الحرف العربي أسس لتجارب تشكيلية معاصرة يحتفي بها العالم

معرض لندني يبحث "مستقبل التقاليد، كتابة الصور فن معاصر من الشرق الأوسط"

النشرة الدولية –

العرب – حنان مبروك –

تلهم تجارب الفنانين القادمين من الشرق الأوسط وأفريقيا، الغرب، ويحظى بعضها بالتثمين وفرص عرضها في أشهر الصالات والمكتبات الغربية، وتدور حولها حلقات نقاش تحاول فهم خصوصية تجارب الآخر المختلف فكريا وثقافيا والمتشبّع بتراكمات وموروثات من حضارات متعاقبة بعضها بلغ نفوذه وتأثيره العالم الغربي وبعضها الآخر يظل سرا يكتشفه محبو الفنون والباحثون عبر التفاصيل الدقيقة في التجارب التشكيلية، ومنها سرّ الحرف العربي الذي يحوّل الصور إلى كتابات وساهم في نقلة نوعية للفن المعاصر في المنطقة.

لا يمكن لأحد أن ينكر أن الشرق الأوسط غني بالفن والفنانين، وخاصة أولئك المختصين في الفن التشكيلي بكل أوجهه وخاصة المعاصر منه. ومنذ ستينات القرن الماضي إلى الآن تنتظم العديد من المعارض وتظهر الكثير من المواهب المنتمية للحركة الطلائعية التي تبحث دائما عن التجريب والتجديد والخروج عن المعيار المجتمعي والضوابط الكلاسيكية للتشكيل، ومنذ ذلك الحين برزت العديد من الأسماء التي باتت اليوم أيقونات ورموزا عربية وعالمية في الفن التشكيلي.

وتحظى هذه التجارب باهتمام غربي واسع، وآخر مظاهر هذا الاهتمام يتجلّى في معرض “مستقبل التقاليد، كتابة الصور فن معاصر من الشرق الأوسط” الذي ينعقد في مكتبة الدراسات الشرقية والأفريقية بالعاصمة البريطانية لندن، ويجمع رواد التشكيل المعاصر القادمون من إيران والعالم العربي ليعرضوا تجاربهم في “كتابة الصور” وفي تخطيط لوحات تعبر عن هويتهم وتقاليدهم وتؤسس لفن معاصر. إنهم أولئك الذين يصفهم بيان المعرض بأنهم “الفنانون الذين قدمت اهتماماتهم وأعمالهم، سواء كانت مفاهيمية أو اجتماعية وسياسية أو جمالية، ببساطة، مساهمة مميزة في الفن العالمي”.

أساليب ومفردات غنية

الفنانون المشاركون في المعرض يستخدمون مورفولوجيا الحروف وإيقاعات الكاليغرافي وتجريد الكلمات في الصور

ينعقد معرض “مستقبل التقاليد، كتابة الصور فن معاصر من الشرق الأوسط”، في الفترة الممتدة من السادس عشر من يناير الماضي وحتى الخامس والعشرين من مارس المقبل، وهو من تنظيم كل من روز عيسى وبوب أنيبال.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن بوب أنيبال هو زميل أول في جامعة لندن، وهو ناشط يركز على التمويل الاجتماعي والشامل وريادة الأعمال الاجتماعية، والعدالة المالية. أما روز عيسى فهي كاتبة ومنتجة دافعت عن الفنون البصرية والأفلام من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المملكة المتحدة لأكثر من 30 عاما.

وتعيش هذه المرأة في لندن منذ عام 1980، وسخرت حياتها هناك للتعريف بفنانين وتشكيليين عرب ومن خلال تنظيمها العديد من المعارض والمهرجانات السينمائية، قدمت للجمهور الغربي العديد من الفنانين الذين أصبحوا منذ ذلك الحين نجوما على الساحة الدولية، منهم من يشارك في المعرض الذي نحن بصدد الحديث عنه.

والفنانون المشاركون هم: إيتل عدنان، مليحة أفنان، فرهاد أحرنيا، سياح أرماجاني، ناصر الأسودي، منال آل دويان، حليم الكريم، شاكر حسن السعيد، منير الشعراني، شانت أفديسيان، سعيد بعلبكي، محمود بخشي، جاكلين بيجاني، خالد بن سليمان، كمال بلاطة، هنية ديلكروا، جمانة الحسيني، محمد احسايى، علي عمر ارميس، برستو فروهار، بيتا غزيلاياغ، فتحي حسن، سوزان حفونة، فرناز جهانبين، كريستين خوندجي، رشيد القريشي، نجا مهداوي، حسن مسعودي، كومانا مدليج، فرهاد مشيري، أحمد مصطفى، أحمد نصرالله، عناية الله نوري، محمود العبيدي، مهدي قطبي، نايلة رومانوس إيليا، قطايون روحي، أمير حسين شاهنازي، وليد سيتي، حسين فالامانيش.

ومن الفنانين السبعة والثلاثين المشاركين في المعرض والندوة الحوارية المصاحبة له، لا يحضر سوى عدد قليل جدا من الخطاطين التقليديين.

وجاء في البيان المصاحب للمعرض أنه يقدم “لمحة عن مجموعة متنوعة من أساليب الفن المعاصر باستخدام النصوص الفارسية والعربية، مع تقديم مقتضب لأعمال بعض الفنانات من جيل الشباب”.

حروف تبحث عن التحرر (لوحة: نجا المهداوي)
حروف تبحث عن التحرر (لوحة: نجا المهداوي) 

ولا تحضر في المعرض اللوحات والأعمال التشكيلية فقط وإنما وظف القائمون عليه مراجع تاريخية حيث دمجوا مخطوطات مختارة من كنوز المجموعات الخاصة من مكتبة الدراسات الشرقية والأفريقية منها مخطوطات كوفية تعود إلى القرن التاسع ومخطوطات من الشعر الصفوي في القرن الـ16 وعينات نادرة من تجريب الخط في القرن الـ18.

وتخلق طريقة عرض الأعمال حوارا بصريا غنيا ومشحونا بالكثير من الرسائل والمعاني التي يفهم كل متلقي حسب قدرته على التحليل والاستيعاب والمقارنة بين الأعمال الثمينة النادرة وبين الأعمال المعاصرة، وهذه الثنائية أو المراوحة هي اختصار لعبارة “مستقبل التقاليد” الواردة في عنوان المعرض، فبتأمل الماضي يفهم المشاهد ما وصلت إليه تجارب المعاصرين وربما ما أضافته وما تخلت عنه وما ينقصها.

والفنانون المشاركون في المعرض قادمون من خلفيات مختلفة، لكنها متشابهة في الكثير من التفاصيل، لديهم أساليب متنوعة، يستلهمون أعمالهم من ثقافاتهم الخاصة؛ و”يستخدمون مورفولوجيا الحروف والصوتيات والقوافي وإيقاعات الكاليغرافي وتجريد الكلمات في الصور والأفكار”.

ويمكن ملاحظة فرادة أسلوبهم من لوحاتهم التي يحضر فيها الحرف مستترا أو مالئا “مكانه” والمساحة الخاصة به في اللوحة، ومنها “لا” التي تحضر كصرخة في وجه الظلم والكيل بمكيالين، أو كلمة “سلام” المصنوعة من السيوف، والتي تبدو كأنها إشارة رمزية إلى أن السلام لا يأتي بسهولة، وإنما تزهق من أجله الأرواح وتقرع من أجله السيوف، والتاريخ خير دليل على أن منطقة الشرق الأوسط أو المنطقة العربية بأكملها كانت على مدى التاريخ أرضا اقتحمت سلامها السيوف الحادة أو هي الأخرى أشهرت سيوفها في وجه الآخر وأقلقت “سلامه”.

باستخدام مفردات متنوعة غنية من الفن، سواء اللوحات والمنحوتات والسيراميك، أو تأليف كتب فنية، فإنها توفر منظورا جديدا للإبداع مستلهما من المنطقة.

وكانت النتيجة على مدى العقود الستة الماضية هي إنشاء نهج بديل وأصلي للحداثة والفن المعاصر، بينما يمثل ولادة جماليات جديدة ومختلفة. ويتضمن المعرض أيضا بعض الأمثلة على فن الخط المبكر من مكتبة الدراسات الشرقية والأفريقية.

أسماء شهيرة

 

سلام صنعته السيوف (لوحة: عمر العبيدي)

يضم المعرض 37 فنانا عربيا وإيرانيا، ولا يسعنا مقال واحد لاستعراض بعض المعلومات حول كل فنان ولوحاته المشاركة في هذا المعرض اللندني، لكننا اخترنا القليل منهم انطلاقا من المعلومات المتاحة حولهم، فبعضهم أدرك أهمية التطور التكنولوجي فسعى لتوثيق أعماله في موقع خاص به أو مدونة أو حتى صفحة شخصية على مواقع التواصل بينما لا يزال آخرون يبدعون فنا دون أي حضور على الشبكة العنكبوتية التي حوّلت العالم إلى قرية صغيرة.

ومن أبرز الفنانين المشاركين، يحضر نجا المهداوي (1937) وهو أحد أشهر الخطاطين والفنانين التشكيليين التونسيين في العالم. عرف باشتغاله على الحرف العربي، وإن كان يرفض توصيفه بالفنان الحروفي، حيث يرى أن ذلك نوع من إقصاء الحرف من مجال الفن وقصره على البعد الوظيفي.

خلال تجربته اعتمد المهداوي على مختلف الخامات والمحامل في أعماله كاللوحة والأقنعة والطبول والجدران. وأمدّ إنتاجه بروافد كثيرة منها التراثي والفكري الحديث والسيميولوجي.

يقول المهداوي عن نفسه “في أسلوب عملي واستخدامي للرسوم الغرافيكية للحروف العربية وبعيدا عن بنية اللغة والتوليفات الهندسية للفعل وتعلم تركيب الجملة، أعمد إلى هدم القسوة من خلال الإيقاع بالقواعد والقوانين الأكاديمية لفن الخط وهي قيم لزمن آخر ونظام معرفي آخر..”. وهو بذلك يجعلنا نفهم كنه ميثاقه ومدى التزامه مع اختياره الفني الهام، كما يبدو “نجا” وهو يوصّف أسلوبه، مستقبليا ومسكونا بالحرية، فهو قد حرّر الحرف وأخرجه من سباته لقرون، وأزاح عنه سواده ودفع به إلى مدارات اللون، ومنحه منصة في مدارس الفنون الجميلة.. “لقد كوّن من الحرف حروفية”.

ومشاركته في هذا المعرض العالمي ما هي إلا إبراز لخلاصة تجربته الطويلة في الحروفية وتطويع الخط العربي ومزجه مع أساليب وتقنيات تشكيلية مختلفة. والخط في لوحات المهداوي البطل والفاعل الرئيسي، والمتمرد على الضوابط، تجده يكتب نصا بصريا ويرسم أشكالا هندسية ويثري اللوحة بكثافة الأشكال والحركات ما يجعل المتلقي في حالة فهم لا متناهية للوحة، فوقفة واحدة أمامها لا تكفي لفك رموزها وقراءة تفاصيلها الدقيقة.

يحضر أيضا الفنان الليبي – البريطاني علي عمر إرميس الذي يعدّ شخصية أسطورية في عالم الفن، حيث كانت حياته رحلة آسرة للإبداع والإلهام. إرميس الذي ولد في زليتن بليبيا عام 1945، انجذب إلى الرومانسية التعبيرية منذ صغره، وكرس حياته لاستكشاف العلاقات بين الفن والقيم والعلوم والأخلاق والحياة والموت.

سافر الفنان من الشرق الأقصى إلى أقصى الغرب وعرض أعماله في المتاحف وصالات العرض حول العالم، فاكتسب أسلوبا فريدا يجمع بين الرسم والأدب العربي والإسلامي، أضْفَتْ أعماله ديناميكية وحيوية جديدة لعالم الفن المعاصر وأكسبه سمعة كونه “جسرا بين الثقافات واللغات”.

ttt

كانت لوحات إرميس ولا تزال بمثابة أعمال فنية مقنعة، حيث أنتجت لغة بصرية قوية تتحدث إلى كل من أولئك الذين يستطيعون قراءة اللغة العربية وأولئك الذين لا يستطيعون. أدى استخدامه المتقن والمميز للنص واللون والشكل والفضاء والإيقاع إلى إنشاء مؤلفات بصرية وموسيقية قوية علقت على القيم الإنسانية مثل العدالة والسلام وحقوق الإنسان وحماية البيئة.

إرميس هو صانع لوحة “لا”، التي تحضر صارخة في وجه كل من يشاهدها، ومن السهل أن يسقط القارئ العربي للوحة تلك اللام على اللاءات المتكررة في وعيه وحياته، وسينتبه بسرعة للنص الذي يحدد أسفل الحرف ليخبره بمن خطّه ليتوسط اللوحة ويكون بطلها. وباختصار وكما يصف إرميس نفسه “سواء كنت جامعا للفنون أو مستثمرا أو مجرد عاشق للفن، فهناك شيء ما في عمل علي عمر إرميس سيتحدث إليك ويلمس روحك”.

ويشارك في المعرض أيضا رشيد القريشي (1947) وهو فنان ونحات وصانع خزف جزائري، اشتهر بأعماله الفنية المعاصرة التي تدمج الخط كعنصر رسومي. أثرت نشأته الصوفية على أعماله حيث كان يتفنن دائما بالنصوص والرموز، يستخدم في عمله الخط العربي والحروف الرسومية المستمدة من لغات أخرى.

والقريشي هو الفنان الذي حظي أيضا بشرف أن تكون لوحته المعروضة هي أيضا جزء من المعلقة الرسمية للمعرض، وفيها يمزج الفنان الحروف بالألوان مع سطوة واضحة للألوان الرئيسية وهي الأسود والأحمر والأزرق، ترسم الحروف الكبرى الواضحة على سطح العمل أشكالا وشخوصا غامضة ومتداخلة بينما تكتب الحروف الأصغر في خلفية اللوحة نصا لا يسهل فك طلاسمه.

ويعرف الفنان باشتغاله على وسائط متنوعة ومنها السيراميك والمنسوجات وفن التركيب والتعدين والرسم والطباعة، وغالبًا ما يتعاون مع الحرفيين المحليين في عمله.

وسبق أن عُرضت أعماله في لندن وفي عام 2011، قدم مع مؤسسة أبوظبي للموسيقى والفنون تحفة “طريق الورود”، المهداة إلى قطب الصوفية جلال الدين الرومي. وفي عام 2015، أنجز أكبر أعماله التركيبية “صلوات على الغائب”، تكريما لوالديه. وفي عام 2019 استضاف البيت العربي في مدريد معرض “هذه الرحلة الطويلة في نظرتك” (مع فاكتوم آرت).

ولعل القريشي اشتهر أكثر لدى العامة، إثر شهرته الواسعة لدى النخبة من المثقفين ومحبي الفن التشكيلي، بعد أن اشترى أرضا زراعية في مدينة جرجيس بتونس، لإقامة مثوى تذكاريا بعنوان “حديقة أفريقيا” للمهاجرين من جميع الجنسيات والأديان الذين ماتوا وهم يعبرون البحر الأبيض المتوسط. فتداول خبر المقبرة التي أنشأها العديد من وسائل الإعلام. وحتى في إنشائه للصرح التذكاري، لم يتوان عن وضع لمسته الفنية التي جعلت المكان أشبه بلوحة خيالية على أرض الواق

وتشارك في المعرض أيضا الفنانة التشكيلية المصرية -الألمانية سوزان حفونة وهي تعمل في وسائل الإعلام المتعددة والتي تشمل الرسم والتصوير والنحت والتركيب والفيديو والتمثيل، وحاليا هي تعمل وتتنقل ما بين القاهرة في مصر وألمانيا.

وتصور أعمال حفونة مدى ارتباطها بجذورها المصرية والألمانية حيث تستخدم الصور الحضرية وأنماط الطباعة والتقاليد للبلدين في محاولة لبناء جسر فني من صنع يديها وبلوحاتها ما بين الثقافتين.

وتظهر لوحاتها مدى افتتانها بالحبر الهندي وخاصة في الأعمال المكونة من أكثر من طبقة، بينما في الأعمال التي تتكون من طبقة واحدة فتأتي بالألوان المائية.

ويقول عنها الناقد تراسي مورنيك “حفونة ترسم شبكة معقدة من الصلات الجسدية في بنائها لهذا التركيب الهائل والمذهل في آن واحد” فرسوماتها أغلبها مرسومة بطريقة صحيحة والمطبوعات والصور الرقمية التي توظفها جريئة. وعموما، يعتبر الموضوع المتكرر في تجربة حفونة هو ستارة المشربية وهي ستارة شبكية خشبية أو حجرية وهي أحد ملامح العمارة التقليدية المصرية.

ومن الفنانات التشكيليات تحضر أيضا اللبنانية جاكلين بيجاني التي أفنت سنوات طويلة من عمرها في التصميم والإعلان أثناء متابعتها لممارسة مكثفة في الرسم والنحت على السيراميك. وبمجرد انتقالها إلى لوكسمبورغ، تلقت الفنانة تكوينا أكاديميا في أكاديمية أوشمي رويال ديس للفنون الجميلة جمع بين الرسم والوسائط المتعددة.

ويأتي عمل بيجاني المشارك في المعرض تجسيدا فعليا لـ”كتابة الصورة” أو هي الصور المكتوبة، ويحيلنا إلى كتيب تهجره صفحاته المنقوشة بأشكال وحروف عربية، في شكل خرائطي، يجعل من أول صفحاته إلى آخرها، خارطة لا متناهية على حوافها كتابات من نوع “كل الدروز، حرش بيروت، الحمراء، جعيتاوي” وغيرها من المفردات ذات الهوية اللبنانية والتي تشير إلى أماكن وطوائف لبنانية لكنها تعكس مدى التزام الفنانة بالتعبير عن هويتها، وأيضا مدى اتصالها بعالمها الطفولي وعدم قدرتها على التحرر منه وإنما السعي لإعادة فهمه وتشكيله وتقديمه للآخر ليفهمه في كتيب بصري يحول الكلمات والصور الملونة بألوان البحر واليابسة والطبيعة إلى ثنائية متكاملة.

هذه لمحة عن بعض المشاركين في المعرض لكنها لمحة قد تشجعك أيها القارئ للاطلاع أكثر على أعمال أصحابها وزملائهم المشاركين لتلحظ على الأرجح أن الخط العربي يمثل “أساس” تجربة الفنانين، وهو في قيامه على مبدأ الاتصال والانفصال الضروري لخلق توازن جمالي على العمل التشكيلي إنما هو اليوم يخلق تواصلا وانفصالا بين الفن التشكيلي في المنطقة العربية وإيران، بين الماضي والحاضر، وأيضا بين التشكيل العربي والغربي.

زر الذهاب إلى الأعلى