حزننا يتعاظم في أعيادنا وحج مبرور يا شعب غزة
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
يعود عيد الأضحى ونتذكر خذلان العرب للعراق ورئيسها الشهيد صدام حسين، وندمت الأمة العربية جمعاء بعد سنوات لعدم مساندتها العراق حيث سيطرت إيران على أربع عواصم عربية وتبحث عن الخامسة، لتصبح عواصم العرب تخشى من التمدد الإيراني الذي أصبح هدفه دول الخليج العربي في المقام الأول وبلاد الشام ثم شمال أفريقيا، ولا يوجد من يوقف إيران وميليشياتها المنتشرة في العواصم التابعة لها ولا يوجد من يوقف تنمرها على بقية الدول.
واليوم يُثبت التاريخ مقولته الصحيحة “بأن ما يميز التاريخ أن لا أحد يتعلم من التاريخ”،فالدرس العراقي ورغم صعوبته وقساوته وبشاعة الجرائم الأمريكية فيه، إلا أنه لم ينغرس في فكرنا ولم نتعلم أن عدونا مجرم ويجب ردعه، واختبأت حينها الدول خوفاً من البوارج وناقلات الطائرات الأمريكية في البحرين الأحمر والمتوسط بل وقف العديد منها في صف واشنطن، واليوم تبكي هذه الدول العراق حين أصبحت بلا ظهر عسكري يحميها، ليصبح القرار العربي مرهون بالبيت الأبيض.
نعم، اليوم المشهد في غزة مؤلم وموجع ولا أحد يتحرك ويكتفي الكثيرون بالخطب والبحث عن حلول تُرضي الصهاينة كتلك الحلول التي اخترعوها انتصاراً لواشنطن، فالعديد من الدول تخشى الغضب الصهيوني لذا يصمتون على تدمير غزة وقتل أطفالها ونسائها، هذا القتل والتدمير الذي يأمرهم بهما كتابهم التوراة المُحرفة فيما قرآننا المحفوظ يأمرنا بنصرة غزة، لكننا كأمة لا ننتصر لها لنصبح في مهب الريح بإنتظار طعنة جديدة في خاصرة أخرى للأمة بعد أن وافقنا على أن ينغرس الخنجر في خاصرتنا العراق.
لقد أصبح مستقبل الأمة العربية أكثر وضوحاً وأشد قتامة، فإذا اكتفت إيران بأربعة عواصم فإن الكيان الصهيوني لن يرضى إلا بضعف هذا الرقم على أقل تقدير، وإن سيطرت طهران على بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء عسكرياً فإن الكيان الصهيوني سيسيطر اقتصادياً وتكنولوجياً على عديد العواصم، وبالتالي يتحكم في أسس الحياة مما يؤذن بالهوان أو الخراب، ليكون عنوان الحاضر “إن لم تنصر الأمة غزة ستبقى غزة وتنتهي الأمة، وتصبح دول لا حامي ولا مًُجير لها كون اتفاقية الدفاع العربي المشترك مجرد حبرٌ على ورق”.
وجاء عيد غزة مبكراً وحج شعبها جهاداً مقبولاً بإذن الله، فالحج قبل العيد في غزة يختلف فهم يرتدون ملابس الإحرام استعداداً للشهادة، ويطوفون حول أنفسهم وأحبائهم للإطمئنان عليهم خوفاً من بطش الصهاينة، وقد سعوا مرتحلين من منطقة إلى أخرى عشرات المرات بحثاً عن الماء والأمان، ووقفوا لأشهر طويلة منتظرين اعترف العالم بحقهم وبِعِظَمِ مصيبتهم، ورجمت مقاومتهم المرابطة على ثغر الإسلام الأول وقصفت الشيطان الأكبر الصهيوني عشرات المرات كل يوم بالصواريخ لا بالحجارة، ويرفعون أكفّهم صوب السماء طالبين النصر أو الشهادة فتقبل الله عباداتهم التي لا يجرؤ الكثيرون على القيام بها.
آخر الكلام:
الأمة التي تتقبل الطعنات وتُدير ظهرها لمن يصاب أو يسقط ستسقط في النهاية، فالعالم يتحد عبر اتحادات ومنظمات ونحن نطوف حول جامعة عربية ميتة وكما يُقال “شبعت موت”.!