ما هي جماعة شهود يهوه بعد هجوم هامبورغ؟

النشرة الدولية –

يعرف سكان ألمانيا جماعة شهود يهوه بشكل كبير انطلاقاً من الأنشطة التبشيرية التي تقوم بها في الشوارع العامة، إذ كثيراً ما تجد أعضاءها، ومنهم شباب، يقفون في ركنٍ من شارع رئيسي وسط المدن الألمانية وهم يقدمون منشورات تعريفية بهذه الجماعة المسيحية، وهي بلغات متعددة. ورغم أن اسمها الإنجليزي طويل نسبياً Jehovah’s Witnesses، إلا أنها تُعرف بالحرفين الأولين منه JW وهو ما تستفيد منه في الترويج لموقعها الإلكتروني.

وتوجد هذه الجماعة حالياً في قلب الأخبار، بعد تعرّض فعالية لها لإطلاق نار ليلة الخميس (09 مارس/آذار 2023) في مدينة هامبورغ الألمانية، ما أدى لمقتل وإصابة عدة أشخاص.

ما هي معتقدات هذه الجماعة؟

أهم ما يميزها أنها دون “كنائس أو قساوسة”، إذ لا يوجد لديها قساوسة بالمعنى التقليدي ومسؤولوها يحضرون الأنشطة الدينية بلباس مدني، كما تُطلق على المكان الذي يتجمع فيه أعضاؤها “قاعة ملكوت”، وتملك في جلّ البلدان مقرأ مركزياً يعمل فيه “متطوعون” لا تتيح لهم سوى مصروف الجيب والطعام والمبيت والنقل.

لا تختلف هذه الطائفة مع الكنائس المسيحية المعروفة حول أصول الديانة المسيحية، ومن ذلك الإيمان بالله، ولذلك تستخدم كلمة “يهوه” الموجودة في الكتب الدينية المسيحية. كما تؤمن بالمسيح وبـ”الكتاب المقدس”، ولكن الاختلاف الأكبر أنها ترفض العمل الحرفي بهذا الكتاب، وتقول إنه كُتب في أجزاء منه بلغة رمزية لا يجب أن تُفهم حرفيا.

وتؤمن الجماعة كذلك بأننا نعيش الأيام الأخيرة من عمر البشرية، وأن حكومة الرب موجودة في السماء وليس فقط في قلوب المسيحيين، وأنها ستحل يوما محلّ الحكومات البشرية، كما لا تؤمن بأنهم الوحيدون الذين سيحظون بـ”فرصة الخلاص”.

ومن أكبر نقاط الخلاف بينها وبين بقية الجماعات المسيحية هو عدم إيمانها بالتثليت، إذ تقول هذه الجماعة “لا وجود لكلمة ثالوث ولا لفكرته في الكتاب المقدس”، كما ترفض

هذه الجماعة فكرة وجود الجحيم في الآخرة، وتقول إن العقاب الإلهي هو الموت، مترجمة كلمة الجحيم بالقبر، كما تتحدث عن أن الرب يكره فكرة العقاب الأبدي، ولديهم اختلافات أخرى متعلقة بطريقة الاحتفال بأعياد ومناسبات دينية.

كيف ظهرت؟

هي واحدة من الجماعات المسيحية الجديدة، ظهرت من حركة “تلاميذ الكتاب المقدس” التي أسسها رجل الأعمال تشارلز تاز راسيل في سبعينيات القرن الـ19، في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، وكان هدفه حسب الجماعة هو “ترويج تعاليم يسوع المسيح واتباع مثال الجماعة المسيحية في القرن الأول”.

أسس راسيل مجلة “برج مراقبة زيون” تحت جمعية تحمل الإسم ذاته، لكن تأسيس الجماعة واختيار الإسم الحالي وقع عام 1931 أي بعد وفاة راسيل، وذلك على يد أحد رفاقه جوزيف روذرفورد الذي لم يكن متوافقاً مع عدد من أفكار راسيل.

اختار روذرفورد بروكلين مقراً للجماعة التي افترقت عن تلاميذ الكتاب المقدس، وتقول الجماعة إن عدد أعضائها وصل عام 1942 إلى 113 ألفاً. ارتفع عدد الأعضاء بشكل كبير منذ السبعيينيات، وتتحدث عن أن عددهم حالياً يتجاوز 8,6 مليون  في 239 بلدا عبر العالم.

عانت الجماعة في عهد ألمانيا النازية من تضييق كبير بسبب رفض أعضائها أداء الخدمة العسكرية حسب ما يذكره موقع قنطرة. وتجلى التضييق في طردهم من العمل أو إلزامهم بالتقاعد أو سجنهم ومداهمة بيوتهم من حين لآخر، كما أُرسل الآلاف منهم إلى معسكرات الاعتقال، وأعدم ما يصل إلى 370 عضوا منهم، كما عانى أعضاؤها في عهد ألمانيا الشرقية من مراقبة لصيقة.

تصوّرات أخرى للجماعة

تقول الجماعة إن “طاعة قوانين الحكومات الدنيوية” جزء من عقيدتها الدينية، ولذلك فهيلا تشارك في أيّ ثورة أو عمل مسلح، كما تؤكد أنها ترفض الخدمة العسكرية، وتؤيّد مبدأ الحياد، وترفض نقل الدم للمرضى، وتبرّر ذلك بأسباب دينية بكون “الدم يمثل الحياة في نظر الله”.

وتلاحق الجماعة عدة انتقادات كوجود نوع من الديكتاتورية في التنظيم وكون القرارات أحادية من مقرها المركزي، وأن تصورها الديني غير ثابت، ووقعت عليه تحولات كبيرة منذ بدايتها، كما لم يكن عدد من توقعاتها بأحداث مسيحية مستقبلية صحيحة، كبداية عهد “حكم الألف سنة للمسيح” الذي حددت له عام 1975 وهو ما تبين عدم صحته.

ورغم أنها تقول إن طرق الأبواب ليس أمراَ ضرورياً في محاولتها لنشر تعاليمها، إلا أن أعضاءها ينظمون من حين لآخر حملات لطرق الأبواب ومحاولة استقطاب أفراد جدد. كما أنه غالباً ما تبرز الجماعة في منشوراتها التنوع الثقافي والعمري، إذ تركز عبرها على إظهار أشخاص في روتين الحياة العصرية، بشكل مختلف عن الطرق التبشيرية لبقية الكنائس.

زر الذهاب إلى الأعلى