لا ترتجِ سعة الأفق من قصير النظر ذي العين الضيّقة
النشرة الدولية –
هالة نهرا
لا ترتجِ سعة الأفق من قصير النظر ذي العين الضيّقة والرؤيةِ المحدودة حيث يُخيَّلُ إليه أنّ التقوقع صونٌ للجوهر. إنّ النورَ لا يحتاجُ إلى إذنٍ ليدخل عبر النوافذ والأبواب والكوّات ولكي يضيء البصائر والسرائر والقلوب والعقول ويلهمها.. والهواء وشذا الحقول لا يحتاجان إلى تأشيرةٍ لعبور الكون وفضاء البشر. هذا العالم واسعٌ ورحبٌ جداً وشاسعٌ وأوسع بكثير مما تتخيّل؛ فوسِّع المدارك والأفق والرؤية ليتّسع مداك فيك وفي الأرض ولصون الجوهر في السعةِ الغامرة… إنّ الطاقة الكونية غامرة وتحويك مثلما تحويها لكنّ بعضهم غير قادر على التدثر بها؛ يلفظها في أعماقه المظلمة فتلفظه ويتحدّدُ بحدودٍ ضيّقة فيتخلّفُ في الجزر الذي يقزّمه بدلاً من التحاف جمال المدّ العظيم.. إنّ للعقول في حركة الفكر ذبذبات تتصاعد في الأثير وتعبر (حتى في الأفكار الصامتة التي لا يُعبَّر عنها لا كتابةً ولا مشافهةً) وإنّ للأفكار التي نعبّر عنها أجنحةً. إنّ الكونَ حُبٌّ في الطاقة للإنسان وفيه إذا أدرك الإنسانُ. الكون كلّه متّصلٌ مثلما تتصل قطرة الماء المنهمرة وغير المنهمرة بالمحيط. لكن ذلك لا يتجلّى في أغوار النفْس البشرية ولا يتجسّد سوى لدى الأنقياء. سبحان الله العظيم.