نتنياهو «السادس»: يتهم بلينكن بـ«الغباء» ويُزود أوكرانيا بِـِ«القبَّة الحديدية»؟
بقلم: محمد خرّوب

النشرة الدولية –

فيما تتواصل «مظاهرات السبت» على نحو بدأ يُرخي بظِلالِه على تماسك الائتلاف الفاشي الذي يقوده زعيم حزب الليكود/نتنياهو الجارية مُحاكمته دون أن تتاح له فرصة – حتى الآن – لإقرار رزمة التعديلات على قوانين جهاز القضاء وبخاصة المحكمة العُليا, التي قررت ذات قضية مشابهة أنه لا يجوز لمحكوم بقضايا الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة تولي أي منصب حكومي (ما بالك رئيساً للوزراء كما هي حال نتنياهو الذي لم يُدًنْ بعد), وسط تهديدات من «شريكه»، الكاهاني بن غفير, الذي لوَّح بإمكانية انسحابه من الحكومة خلال الشهرين المقبلين.

نقول: وسط أجواء محمومة كهذه تعكس من بين أمور أخرى, حالاً غير مسبوقة من الانقسام الأفقي والعامودي في دولة العدو الصهيوني (دون أن يكون لذلك أي صِلة بالصراع الفلسطيني/الصهيوني)..أعلن نتنياهو أول امس أنه سيعكف على «دراسة امكانية إمداد أوكرانيا بالسلاح, تماشياً مع مراعاة مصالح إسرائيل.. كما قال في مقابلة مع قناة LCI الفرنسية، مُضيفاً إن «مسألة إمدادات السلاح تم بحثها ورفضها من قبل الحكومة الإسرائيلية السابقة، لافتاً إلى «أننا سندرس هذا الموضوع وسأُجيب عليه بأكثر الطرق ملاءمة».. تصريح كهذا سبق لنتنياهو أن أعلن (في تمهيد كما يبدو لمد أوكرانيا بالسلاح). بداية الشهر الجاري, أن تل أبيب «تدرس تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي من منظومة القبة الحديدية».. وإذا ما استرجعنا التصريح «الخطير/والكاشف «الذي أدلى به السفير الصهيوني في ألمانيا/رون بروزور أواخر الشهر الماضي بقوله: إن إسرائيل تفعل لأوكرانيا أكثر مما يعتقد الكثيرون عادة, لافتاً إلى أن الجيش الإسرائيلي «يقوم بشكل دوري بمنع توريد لأسلحة من إيران إلى سوريا ولبنان» ويشمل ذلك (وهنا الإشارة اللافتة) الصواريخ التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا»، لذلك – أضاف – نحن نُساعد وإن كان ذلك من وراء الكواليس, ولكن أكثر بكثير مما هو معروف.

واذ لم يتوقّف نتنياهو عن بث الكثير من الرسائل في أكثر من اتجاه وبخاصة تجاه موسكو طارحاً نفسه «وسيطاً» بالقول: إنه مُستعد للعب دور الوسيط في حال طلب منه (الطرفان) ذلك، إضافة إلى الولايات المتحدة, زاعماً أن «لديه خِبرة كافية ليعرف أنه يجب أن يكون هناك وقت مناسب وظروف مناسبة, وفي حال – أضاف – ظهرتْ سأُفكِّر في ذلك بالتأكيد»، فإن من السذاجة اعتبار ذلك إشارة على ان نتنياهو بات في وضع مريح داخلياً، بل يمكن القول وبحذر شديد أنه لم يعُد على تلك المكانة التي كان عليها قبل تشكيل ائتلافه الحالي, رغم التلعثم الذي ميّز ويميز سياسة إدارة بايدن تجاه هذا الإئتلاف الفاشي، خاصة إذا ما تذكرنا كيف ابتلع رئيس الدبلوماسية الأميركية/بلينكن لسانه وسحب تصريحه, بأن «واشنطن لن تتعامل مع وزيرَيّ كتلة الصهيونية الدينية/بن غفير وسموترتش»، ثم ما لبث أن تراجع قائلاً: إننا سنتعامل مع سياسات الحكومة الإسرائيلية وليس مع أشخاص.

لكن زيارته الأخيرة لدولة العدو التي وأن تميزت بمزيد من النفاق الأميركي المعروف, الذي عبَّر عنه عندما أعلن «التزام واشنطن غير المحدود بدعم اسرائيل على مختلف الصعد»، إلاّ ان تصريح بلينكن في المؤتمر الصحفي الذي أعقب لقاءه مع نتنياهو وقوله: إن بناء «اجماع» على المقترحات الجديدة بشأن الإصلاحات القضائية الإسرائيلية، هو أكثر الطرق فعالية لضمان قبولها»، مُستثنِياً – في شكل غير مباشر – على المظاهرات ضد حكومة نتنياهو. ما دفع الأخير إلى مهاجمة «التدخل الأميركي» في خطة إئتلافه الحكومي المتعلقة بالاصلاحات القضائية, واصفاً إياها بـ”الغباء». على ما قالت صحيفة يديعوت احرونوت. مؤكدة/يديعوت أن نتنياهو قال لأعضاء في حزبه/الليكود: إن تصريحات بلينكن تُمثل «تدخلاً صارخاً وواضحاً في الشأن الإسرائيلي”, لافتة إلى أن رئيس الوزراء وصفَ ذلك بـ«الغباء وغير الضروري».. ويبقى السؤال ما إذا كانت واشنطن سترى في ذلك «مُداعبة» من حلفاء؟ أم أنها ستواصل انتقاد مشروع نتنياهو إلحاق جهاز القضاء بالسلطة التنفيذية (الحكومة) والتي باتت تتحكّم بأغلبية السلطة التشريعية (الكنيست)؟ علماً أن أعضاء في حكومة نتنياهو هاجموا بلينكن واعتبروا تصريحاته «تدخّلاً في الشأن الإسرائيلي, ومحاولة لإعطاء درس في الديمقراطية لنتنياهو».

أين من هناك؟.

من المهم والحيوي التوقّف عندما قاله نتنياهو لمحطة CNN الأميركية.. ليس فقط في زعمه أن «اليهود» موجودون هنا منذ 3500 عام, وأنهم يعيشون هنا وسيستمرون في العيش هنا, بل خصوصاً في زعمه أنه «دار حول الفلسطينيين، وذهبَ مباشرة نحو الدول العربية وصنعَ مفهوماً جديداً للسلام من أجل السلام… السلام من خلال القوة»، لقد – واصَلَ – أبرمتُ أربع اتفاقيات سلام تاريخية.. لافتاً إلى أنها «ضِعف عدد اتفاقيات السلام التي قام بها جميع أسلافي في 70 عاماً مُجتمعين؟.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى