محمد الصباح.. عودة الدور الكويتي
بقلم: أسرار جوهر حيات
النشرة الدولية –
لا شك بأننا نعيش في منطقة ظلت ملتهبة على مدى سنوات مضت، وعاشت أحداثاً ساخنة، وحروباً، وتحالفات وخلافات بين أشقاء، وغيرها.
ومازالت المنطقة في دائرة صراعات مختلفة، أكبرها الحرب الصهيونية على قطاع غزة، إلى جانب تحديات تواجه الكويت، متعلقة بالملفات الحدودية مع العراق (اتفاقية خور عبدالله) وإيران (حقل الدرة).
ورغم ان دائرة الصراع في المنطقة ليست جديدة، فإن الفارق بين كويت قبل أعوام والكويت مؤخراً، هو اننا فقدنا دورنا الدبلوماسي وتواجدنا في السياسة الإقليمية والعالمية، بل تركنا هذا الدور الذي ظل يميّز الكويت على مدى عقود، بهدوئها، ووساطتها ودبلوماسيتها، لكن تكليف الشيخ الدكتور محمد الصباح رئيساً للوزراء أعاد إحياء الأمل، بأن تستعيد الكويت مكانتها الإقليمية والدبلوماسية، كونه يتمتع بخبرة دبلوماسية قل نظيرها.
ما تحتاج إليه الكويت اليوم هو رئيس للوزراء، تتفق عليه أطراف مختلفة محلياً، على اختلاف توجهاتها، وهو ما تحقق بتكليف الصباح وما لمسناه من ترحيب بهذا التكليف، وقائد للدبلوماسية يُعيد رسم السياسة الخارجية للبلاد، واستعادة الدور الفعّال في النشاط الدبلوماسي الإقليمي والدولي.
هذا فضلاً عن الخبرة الأكاديمية للشيخ محمد صباح السالم، حيث إنه حاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة هارفارد العريقة، وسبق له أن شغل مناصب اقتصادية عدة تتيح له كذلك العمل على تحدينا الاقتصادي الأكبر بتنويع مصادر الدخل، وتعزيز الاقتصاد الكويتي، وإيجاد حلول لاعتماد مصروفاتنا على دخل أوحد هو النفط المتذبذب بأسعاره.
كما أن سمعة الصباح، المعروف بنزاهته، ستكون عاملاً مهماً في متابعة قضايا الإصلاح والحرب على الفساد، ومحاربة التعيينات البراشوتية وغيرها، وما أحوجنا إلى مثل هذه الشخصية. ولعل المهمة الأبرز أمام الشيخ محمد الصباح، هي اختيار فريق حكومي بمستوى آمال الشعب الكويتي التي نهضت بتكليفه، فضلاً عن سد شواغر القياديين بكفاءات لا بنظام المحاصصة. وكلنا أمل في أن تستعيد الكويت مكانتها الدبلوماسية على يده، كما اننا ننتظر أن نستعيد النهضة والتطور والعمران والتنمية محلياً.
وختاماً، لا يسعني سوى أن أقول إن الشيخ الدكتور محمد الصباح خير خلف لخير سلف، هو سمو الشيخ أحمد النواف، فقد كانت رغبته واضحة في الإنجاز والإصلاح.