رئيس الجمعية في معبد الشنتو
بقلم: أحمد الصراف

النشرة الدولية –

يبلغ عدد سكان اليابان 130 مليوناً تقريباً، ودستورها يضمن الحرية الدينية للجميع. ويوصف قرابة الـ%90 منهم بأنهم ينتمون للشنتو، مع تأثرهم بمعتقدات البوذية والطاوية والكونفشيوسية، لكن أغلبية هؤلاء لا يكترثون كثيراً بممارسة المعتقدات، بل يميلون إلى أن يكونوا لا دينيين أو روحانيين، ومشاركتهم في الاحتفالات الدينية تقليد أكثر منه واجبا، لأنهم ينظرون إليها كثقافة مرتفعة القيمة. كما أن أيام العطل الرسمية لا تتضمن أية مناسبات دينية، وليست لديهم شخصيات مقدسة، كما هو الحال في مناطقنا. كما تشيع بينهم العادات الغربية، خاصة في حفلات الزفاف وأعياد الميلاد، ورأس السنة.

تعتبر ديانة الشنتو مختلفة في فلسفتها عن الديانات الشرق أوسطية، فالشنتو، معتقد اليابان الرئيسي، قديم وتدور أغلبية مفاهيمه وممارساته حول قيم ملموسة كالأرض والفصول اليابانية وعلاقتها بالبشر، وليس فيه ذكر لجنة أو نار!

***

بيّن تقرير أن سكان العاصمة اليابانية قاموا بتسليم السلطات مبالغ تقدر بـ30 مليون دولار نقداً، ومئات آلاف الأشياء الثمينة الأخرى، خلال عام 2022، إضافة إلى 126 ألف هاتف نقال، و93 ألف قطعة مجوهرات. كما تم تسليم الشرطة صندوقاً بداخله حوالي 300 ألف دولار نقداً.

كما تسلّمت الشرطة ما يقرب من 330 ألف قطعة ملابس وأحذية، إضافة إلى 280 ألف مظلة.

تعتبر معدلات الجريمة في شوارع اليابان منخفضة للغاية، مقارنة بغيرها من مدن العالم الكبرى. كما أن الفساد ليس معروفاً في الإدارات الحكومية أو في السياسة وفي الشركات الكبرى. كما يلتزم المواطنون العاديون القانون، حتى عشائر عصابات الياكوزا اليابانية تخضع لقواعدها الخاصة، ولا تشجع على الانخراط في جرائم الشوارع.

هذا ما يصدر عن شعب يعتبر في نظر شعوبنا غير مؤمن، وكافراً بكل قيم ومُثل مجتمعاتنا.

***

لو ولينا وجوهنا شطر جزء من مجتمعنا الصغير، وهي أغلب مجالس إدارات الجمعيات التعاونية، التي تمثّل كامل الأمة الكويتية، لوجدنا الوضع مختلفاً تماماً، بالرغم من كل مظاهر الورع والتقوى التي تبدو على معظم أعضاء مجالس هذه الجمعيات، وانهماكهم المستمر في الصرف على رحلات العمرة لسكان المنطقة، والصرف بسخاء على الأنشطة الدينية الأخرى.

فمنذ تأسيس نظام الجمعيات التعاونية وسرقة العديد من مجالس إداراتها لأموال مساهميها مستمرة وفي توسع مخيف، ولم تنفع معها مئات الإحالات إلى النيابة العامة، فقد جاء وزراء وذهب وزراء والفساد في الجمعيات يكبر ويتزايد وينتشر أكثر!

المؤسف أن وزارة الشؤون برمتها تعلم بذلك، والحكومة تعلم، واتحاد الجمعيات يعلم، والمساهمون يعلمون، ومستأجرو محال الجمعيات يعلمون، وكل الموردين يعلمون بما في هذه الجمعيات من فساد، لكن لا أحد تقريباً يرغب في وقف هذه المسرحية، التي خربت نفوس أهل الكويت وحولتهم إما لحرامية، أو لساكتين عن الحق، ولا أدري من المدان أكثر؟!

زر الذهاب إلى الأعلى