيلة للتغطية الدينية لعمليات جمع أموال الزكاة.

ووصفت السلطات الألمانية إبراهيم بأنه المسؤول الأول للتنظيم الدولي للإخوان في ألمانيا، والمسؤول عن التمويل للأنشطة المتعددة وجمع الثروات للتنظيم، وأسمته «وزير مالية الإخوان»!

لقد سبق أن نبهنا وحذرنا من تغلغل ممثلي تيار الإخوان المسلمين في السياسة، فولاء هؤلاء لتنظيمهم ومرشدهم ولقسمهم، وليس للكويت، لا قيادة ولا وطناً!

 

زر الذهاب إلى الأعلى