العنصرية اليهودية تعترف بأنها مؤسفة!
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
أثار تقرير عن معاداة السامية شارك في تأليفه كل من رابطة مكافحة التشهير وجامعة تل أبيب تبادلًا حادًا للادعاءات بين رابطة مكافحة التشهير ووزير الأمن القومي- المتطرف- إيتامار بن غفيير.
واتهم الوزير، وهو يميني متطرف، رابطة مكافحة التشهير بتسييس الحرب ضد معاداة السامية والمحرقة بعد أن قارن رابطة مكافحة التشهير، ضمنيًا، بين بن غفير والفاشيين الأوروبيين في التقرير الجديد.
قال المتحدث باسم بن غفير للموقع الاعلامي الصهيوني “تايمز أوف إسرائيل”، بحسب المحلل “كنعان ليدور”: إن رابطة مكافحة التشهير كانت تسيء استخدام الذكرى “المقدسة” للهولوكوست ومحاربة معاداة السامية من أجل تصفية الحسابات الحزبية.. وهو هنا يقصد أشكال الأحزاب الإسرائيلية التوراتية في الكيان الصهيوني.
.. * تقرير معاداة السامية في جميع أنحاء العالم
يقدم تقرير معاداة السامية في جميع أنحاء العالم لعام .. 2022 لمحة عامة عن اتجاهات معاداة السامية في العام الماضي.. وهي المرة الأولى التي تتعاون فيها، “منظمة مراقبة مناهضة للعنصرية” مقرها نيويورك وتركز على معاداة السامية في الولايات المتحدة وعلى الصعيد الدولي، في كتابة التقرير السنوي مع مركز جامعة تل أبيب لدراسة يهود أوروبا المعاصرين.
ووثق التقرير، الذي نُشر يوم الإثنين قبل يوم إحياء ذكرى الهولوكوست في دولة الاحتلال الإسرائيلي، ارتفاعًا حادًا في عام 2022 في عدد الحوادث المعادية للسامية في الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، إلى جانب انخفاض في عدة دول أخرى، بما في ذلك فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.
كما وجد أن اليهود الحريديم هم الضحايا الرئيسيون، قياسا للاعتداءات المعادية للسامية في الغرب.
.. * خلافات داخل الكيان
عادة ما يتم إخفاء نتائج التقرير، إسرائيليات ودوليًا، يحدث تبادل المزاعم حول التقرير وسط خلاف واسع عنصري الميول.. بين اليهود ذوي الميول اليسارية واليمينية في إسرائيل وخارجها حول القضايا الرئيسية المتعلقة بمستقبل- الدولة اليهودية المتطرفة”، بما في ذلك، معارك استقلال القضاء..
. المصدر قال إنه: تتميز مقدمة التقرير بمقارنة مستترة بين بن غفير، زعيم حزب عوتسما يهوديت القومي المتطرف، و”الفاشيين” الأوروبيين.
وجاء في التقرير: “شهد هذا العام دخول التلاميذ السابقين للحاخام العنصري الراحل مئير كهانا، الذي قدم تشريعات شبيهة بالنازية إلى الكنيست، إلى الحكومة”.
.. * ماذا يحدث؟
الحكومات الإسرائيلية كانت دائمًا متحفظة فيما تشير إليه تعاملها مع الأحزاب الأوروبية ذات الجذور الفاشية، وأنه لا يمكن توقع معاملة الأحزاب السياسية الإسرائيلية، التوراتية المتطرفة، ذات الجذور المماثلة بشكل مختلف من قبل الحكومات الأخرى. وواضح بالتراكم، منذ ذلك الحين، عندما قام أعضاء حزب القوة اليهودية بتلويث الخطاب العام الإسرائيلي بتعبيرات عنصرية مروعة كان من شأنها أن تؤدي إلى الإنهاء الفوري لمهنهم السياسية في الديمقراطيات الأخرى.
يقر التقرير بوضوح، يجب أن ينتبه إليه عربيا ودوليا وأمميا: “يجب ذكر ما هو واضح: العنصرية هي عنصرية، والعنصرية اليهودية بائسة مثل الأشكال الأخرى للعنصرية، ولا ينبغي أبدًا إعفاؤها أو التسامح معها”.
.. * بن غفير المتطرف رفع لافتة “اطرد العدو العربي”.
بن غفير، وزير نتنياهو المتطرف، تابعه قفة، هو الذي يرأس “عوتسما يهوديت”، أو القوة اليهودية، هو معجب بالراحل كهانا، الذي دعا إلى نقل عرب إسرائيل إلى خارج البلاد، على الرغم من أن بن غفير قال في السنوات الأخيرة إنه لم يعد يؤيد ذلك. ناشط سابق في حركة كاخ التي يتزعمها كهانا- والتي تم حظرها بسبب الإرهاب في إسرائيل والولايات المتحدة- أدين بن غفير بالتحريض على العنصرية في عام 2007 بسبب حملهة لافتة في احتجاج كتب عليها “اطرد العدو العربي”. أعلن بن غفير منذ ذلك الحين أنه يسعى لطرد المواطنين العرب الإسرائيليين “فقط” الذين يعتبرهم “غير موالين”.
*.. والحقائق تضع النقاط على الحروف
بحسب المصدر، الذي يكشف حقائق مهمة يجب أن يضعها المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة والأحلام والدول كافة، اإن في الإدارة الأمريكية من يتحدث بوضوح، منهم:
جوناثان جرينبلات، الرئيس التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير، في مؤتمر صحفي أعلن فيه التحالف الأمني اليهودي في معمل الأبحاث الاستقصائية التابع لرابطة مكافحة التشهير. وعادة من خلفه يوجد سكوت ريتشمان، المدير الإقليمي لمكتب ADL بنيويورك ونيوجيرسي، وأيضا، الرئيس التنفيذي لشركة CSS إيفان بيرنشتاين ، وهناك المدير التنفيذي لـ CSI ميتش سيلبر.
يجب أن نعي ما يترتب، في الفكر الإنساني الحر، وفي التفسير القانوني لدولة الاحتلال الإسرائيلي، أن الإدارات الأمريكية والغرب، عادة ما تقف على انتقادات رابطة مكافحة التشهير ضد حالة المتطرف بن غفير بالقول إنه في ظل الرئيس التنفيذي جوناثان جرينبلات، وهو موظف سابق لرئيس الولايات المتحدة السابق باراك أوباما، استخدمت رابطة مكافحة التشهير منذ فترة طويلة نفوذها المتبقي. لمهاجمة القومية اليهودية- التي تعني مهاجمة الناخب الإسرائيلي- بدلاً من محاربة العدو الحقيقي للشعب اليهودي وإسرائيل وهو محور الجهاد التقدمي”.
لم يقدم تقرير عام 2022 تحليلاً إحصائيًا لضحايا جرائم الكراهية المعادية للسامية وفقًا لانتمائهم الديني ومستوى شعائرهم، لكنه احتوى أدلة غير مؤكدة على أن اليهود الحريديين وغيرهم ممن يمكن التعرف عليهم من اليهود هم أكثر عرضة للاستهداف.
وقال ملخص التقرير إن اليهود الحريديم هم الضحايا الرئيسيون للهجمات الجسدية على اليهود خارج إسرائيل ليس فقط لأنه يمكن التعرف عليهم بسهولة على أنهم يهود، ولكن أيضًا لأنهم يُنظر إليهم على أنهم ضعفاء ومن غير المرجح أن يقاوموا.
أظهر التقرير البيانات التي نشرتها ADL الشهر الماضي، التي سجلت في عام 2022 3697 حادثة معادية للسامية في الولايات المتحدة، وهي أعلى حصيلة على الإطلاق منذ أن بدأت ADL في جمع بيانات الحوادث في عام 1979. كان العام السابق أيضًا عامًا قياسيًا مع 2717 حادثة.
تضاعف انتشار ما أطلق عليه ADL “الدعاية المعادية للسامية من قبل المتعصبين للبيض” في الولايات المتحدة ثلاث مرات تقريبًا في عام 2022 مقارنة بعام 2021، ليصل إجمالي عدد الحوادث إلى 852 حادثة.
والغريب، أن التقرير، كشف- أيضًا- انخفاض جرائم الكراهية المعادية للسامية في ألمانيا من 3028 حادثًا من هذا القبيل في عام 2021 إلى 2649 في العام الماضي. في فرنسا، تم توثيق 436 حادثة مقابل 589 في عام 2021.
.. يغيب التقرير، كيف يخلق أعضاء الحكومات الإسرائيلية المحتلة لفلسطين، حالة الكراهية لكل الممارسات والدعوات واقتحامات الأوقاف الإسلامية والمسيحية ومحاولات تهويد القدس، الاستيطان.. ذلك أن القانون الدولي وحقائق التاريخ لا تبيح للعدو أن يضهد شعب بأكمله دون أي مقاومة مشروعة.