لبنان في عطلة سياسية طويلة!
بقلم: ايناس كريمة
النشرة الدولية –
لبنان 24 –
بدأت عطلة الأعياد وعاد الركود السياسي مجدداً ليخيّم في الساحة اللبنانية مع تلاشي الحراك السياسي والذي يشمل كل المساعي التي من شأنها أن تؤثر على مسار الملف الرئاسي وكيفية انتخاب رئيس جديد للبنان من دون أن يعني ذلك أن هذه العطلة ستضع حداً لكل الوساطات الداخلية والخارجية.
يبدو أن الفرنسيين، وبعد زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، قد حدّدوا أولوياتهم السياسية وأعادوا استنباط بعض المعطيات بهدف تكوين رؤية واضحة لكيفية معالجة الأزمة في لبنان ومن ضمنها الفراغ الرئاسي من دون أن يتوصّلوا حتى اللحظة الى حلّ يمكّنهم من إقناع القوى المحلية بذلك.
من الواضح أن فرنسا قد اقتنعت بشكل أو بآخر بأن التوازن السّلبي في المجلس النيابي لا يسمح لأيّ من الفريقين المتنازعين في هذه المرحلة بإيصال رئيس جديد للجمهورية، بل على العكس، إذ وجدوا أن “الفيتوات” قد تؤدّي الى استمرار الفراغ الى ما لا نهاية وهذا حتماً ما لا يريده الجميع.
وبحسب مصادر سياسية متابعة، فإنه من المُتوقّع أن يقوم المبعوث الفرنسي بجولة إقليمية ودولية استكمالاً لجولته الداخلية تهدف الى وضع أسس التسوية المقبلة وكيفية التعامل الناجح معها وذلك بعد عدّة أيام وبعد إطلاع إدارته على نتيجة جولته اللبنانية. ولفتت المصادر أنه سيكون للفرنسيين مبادرة جديدة أو متجدّدة بعد مجمل الجولات وسيعود لودريان إلى بيروت لينقلها الى المسؤولين اللبنانيين ومناقشتهم بها علّه يفلح بإقناعهم في السير بها لإنهاء الفراغ وتجنيب البلاد الكارثة المرتقبة اقتصادياً ونقدياً إذا لم تنجح كل المساعي بتخفيف حدّة المواقف وبالوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية.
إذاً، وعلى الرغم من أن عطلة عيد الأضحى حُددت رسمياً بثلاثة أيام، الا أنه من الواضح أن العطلة السياسية ستطول وقد تستمرّ لعدّة أسابيع قبل أن يستأنف الفرنسيون حراكهم بجديّة أكبر بعد الوقوف على مختلف الاراء وخلق حالة من المفاوضات المحلية تفضي الى تسهيل الوصول الى تسوية مرضية من دون استفزاز أي من الاطراف وتحديداً “حزب الله” الطرف الأكثر تأثيراً في الساحة اللبنانية.