الأزمة السورية.. مبادرة أردنية وتعنت أمريكى.. والمستقبل مرهون بالحرب فى أوكرانيا
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

تطورات الشكل السياسى البدائى فى المنطقة والإقليم، جعلت صورة الولايات المتحدة الأمريكية، تأخذ مؤشراتها الدولية الراهنة من تمسك الرئيس الأمريكى جو بايدن، وطاقم الإدارة فى الخارجية البنتاجون بالتوقف، بل الرجوع (مرحليا) خطوة للوراء بكل أوراق ملف الأزمة السورية، بحسب مخططات تعود إلى بدء الأزمة.

ترتبط الرؤية الأمريكية وفق الأحداث الدولية- والجيوسياسية الأمنية التى فرضتها:

*أولا:

الحراك السياسى الاقتصادى الأمنى للصين فى المنطقة.

 

*ثانيا:

الحراك السياسى الاقتصادى الأمنى لإيران فى المنطقة.

*ثالثا:

الحراك السياسى الاقتصادى الأمنى لإسرائيل فى المنطقة، برغم وضع دولة الاحتلال الهش فى ظل حكومة صهيونية متطرفة.

* رابعا:

الحراك السياسى الاقتصادى الأمنى لروسيا فى المنطقة، برغم وضع الحرب الروسية الأوكرانية، التى تدخل عامها الثانى وسط ضبابية عسكرية وأمنية واقتصادية مدمرة، فى ظل حكومة روسية يهيمن على قرارها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين المتطرف،، فى غزو أوكرانيا.

*خامسا:

الحراك السياسى الأمنى، الإنسانى العربى والدولى وبدعم من المنظمات الدولية والأممية، أبرزها الأمم المتحدة، جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الخليجى، ومنظمة دول التعاون الإسلامى، ومنظمات أخرى.

عمليا، يتابع الحراك السياسى والدبلوماسية الأمريكية، الحدث وتشارك فى بعض المفاصل المؤقتة منها ما جاء فى الإحاطة الصحفية للإدارة – 21 مارس 2023، التى أدلاها «فيدانت باتيل»، النائب الرئيسى للمتحدث الرسمى، وفيها حرفيا كما نشرت على موقع الخارجية الأمريكية:

«… ظللنا نركز على مساعدة الشعب السورى، الذى لا يزال يعانى من أكثر من 12 عامًا من الحروب والفظائع على يد الأسد، والآن زلزال مدمر. موقفنا ضد التطبيع لم يتغير. لن نطبع مع نظام الأسد، ولن نشجع الآخرين، فى غياب تقدم حقيقى ودائم نحو حل سياسى يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولى رقم 2254. شركاء كذلك».

 

.. وردا على سؤال: هل طلبت رسميًا أو مباشرًا من شركائك وحلفائك عدم التطبيع مع النظام؟

 

قال باتيل: لن أخوض فى تفاصيل علاقاتنا الدبلوماسية لكننا نواصل حث أى شخص يتعامل مع دمشق على التفكير بإخلاص وشامل فى الكيفية التى يمكن أن تساعد بها مشاركاتهم فى توفير احتياجات السوريين المحتاجين، بغض النظر عن المكان الذى يعيشون فيه، وأضاف:

«أعتقد أننى كنت واضحًا تمامًا: لن نطبع مع نظام الأسد ولن نشجع الآخرين، فى غياب التقدم الحقيقى والدائم، على تطبيع علاقاتهم مع سوريا أيضًا».

.. وفى الإحاطة سؤال، يحمل دلالات مهمة يقول: هل تفكر فى تطبيق قانون قيصر ضد الدول التى تطبع مع النظام السورى؟

 

فكانت إجابة باتيل: لن أستعرض أى إجراءات أو أستبقها. أعتقد أن ما سأقوله مرة أخرى وأكرره هو أننا نظل ملتزمين بمساعدة الشعب السورى من خلال العمل مع الشركاء الدوليين لتقديم المساعدة المنقذة للحياة. لكن بشكل عام، فيما يتعلق بالتطبيع، لن نطبع مع نظام الأسد، ولن نشجع الآخرين فى غياب التقدم الحقيقى والدائم أيضًا.

 

*اجتماع عمان لدعم قرار مجلس الأمن الدولى رقم 2254.

.. إلى ذلك وفى العاصمة الأردنية عمان، جددت حكومات غربية وعربية التأكيد على دعم لقرار مجلس الأمن الدولى رقم 2254 فى سوريا، معربين عن تعازيهم على الدمار الهائل وخسارة الأرواح بسبب الزلزال الذى ضرب سوريا وتركيا فى 6 شباط الماضى.

البيان المشترك الذى صدر عن ممثلى الحكومات المجتمعين فى عمان الخميس الماضى، بمشاركة كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا والنرويج والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى وفرنسا وألمانيا وتركيا وجامعة الدول العربية ومصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات، أكّد على التزام الدول الثابت بالتخفيف من معاناة المتضررين من الزلزال، وتشجيع المجتمع الدولى على توفير المساعدات الإنسانية، بما فى ذلك من خلال الاستجابة الطارئة ومشاريع التعافى المبكر، لكافة السوريين المحتاجين، وبخاصة المتواجدين منهم فى أكثر المناطق تضررًا».

 

.. وعلى ذات الهدف، رحبت الحكومات بالنتائج التى حققها مؤتمر المانحين فى بروكسل يوم 20 آذار 2023 لدعم الشعبين التركى والسورى، متطلعين إلى مؤتمر بروكسل السنوى السابع بشأن مستقبل سوريا والمنطقة الذى سيعقد يوم 15 حزيران 2023.

وتزامن الاجتماع التقنى، بكل مباحثاته الأمنية اللوجستية، مع الدعوة إلى وقف إطلاق نار على مستوى البلاد وإلى وصول المساعدات الإنسانية بصورة مستمرة ومن دون عراقيل إلى جميع السوريين من خلال كافة السبل، بما فى ذلك عبر الحدود وعبر الخطوط.

فى عمان ركزت دول شاركت فى الاجتماع المهم على الحفاظ على التفويض الأممى للمساعدات عبر الحدود وتوسيع نطاقه، إذ لا بديل عنه من حيث النطاق أو المقياس. مرحبًا فى هذا الصدد بقيام النظام السورى أخيرًا بتسهيل وصول المساعدات الأممية عبر الحدود من خلال معبرى باب السلام والراعى وندعو إلى أن يستمر ذلك، مع الاهتمام بإيجاز المبعوث الأممى الخاص إلى سوريا غير بيدرسن مع التأكيد على دعم لقرار مجلس الأمن الدولى رقم 2254.

 

*.. ولمجلس الأمن اجتماعه المختلف

مجلس الأمن الدولى، تبنى جلسة، ناقش خلالها الملفين السياسى والإنسانى فى سوريا، واستمع الأعضاء إلى إحاطة قدمها المبعوث الأممى لسورية، قير بيدرسون، بالإضافة إلى إحاطة من مسؤول بمكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة.

وأشار بيدرسون إلى أن الفترة التى أعقبت الزلزال شهدت مؤشرات على الهدوء وتوقفًا نسبيًا فى العنف بمعظم المناطق، حيث امتنعت كل الأطراف على كافة الجبهات، إلى حد كبير، عن الأعمال العدائية، ولكنه أضاف أن «الوضع شهد ارتفاعًا بعدد الحوادث وتبادلا منتظما للقصف وإطلاق الصواريخ عبر خطوط المواجهة فى الشمال الغربى والشمال الشرقى، بعض الهجمات عبر الخطوط من قبل هيئة تحرير الشام المصنفة كمجموعة إرهابية».

وأكد المبعوث الأممى أن الحل السياسى، هو السبيل الوحيد للمضى قدمًا فى سورية، مشيرًا إلى أن استمرارية الوضع الراهن أمر غير مقبول.

 

 

 

*المبادرة الأردنية.. الصيغة والحلول الممكنة

 

تشير المعطيات، بعد اجتماع عمان، إلى أن المبادرة الأردنية تستهدف إطلاق «دور عربى مباشر» ينخرط مع الحكومة السورية فى حوار سياسى يستهدف حل الأزمة فى ‎سوريا ومعالجة تداعياتها.

-استمرار المملكة فى مد يد العون للأشقاء فى ‎سوريا و‎تركيا لمساعدتهم على مواجهة تبعات الزلازل.

من جهتها كانت العاصمة القطرية الدوحة تدعم الحوار مع نظام الأسد وفق «محددين»

وفى ذلك قالت وزارة الخارجية القطرية؛ إن موقف الدوحة من الأزمة فى سوريا، يعتمد على محددين، الأول تحركات النظام السورى، والإجماع العربى، بشأن الوضع فى سوريا.

 

وأوضح المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصارى، أن الموقف القطرى، واضح «وضوح الشمس»، لكنه يعتمد على محددين رئيسيين: الأول هو أن يقوم النظام بما يلبى تطلعات الشعب السورى فى الحل السياسى وبيان جنيف واحد، والمحدد الثانى هو الإجماع العربى حول هذه التحركات».

 

وبشأن المبادرة الأردنية المزمع إطلاقها، من أجل دور عربى، ينخرط مباشرة، فى حوار سياسى مع النظام السورى، لحل الأزمة، وتداعياتها الإنسانية والأمنية والسياسية، قال الأنصارى؛ إن قطر تدعم جميع المبادرات الهادفة لإيجاد سلام شامل فى سوريا، وتدعم جميع الجهود العربية والدولية فى هذا الإطار.

وتابع المتحدث باسم الخارجية القطرية قائلا؛ إن «هناك الكثير من المبادرات التى تم إطلاقها، وقطر منخرطة فى العديد منها، هادفة فى المقام الأول إلى تحقيق تطلعات الشعب السورى، ودعم أى جهد يحقق السلام الشامل، وفقا للمحددين الرئيسيين السابق ذكرهما».

.. واقع الأمر، ووسط الأحداث الدولية فى المنطقة والعالم، وتحركات الأقطاب، يحيل الأزمة السورية إلى حلول ليست فى منظور واقعية الحال فى سوريا،، من هنا جادت المبادرة الأردنية، التى تترك مساحة واسعة للحوار، ولامن دول الجوار السورى، وهى بنود مهمة سيتم إطلاقها تقوم على دور عربى مباشر ينخرط مع الحكومة السورية فى حوار سياسى، وأمنى وإنسانى ودبلوماسى، يستهدف حل الأزمة ومعالجة تداعياتها كافة.

وكان الملف السورى يشهد حراكًا دبلوماسيًا من العاصمة الأردنية عمان، حيث استضافت الأردن، الثلاثاء، اجتماعًا حضرته 12 دولة عربية وغربية، بمشاركة الاتحاد الأوروبى ومبعوث الأمم المتحدة، بهدف تحريك الملف استنادًا إلى المبادرة الأردنية التى تقوم على دور عربى مباشر ينخرط مع الحكومة السورية فى حوار سياسى لحل الأزمة وتداعيتها الإنسانية”

بينها السعودية والإمارات.. 11 دولة تؤكد التزامها بدعم متضررى زلزال سوريا

– أكدت 11 دولة من بينها الإمارات والسعودية ومصر والأردن، «التزامها بالتخفيف من معاناة المتضررين من الزلازل التى ضربت سوريا».

 

.. قد لا تغيب الرؤية الأمريكية وسياستها حول العالم عن قلق ما وصلت إليه الحرب الروسية الأوكرانية، والإدارة الأمريكية ترد مقولات كيسنجر: « شرق أوسط متعدد الأقطاب(..) بعمليات تحوط وتوازن مستمرة، سيجلب معه مخاطره، ولكنه سيفتح المجال أمام قواعد لعبة جديدة،.. وكما فى لعب الأطفال، هناك من يستمتع بتعذيب الدمى، حد الموت والدمار.

.. الأزمة السورية عقدة المنطقة والإقليم، والهيمنة فيها تتيح تأخر منطق السلام والدبلوماسية، لتشتت الجهود الإقليمية نتيجة الأزمات التى خلقتها حرب أوكرانيا.

Back to top button