طالبان تستخدم النساء للضغط على العالم… حرمت الأفغانيات من التعليم الجامعي

النشرة الدولية –

الحرة –

كانت الفتيات في أفغانستان يتحضرن للذهاب إلى مدارسهن الثانوية والجامعات، حينما أصدرت طالبان، الحركة المتشددة التي تسيطر على البلاد، قرارا بمنع تعليم الفتيات في المراحل التي تلي الدراسة الابتدائية، في أحدث خطوة من سلسلة قرارات استهدفت النساء.

وقالت رسالة نشرتها وزارة التعليم الأفغانية إن القرار اتخذ في اجتماع لمجلس الوزراء وأن الأمر سيدخل حيز التنفيذ على الفور.

ومنعت الفتيات من العودة إلى المدارس الثانوية في مارس، بعد أن أمرت طالبان بإغلاق مدارس الفتيات بعد ساعات فقط من الموعد المقرر لإعادة فتحها بعد أشهر من الإغلاق الذي فرض بعد استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس 2021.

ودانت الولايات الولايات المتحدة “قرار طالبان الذي لا يمكن الدفاع عنه بحظر النساء من الجامعات”، وفق ما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، نيد برايس، خلال مؤتمر صحفي، الثلاثاء.

وقال إن قرار طالبان الأخير “سيكون له عواقب وخيمة على طالبان وسيزيد من نفور طالبان من المجتمع الدولي ويحرمها من الشرعية التي تريدها”.

وانتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش الحظر ، الثلاثاء، ووصفته بأنه “قرار مخجل ينتهك حق النساء والفتيات في التعليم في أفغانستان”.

وقالت المنظمة في بيان “طالبان توضح كل يوم أنها لا تحترم الحقوق الأساسية للأفغان وخاصة النساء”.

وتقول المستشارة الأميركية في الشؤون الجيوسياسية لحكومة الولايات المتحدة، وخبيرة شؤون الشرق الأوسط وغرب آسيا، باتريشيا ديجينارو، إن طالبان “تحاول إرسال رسائل معينة” من خلال قرارها الأخير.

وتضيف ديجينارو في حديث لموقع “الحرة” أن طالبان “تبحث عن اهتمام المجتمع الدولي، وتحاول لفت نظره، ونظر الولايات المتحدة” من خلال مثل هذه القرارات.

وتقترح المستشارة طريقتين يمكن لواشنطن من خلالهما التعامل مع هذا القرار، الأولى هي أن “تحاول واشنطن أن البدء بعمل علاقات الدبلوماسية مع طالبان، لكن بخطوات صغيرة، وليس اعترافا كاملا”.

وتضيف أن “التفاهمات الدبلوماسية أو الحديث المباشر سيكون مهما للوصول إلى فهم أفضل”.

والطريقة الثانية، بحسب ديجينارو هي “إيجاد طريقة لتحرير جزء من الأرصدة الأفغانية التي جمدتها واشنطن”.

وتقول المستشارة إن هذا التجميد “يؤذي الأفغان، وهناك جوع ونقص كبير في الموارد”، مضيفة “أعتقد أن هاتين الطريقتين ستمكنان واشنطن ربما من التأثير على جزء من منظومة صناعة القرار الأفغاني”.

وتتابع ديجينارو أنه “بدون أفضلية ما، لا يمكنك التأثير كثيرا على قرارات الآخرين، والولايات المتحدة تمتلك أفضلية اقتصادية ومالية في هذا الصدد”.

وتضيف أن “هذا ما أعتقد أن طالبان تريده، لأن هذه الرسائل من طالبان تعني رسائل من طالبان بأنهم يريدون انتباه المجتمع الدولي، والرسالة الثانية تقول إنهم منفتحون على إيجاد تفاهم”.

وبالتزامن مع قرار التعليم، أفرجت حركة طالبان، الثلاثاء، عن أميركيين اثنين كانا محتجزين في أفغانستان، أحدهما إيفور شيرر، وهو مخرج أفلام مستقل كان محتجزا منذ أغسطس، وفقا لشخص مطلع على الإفراج تحدث لصحيفة نيويورك تايمز.

ولم تؤكد إدارة بايدن اسم أي من الأميركيين، لكن مسؤولا في الإدارة، تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته، قال إن الاثنين نقلا بأمان إلى قطر وكانا في طريقهما إلى لم شملهما مع عائلتيهما.

وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن الإفراج لم يكن جزءا من تبادل للسجناء، وأنه لم يتم دفع أي أموال للإفراج عن الأميركيين. وقال إنها تبدو “بادرة حسن نية” من جانب طالبان.

وألقي القبض على شيرر مع منتجه الأفغاني، فيض الله فايزبخش، خلال الصيف بينما كانا يصوران بالقرب من موقع غارة بطائرة بدون طيار قتلت زعيم القاعدة، أيمن الظواهري، وفقا للجنة حماية الصحفيين، وهي هيئة لمراقبة وسائل الإعلام.

وقالت المجموعة إنها لا تملك معلومات حول ما إذا كان السيد فايزبخش لا يزال محتجزا.

قالت وزارة الخارجية الأميركية في مارس أن إغلاق المدارس الثانوية أمام الفتيات في مارس كان له “تأثير كبير” على مشاركة الولايات المتحدة مع ممثلي طالبان.

وكرر السفير الأميركي، روبرت وود، الممثل المناوب للشؤون السياسية الخاصة، في وقت سابق تلك الانتقادات، وقال في مؤتمر صحفي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إن “طالبان لا يمكن أن تتوقع أن تكون عضوا شرعيا في المجتمع الدولي حتى تحترم حقوق جميع الأفغان، وخاصة حقوق الإنسان والحريات الأساسية للنساء والفتيات”.

وتعاملت طالبان، التي حكمت أفغانستان من عام 1996 حتى عام 2001، عندما أجبرها الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على ترك السلطة، النساء تاريخيا كمواطنات من الدرجة الثانية، وعرضتهن للعنف والزواج القسري ووجود شبه غير مرئي في البلاد.

وأدت قيود على حركة النساء وملبسهن في إيران إلى تظاهرات مستمرة، قادتها النساء، لكن الأوضاع في أفغانستان تبدو أكثر قتامة حتى الآن.

وتقول المستشارة الأميركية ديجينارو في حديثها لموقع “الحرة” إن “الوضعية في إيران مختلفة، حيث النساء لديهن مستويات مختلفة من القوة لا تمتلكها النساء الافغانيات”.

وأضافت قولها: “تذهب الايرانيات إلى المدرسة والعمل ويقدن السيارات بينما الأفغانيات وضعهن مختلف، ومع هذا كان الوضع خطرا على الإيرانيات واعتقد أن الوضع سيكون أكثر خطورة على الأفغانيات” إذا قررن الخروج للاحتجاج.

وبعد الاستيلاء على السلطة في أفغانستان العام الماضي، حاولت طالبان إظهار صورة أكثر اعتدالا لكسب الدعم الدولي.

ولكن في حين قدمت طالبان وعودا عديدة للمجتمع الدولي بأنها ستحمي حقوق النساء والفتيات، فإنها تفعل العكس، وتضيق الخناق بشكل منهجي على حقوقهن وحرياتهن.

ولم تعد النساء في أفغانستان قادرات على العمل في معظم القطاعات، ويحتجن إلى ولي أمر ذكر للسفر لمسافات طويلة، وأمرن بتغطية وجوههن في الأماكن العامة.

وفي نوفمبر منعت النساء الأفغانيات من دخول مدن الملاهي في كابول حيث أعلنت الحكومة قيودا على قدرة النساء على الوصول إلى الحدائق العامة، وفقا لرويترز.

ونقلت صحيفة الغارديان عن معلمات أفغانيات قولهن إن طالباتهن في حالة “ذهول”.

وروت معلمة سمت نفسها مينا (اسم مستعار) للصحيفة قصص طالبات لهن منعن من الالتحاق بالجامعة.

وقالت مينا، التي كانت هي نفسها في الجامعة عندما استولت طالبان على السلطة آخر مرة في أواخر التسعينات، أنها يمكن أن تفهم جيدا مخاوف طلابها، مضيفة “لقد فقدت سنوات عديدة من تعليمي في المرة الأخيرة التي كانوا فيها في السلطة، وفي اليوم الذي استولت فيه طالبان على كابول، عرفت أنهم سيمنعون الفتيات من دخول الجامعة.

وقالت “قد يبدون وكأنهم مجموعة مختلفة بهواتفهم الذكية وحساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي وسياراتهم الجميلة، لكنهم نفس طالبان التي حرمتني من التعليم وتقتل الآن مستقبل طلابي”.

وقالت الأستاذة، مانيزا رامزي، وهي ناشطة في مجال حقوق الطفل في المنفى، إنها تلقت رسائل مذعورة من طالباتها، مضيفة للصحيفة “إنهم خائفون ومرعوبون، وينظرون إلى مستقبل ميؤوس منه”.

وقالت إن النساء الأفغانيات تعرضن لأشهر من القيود المشددة بشكل متزايد، لكن الكثيرات منهن ما زلن يأملن في أن يظل التعليم متاحا.

ويأتي الحظر المفروض على التعليم العالي بعد أقل من ثلاثة أشهر من تقدم آلاف الفتيات والنساء لامتحانات القبول بالجامعات في جميع أنحاء البلاد، حيث تطمح العديد منهن إلى اختيار الهندسة والطب كمهن مستقبلية.

وبعد استيلاء الإسلاميين المتشددين على أفغانستان في أغسطس من العام الماضي اضطرت الجامعات إلى تطبيق قواعد جديدة بما في ذلك الفصل بين الجنسين في الفصول الدراسية والمداخل ولم يسمح للنساء بتلقي الدروس إلا من قبل أساتذة أو رجال مسنين.

وقد منعت معظم الفتيات المراهقات الأفغانيات بالفعل من التعليم الثانوي، مما حد بشدة من الالتحاق بالجامعات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى