جورج نعمة في جولته يزرع الفرح أينما حلّ

النشرة الدولية – سوسن الأبطح –

لا تكتمل الأعياد من دون موسيقى وغناء وبهجة جماعية. هذه اللقاءات التي يجتمع لها الناس، تتفاوت مكانتها في قلوبهم، تبعاً لقدرتهم على المشاركة فيها.

مع الفنان جورج نعمة، ثمة سحر خاص يمر بينه وبين الجمهور، علاقة استثنائية يحرص عليها، لتبقى علاقته مع الحضور في حفلاته حارة.

بمناسبة الأعياد يُحيي هذا الفنان الشاب، الذي يتحدّر من أسرة فنية معروفة، أشهر أعضائها اليوم وأكثرهم احترافاً شقيقته عبير نعمة، مجموعة من الحفلات في المناطق اللبنانية، بينها ما هو في البترون وطرابلس وبلدات ومدن أخرى.

إنها أعياد نهاية العام مع جورج نعمة، الذي ينوّع ويمزج الأنغام، ويدغم الأغنيات، بحيث يتحول حفله، بفعل حرفيته، إلى قطعة موسيقية واحدة، لا يفصل بينها فاصل، وإنما يربطها التصفيق والفرح والأيدي الملوّحة طرباً، والصيحات المطالبة بالمزيد.

في حفله في مدينة طرابلس في «مركز الصفدي الثقافي» الذي نظّمه المركز ليعود ريعه لجمعيتين خيريتين، بدا الإقبال الشديد إشارةً إلى ما في نفوس الناس من عطش للخروج من ضائقتهم التي طالت.

على موسيقى «راجعين يا هوا» للسيدة فيروز افتتحت الفرقة الحفل، الذي إنْ تميّز بشيء فهو الحماس الشديد للغناء والموسيقى. ثم بدأ نعمة بصحبة الفرقة، بأغنيتين له هما «متلك ما في ولا شافت عينَيي»، ومن ثم أغنية «بتتذكري آخر مشوار». لينطلق بعدها في إمتاع جمهوره بيربرتوار منتقى من أكثر الأغاني اللبنانية شعبية وشهرة. ردد الجميع مع نعمة أغنية جوليا بطرس «على شو بعدك بتحبو على شو على شو». تلك من الأغنيات التي يحفظها الشبان عن ظهر قلب.

جولة على أجمل الأغنيات اللبنانية، «بلا ولا شي» لزياد الرحباني، و«يا حجل صنين» لفيروز. نعمة الذي عرف فيروز لسنوات عندما كان يرافقها بالكورال الخاص بها، يعد الرحابنة مدرسة، وهو متأثر بزياد لا شك في ذلك.

لذلك فإن أغنيته الخاصة «يا تفيدة، أنا بدي ياكي تكوني وحدك يللي بريدا» تنهل من الروح الرحبانية، وهو لا يمانع بأن يفاخر بذلك.

عرف نعمة وديع الصافي منذ كان عمره 11 سنة، وهو في حفلاته ابن لهذا العملاق. غنّى له هذه المرة كما في كل حفلاته، كما غنى تنويعة كبيرة للموسيقار ملحم بركات. تفاعُل الجمهور مع هذا التاريخ الموسيقي، يُظهر كم أن هؤلاء العمالقة، لا يزالون أحياء في ضمير الناس ووجدانهم: «اواواواو» لملحم بركات تثير الحماسة بشكل لا يصدق، كذلك أغنيته «جيت بوقتك فرفح قلبي»، و«حمامه بيضا رفت رفت فوق راسي». كيف لهؤلاء الناس أن يحفظوا، هذه الأغنيات، ومن أين لصغار السن أن يتعلموا كلمات أغنيات، يُفترض أنها لا تنتمي لزمنهم!

أسماء بقيت على البال، وأغنيات لم تُنسَ أبداً. كثير من الحنين والحب والشغف في حفل، لم يُرِد منه نعمة سوى زرع الفرح في قلوب الحاضرين. فيروز، وزكي ناصيف، وجوليا بطرس، وزياد الرحباني، وملحم بركات، وصباح… هي أسماء ترافق جورج نعمة في حفلاته. هذا توجه قليلاً ما يرضى به فنان، له خامة صوت بصفاء حنجرة هذا الفنان الشاب، الذي يكتفي من أغنياته بما يعده جديراً فعلاً، بأن يقدم للجمهور.

انتهى الحفل باحتفال جماعي مع أغنية «ليلة عيد ليلة عيد الليلة ليلة عيد، زينة وناس صوت جراس عم بترن بعيد»، تلتها رائعة فيروز «قمرة يا قمرة ما تطلعي عالشجرة»، وتصفيق كبير، وغناء استمر من الحضور بعد أن هدأ على خشبة المسرح.

Back to top button