غزة لن تنكسر وستنمو في جسد كل عربي
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
صواريخ صهيونية تتابع وتصيب بنك أهدافها بدقة عالية، فتهدم المستشفيات والمدارس والمباني، تقطع الأجساد تُزهق الأرواح لتتزايد أعداد الشهداء، صواريخ ليس في بنك أهدافها محاربة الجنود لتكون عنوان الهمجية والنازية، ليفشل العالم المقيت عن وقفها ولم يُفلح في حماية الأبرياء من أطفال ونساء ورجال عُزل، لتصم الاذان بانفجاراتها وتحصد الأرواح بتدميرها، لتتمزق الأجساد الفلسطينية ويصبح كل جزء منها في مكان، لتحتاج إلى معجزة العلي القدير لسيدنا إبراهيم لاعادة تجميعها وإحياء الموتى، وهذا أمر انتهى فلا معجزات في عصرنا الحالي إلا معجزة المقاومة التي ربحت حرب التحدي في يومها الأول، وستربح الحرب الكاملة حين تضع الحرب أوزارها.
وتتواصل الانفجارات في كل مكان في غزة الغزة ولا تتوقف، لتذوب الأجساد وتتبخر من شدة الانفجارات لتصعد ذرات أجساد الرجال والنساء والأطفال صوب السماء، لتتكاثف في طبقات الجو العليا مع ذرات المياة المتبخرة من البحار والمحيطات لتندمج ذرات المياة وذرات أجساد الشهداء سويا، مشكلين سحاب يغطي الأرض ويحمي أبناء القطاع من حر الشمس ومن قُطاع الطرق، لتصل السحب حيث القطيعة العربية تتجذر في الأرض باتفاقات مع الصهاينة وتطبيع مُهين لا يستطيع حجب سحب الشهداء من الوصول بدون تأشيرة دخول، واختراق الحدود المغلقة في وجه أبناء فلسطين المُشرعة للصهاينة.
وبقوة دفع الرياح تسير السحُب وتتثاقل في حملها فتهطل الأمطار على غزة الحرة فتزيدها ثباتاً على ثبات، ويصل خيرها لأمة تنتظر من يزرع فيها الأمل والقوة لنصرة الأهل وتحدي الصهاينة، فتسقط حبات المطر معطرة بقطرات أجساد الشهداء ورائحتهم وعظمتهم، لتغسل أجساد العرب التي أتعبتها التبعية والانقياد، وتروي أرضهم القاحلة فتخرج سنابل قمح حانية رأسها مليئة بالكرامة، وينبت الزيتون مباركاً ليخرج منه زيت العزة لتقوية أجساد الشعوب التي أصابها الوهن، ليسطع نور الشهداء في شتى الدول من أجساد وفكر من تغذوا من مياه أمطار تحمل جينات أكرم البشر من تصدقوا بأرواحهم، ليعم النور الأمة وينتقل للأجيال التي ستنمو من دماء شهداء ووجع أطفال ورحمة نساء، ليكون مستقبل الأمة واضحاً ومعتمداً على رجال أشداء وأطفال أبطال ونساء يصنعن نهضة أمة، لذا فغزة لن تنكسر وستنمو في كل جسد عربي.
آخر الكلام:
تسابق أطفال فلسطين في غزة والضفة للوصول للسماء حتى يُحلقوا في فضاء الجنة كطيور يتنقلون حيث يشاءون، لنشعر ان سماء الجنة مغطاة بأبناء فلسطين كونهم الأكثر عُرضة واستهدافاً للموت